۲۱۶۵.شرح نهج البلاغة عن أبي مِخنَفـ في بَيانِ نَصِّ مُعاهَدَةِ الصُّلحِ ـ:
هذا مَا اصطَلَحَ عَلَيهِ عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ الأَنصارِيُّ ومَن مَعَهُ مِنَ المُؤمِنينَ مِن شيعَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، وطَلحَةُ وَالزُّبَيرُ ومَن مَعَهُما مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُسلِمينَ مِن شيعَتِهِما ؛ أنَّ لِعُثمانَ بنِ حُنَيفٍ دارَ الإِمارَةِ وَالرُّحبَةَ وَالمَسجِدَ وبَيتَ المالِ وَالمِنبَرَ ، وأنَّ لِطَلحَةَ وَالزُّبَيرِ ومَن مَعَهُما أن يَنزِلوا حَيثُ شاؤوا مِنَ البَصرَةِ ، ولا يُضارَّ بَعضُهُم بَعضا في طَريقٍ ولا فُرضَةٍ ۱ ولا سوقٍ ولا شِرعَةٍ ولا مِرفَقٍ حَتّى يَقدَمَ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، فَإِن أحَبّوا دَخَلوا فيما دَخَلَت فيهِ الاُمَّةُ ، وإن أحَبّوا لَحِقَ كُلُّ قَومٍ بِهَواهُم وما أحَبّوا مِن قِتالٍ أو سِلمٍ أو خُروجٍ أو إقامَةٍ ، وعَلَى الفَريقَينِ بِما كَتَبوا عَهدُ اللّهِ وميثاقُهُ ، وأشَدُّ ما أخَذَهُ عَلى نَبِيٍّ مِن أنبِيائِهِ مِن عَهدٍ وذِمَّةٍ .
وخُتِمَ الكِتابُ ، ورَجَعَ عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ حَتّى دَخَلَ دارَ الإِمارَةِ ، وقالَ لِأَصحابِهِ : اِلحَقوا رَحِمَكُمُ اللّهُ بَأَهلِكُم ، وضَعوا سِلاحَكُم ، وداووا جَرحاكُم . فَمَكَثوا كَذلِكَ أيّاما ۲ .
6 / 5
اِستيلاءُ النّاكِثينَ عَلَى البَصرَةِ
۲۱۶۶.شرح نهج البلاغة عن أبي مِخنَف :ثُمَّ إنَّ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ قالا : إن قَدِمَ عَلِيٌّ ونَحنُ عَلى هذِهِ الحالِ مِنَ القِلَّةِ وَالضَّعفِ لَيَأخُذَنَّ بِأَعناقِنا ، فَأَجمَعا عَلى مُراسَلَةِ القَبائِلِ وَاستِمالَةِ العَرَبِ ، فَأَرسَلا إلى وُجوهِ النّاسِ وأهلِ الرِّياسَةِ وَالشَّرَفِ يَدعُوانِهِم إلَى الطَّلَبِ بِدَمِ عُثمانَ وخَلعِ عَلِيٍّ وإخراجِ ابنِ حُنَيفٍ مِنَ البَصرَةِ ، فَبايَعَهُم عَلى ذلِكَ الأَزدُ وضَبَّة