193
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

الطّاعَةِ .
قالَ صَعصَعَةُ : فَقَدِمتُ عَلَيهِم فَبَدَأتُ بِطَلحَةَ فَأَعطَيتُهُ الكِتابَ وأدَّيتُ إلَيهِ الرِّسالَةَ ، فَقالَ : الآنَ ؟ ! حينَ عَضَّتِ ابنَ أبي طالِبٍ الحَربُ يَرفُقُ لَنا !
ثُمَّ جِئتُ إلَى الزُّبَيرِ فَوَجَدتُهُ أليَنَ مِن طَلحَةَ ، ثُمَّ جِئتُ إلى عائِشَةَ فَوَجَدتُها أسرَعَ النّاسِ إلَى الشَّرِّ ، فَقالَت : نَعَم قَد خَرَجتُ لِلطَّلَبِ بِدَمِ عُثمانَ ، وَاللّهِ لِأَفعَلَنَّ وأفعَلَنَّ !
فَعُدتُ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَلَقيتُهُ قَبلَ أن يَدخُلَ البَصرَةَ ، فَقالَ :
ما وَراءَكَ يا صَعصَعَةُ ؟
قُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، رَأَيتُ قَوما ما يُريدونَ إلّا قِتالَكَ !
فَقالَ : اللّهُ المُستَعانُ .
ثُمَّ دَعا عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ فَقالَ : اِنطَلِق إلَيهِم فَناشِدهُم وذَكِّرهُمُ العَهدَ الَّذي لي في رِقابِهِم ۱ .

۲۱۹۲.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ إلى طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ ـ: أمّا بَعدُ ، فَقَد عَلِمتُما وإن كَتَمتُما ، أنّي لَم اُرِدِ النّاسَ حَتّى أرادوني ، ولَم اُبايِعُهم حَتّى بايَعوني . وإنَّكُما مِمَّن أرادَني وبايَعَني ، وإنَّ العامَّةَ لَم تُبايِعني لِسلطانٍ غالِبٍ ، ولا لِعَرَضٍ حاضِرٍ ، فَإِن كُنتُما بايَعتُماني طائِعَينِ ، فَارجِعا وتوبا إلَى اللّهِ مِن قَريبٍ ، وإن كُنتُما بايَعتُماني كارِهَينِ ، فَقَد جَعَلتُما لي عَلَيكُمَا السَّبيلَ بِإِظهارِكُما الطّاعَةَ ، وإسرارِكُمَا المَعصِيَةَ . ولَعَمري ، ما كُنتُما بِأَحَقِّ المُهاجِرينَ بِالتَّقِيَّةِ وَالكِتمانِ ، وإنَّ دَفعَكُما هذَا الأَمرَ مِن قَبلِ أن تَدخُلا فيهِ ، كانَ أوسَعَ عَلَيكُما مِن خُروجِكُما مِنهُ بَعدَ إقرارِكُما بِهِ .
وقَد زَعَمتُما أنّي قَتَلتُ عُثمانَ ، فَبَيني وبَينَكُما مَن تَخَلَّفَ عَنّي وعَنكُما مِن أهل

1.الجمل : ص۳۱۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
192

الإمام عليه السلام قد ترجم لنا في تلك الرسائل والمحاورات شخصيّته وأبان عظيم قدره ، وأماط اللثام عن الموقف السابق الذي كان عليه مساعير الحرب ، وتحدّث مرّة اُخرى عن قتل عثمان وكيفيّته بدقّة تامّة ، وكشف أبعاد ذلك الحادث ، وأغلق على مثيري الفتنة تشبّثهم بالمعاذير الواهية . ولمّا وجد ذلك عقيما وتأهّب الفريقان للقتال ، أوصى عليه السلام أصحابه بمَلْك أنفسهم والمحافظة على الهدوء ، وقال : «لا تَعجَلوا حَتّى اُعذِرَ إلَى القَومِ . . .» . فقام إليهم فاحتجّ عليهم فلم يجد عند القوم إجابة .
وبعد اللتيا والتي ، بعث ابن عبّاس ثانية من أجل التفاوض الأخير ؛ لعلّه يردعهم عن الحرب ؛ ، لئلّا تُسفك دماء المسلمين هدرا ، بيد أنّ القوم خُتم على سمعهم ، فلم يصغوا إلى رسول الإمام ، كما لم يصغوا إلى الإمام عليه السلام من قبل ۱ . وقد كان لعائشة وعبد اللّه بن الزبير خاصّة الدور الأكبر في ذلك .

8 / 1

رَسائِلُ الإِمامِ إلى رُؤَساءِ الفِتنَةِ

۲۱۹۰.الأخبار الطوال :أقامَ عَلِيٌّ رضى الله عنه ثَلاثَةَ أيّامٍ يَبعَثُ رُسُلَهُ إلى أهلِ البَصرَةِ ، فَيَدعوهُم إلَى الرُّجوعِ إلَى الطّاعَةِ وَالدُّخولِ فِي الجَماعَةِ ، فَلَم يَجِد عِندَ القَومِ إجابَةً ۲ .

۲۱۹۱.الجمل :لَمّا سارَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام مِن ذي قارٍ قَدَّمَ صَعصَعَةَ بنَ صوحانَ بِكِتابٍ إلى طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ وعَائِشَةَ ، يُعَظِّمُ عَلَيهِم حُرمَةَ الإِسلامِ ، ويُخَوِّفُهُم فيما صَنَعوهُ ، ويَذكُرُ لَهُم قَبيحَ مَا ارتَكَبوهُ مِن قَتلِ مَن قَتَلوا مِنَ المُسلِمينَ ، وما صَنَعوا بِصاحِبِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ ، وقَتلِهِمُ المُسلِمينَ صَبرا ، ويَعِظُهُم ويَدعوهُم إلَى

1.الجمل : ص۳۳۶ ـ ۳۳۸ .

2.الأخبار الطوال : ص۱۴۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99451
صفحه از 670
پرینت  ارسال به