185
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

عَلَى الحَقِّ ، ثُمَّ قالَ لَهُ : بايِع .
فَقالَ : إنّي رَسولُ قَومٍ ، ولا اُحدِثُ حَدَثا حَتّى أرجِعَ إلَيهِم .
فَقالَ عليه السلام : أ رَأَيَت لَو أنَّ الَّذينَ وَراءَكَ بَعثوكَ رائِدا تَبتَغي لَهُم مَساقِطَ الغَيثِ ، فَرَجَعتَ إلَيهِم وأخبَرتَهُم عَنِ الكَلَأِ وَالماءِ ، فَخالَفوا إلى المَعاطِشِ وَالمَجادِبِ ، ما كُنتَ صانِعا ؟
قالَ : كُنتُ تارِكَهُم ومُخالِفَهُم إلَى الكَلَأِ وَالماءِ .
فَقالَ عليه السلام : فَامدُد إذا يَدَكَ .
فَقالَ الرَّجُلُ : فَوَاللّهِ مَا استَطَعتُ أن أمتَنِعَ عِندَ قِيامِ الحُجَّةِ عَلَيَّ ، فَبايَعتُهُ عليه السلام .
وَالرَّجُلُ يُعرَفُ بِكُلَيبٍ الجَرمِيِّ ۱ .

۲۱۸۷.الجمل عن كُلَيبٍ :لَمّا قُتِلَ عُثمانُ ما لَبِثنا إلّا قَليلاً حَتّى قَدِمَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ البَصرَةَ ، ثُمَّ ما لَبِثنا بَعدَ ذلِكَ إلّا يَسيراً حَتّى أقبَلَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام فَنَزَلَ بِذي قارٍ ، فَقالَ شَيخانِ مِنَ الحَيِّ : اِذهَب بِنا إلى هذَا الرَّجُلِ فَنَنظُرُ ما يَدعو إلَيهِ ، فَلَمّا أتَينا ذا قارٍ قَدِمنا عَلى أذكَى العَرَبِ ، فَوَاللّهِ لَدَخَلَ عَلى نَسَبِ قَومي ، فَجَعَلتُ أقولُ : هُوَ أعلَمُ بِهِ مِنّي وأطوَعُ فيهِم .
فَقالَ : مَن سَيِّدُ بَني راسِبٍ ؟
فَقُلتُ : فُلانٌ .
قالَ : فَمَن سَيِّدُ بَني قُدامَةَ ؟
قُلتُ : فُلانٌ ، لِرَجُلٍ آخَرَ .

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۷۰ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۸۳ ح۵۵ ؛ ربيع الأبرار : ج۱ ص۷۱۰ نحوه وراجع تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۹۱ والمناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۴۶ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
184

فَقالَ : اللّهُ أكبَرُ، ما ينجيني مِن طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ إذ أصابا ثَأرَهُما أو يُنجيهِما ! وقَرَأَ : «مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَ لَا فِى أَنفُسِكُمْ إِلَا فِى كِتَـبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ»۱ ، وقالَ :

دَعا حُكَيمٌ دَعوَةَ الزِّماعِ
حَلَّ بِها مَنزِلَةَ النِّزاعِ

ولَمَّا انتَهَوا إلى ذي قارٍ انتهى إلَيهِ فيها عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ ولَيسَ في وَجهِهِ شَعَرٌ ، فَلَمّا رَآهُ عَلِيٌّ نَظَرَ إلى أصحابِهِ فَقالَ : اِنطَلَقَ هذا مِن عِندِنا وهُوَ شَيخٌ فَرَجَعَ إلَينا وهُوَ شابٌّ ! ۲

۲۱۸۵.الجمل :خَرَجَ ابنُ حُنَيفٍ حَتّى أتى أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام وهُوَ بِذي قارٍ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَيهِ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، وقَد نَكَّلَ بِهِ القَومُ ، بَكى وقالَ : يا عُثمانُ، بَعَثتُكَ شَيخا ألحى فَرَدّوكَ أمرَدَ إلَيَّ ! اللّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّهُمُ اجتَرَؤوا عَلَيكَ وَاستَحَلّوا حُرُماتِكَ ، اللّهُمَّ اقتُلهُم بِمَن قَتَلوا مِن شيعَتي ، وعَجِّل لَهُمُ النَّقمَةَ بِما صَنَعوا بِخَليفَتي ۳ .

7 / 4

اِتِّباعُ الحَقِّ عِندَ قِيامِ الحَقِّ

۲۱۸۶.نهج البلاغة :مِن كَلامِهِ عليه السلام في وُجوبِ اتِّباعِ الحَقِّ عِندَ قِيامِ الحُجَّةِ كَلَّمَ بِهِ بَعضَ العَرَبِ ، وقَد أرسَلَهُ قَومٌ مِن أهلِ البَصرَةِ لَمّا قَرُبَ عليه السلام مِنها لِيَعلَمَ لَهُم مِنهُ حَقيقَةَ حالِهِ مَع أصحابِ الجَمَلِ لِتَزولَ الشُّبهَةُ مِن نُفوسِهِم ، فَبَيَّنَ لَهُ عليه السلام مِن أمرِهِ مَعَهُم ما عَلِمَ بِهِ أنَّه

1.الحديد : ۲۲ .

2.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۸۱ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۲۶ نحوه وراجع شرح نهج البلاغة : ج۹ ص۳۲۱ وتذكرة الخواصّ : ص۶۸ .

3.الجمل : ص۲۸۵ وراجع تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۸۲ وشرح نهج البلاغة : ج۱۴ ص۱۸ ونهاية الأرب : ج۲۰ ص۴۵ والبداية والنهاية : ج۷ ص۲۳۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 98985
صفحه از 670
پرینت  ارسال به