يا عَجَباً لِطَلحَةَ ! ألَّبَ عَلَى ابنِ عَفّانَ حَتّى إذا قُتِلَ أعطاني صَفَقَةَ يَمينِهِ طائِعاً ، ثُمَّ نَكَثَ بَيعَتي ، وطَفِقَ يَنعَى ابنَ عَفّانَ ظالِماً ، وجاءَ يَطلُبُني ـ يَزعُمُ ـ بِدَمِهِ ، وَاللّهِ ، ما صَنَعَ في أمرِ عُثمانَ واحِدَةً مِن ثَلاثٍ : لَئِن كانَ ابنُ عَفّانَ ظالِماً ـ كَما كانَ يَزعُمُ ـ حينَ حَصَرَهُ وألَّبَ عَلَيهِ ، إنَّهُ لَيَنبَغي أن يُؤازِرَ قاتِليهِ وأن يُنابِذَ ناصِريهِ ! وإن كانَ في تِلكَ الحالِ مَظلوماً ، إنَّهُ لَيَنبَغي أن يَكونَ مَعَهُ ! وإن كانَ في شَكٍّ مِنَ الخَصلَتَينِ ، لَقَد كانَ يَنبَغي أن يَعَتزِلَهُ ويَلزَمَ بَيتَهُ ويَدَعَ النّاسَ جانِباً ! فَما فَعَلَ مِن هذِهِ الخِصالِ واحِدَةً ، وها هُوَ ذا قَد أعطاني صَفَقَةَ يَمينِهِ غَيرَ مَرَّةٍ ثُمَّ نَكَثَ بَيعَتَهُ ! اللّهُمَّ فَخُذهُ ولا تُمهِلهُ .
ألا وإنَّ الزُّبَيرَ قَطَعَ رَحِمي وقَرابَتي ، ونَكَثَ بَيعَتي ، ونَصَبَ لِيَ الحَربَ وهُوَ يَعلَمُ أنَّهُ ظالِمٌ لي ! اللّهُمَّ فَاكفِنيهِ بِما شِئتَ ۱ .
8 / 5
تَحذيرُ شَبابِ قُرِيشٍ مِنَ الحَربِ
۲۲۰۳.الجمل عن صفوان :لَمّا تَصافَّ النّاسُ يَومَ الجَمَلِ صاحَ صائِحٌ مِن أصحابِ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ : يا مَعاشِرَ شَبابِ قُرَيشٍ ! أراكُم قَد لَجَجتُم وغُلِبتُم عَلى أمرِكُم هذا ، وإنّي أنشُدُكُمُ اللّهَ أن تَحقِنوا دِماءَكُم ولا تَقتُلوا أنفُسَكُم ، اِتَّقُوا الأَشتَرَ النَّخَعِيَّ وجُندُبَ بنَ زُهيرٍ العامِرِيَّ ، فَإِنَّ الأَشتَرَ نَشَرَ دِرعَهُ حَتّى يَعفُوَ أثَرُهُ ، وإنَّ جُندَباً يَخرِمُ دِرعَهُ حَتّى يُشَمَّرَ عَنهُ ، وفي رايَتِهِ عَلامَةٌ حَمراءُ ، فَلَمَّا التَقَى النّاسُ أقبَلَ الأَشتَرُ وجُندَبٌ قِبالَ الجَمَلِ يَرفُلانِ فِي السِّلاحِ حَتّى قَتَلا عَبدَ الرَّحمنِ بنَ عَتّابِ بنِ أسيدٍ ومَعبَدَ بنَ زُهَيرِ بنِ خَلَفِ بنِ اُمَيَّةَ ، وعَمَدَ جُندُبٌ لِابنِ الزُّبَيرِ فَلَمّا عَرَفَهُ قالَ : أترُكُكَ لِعائِشَةَ . . .