205
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

عِندَ اللّهِ عُذرا؛ فَاتَّقِيَا اللّهَ سُبحانَهُ ، ولا تَكونا كَالَّتي نَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوَّةٍ أنكاثا ، أ لَم أكُن أخاكُما في دينِكُما ؟ تُحَرِّمانِ دَمي واُحَرِّمُ دِماءَكُما ! فَهَل مِن حَدَثٍ أحَلَّ لَكُما دَمي ؟ قالَ طَلحَةُ : ألَّبتَ النّاسَ علَى عُثمانَ ، قالَ عَلِيٌّ : «يَوْمَـئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ »۱ ، يا طَلحَةُ، تَطلُبُ بِدَمِ عُثمانَ؟! فَلَعَنَ اللّهُ قَتَلَةَ عُثمانَ ۲ .

۲۲۰۸.شرح نهج البلاغة :بَرَزَ عَلِيٌّ عليه السلام يَومَ الجَمَلِ ، ونادى بِالزُّبَيرِ : يا أبا عَبدِ اللّهِ ، مِرارا ، فَخَرَجَ الزُّبَيرُ ، فَتَقارَبا حَتَّى اختَلَفَت أعناقُ خَيلِهِما .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : إنَّما دَعَوتُكَ لِاُذكِّرَكَ حَديثا قالَهُ لي ولَكَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، أ تَذكُرُ يَومَ رَآكَ وأنتَ مُعتَنِقي ، فَقالَ لَكَ : أ تُحِبُّهُ ؟
قُلتَ : وما لي لا اُحِبُّهُ وهُوَ أخي وَابنُ خالي ؟ !
فَقالَ : أما إنَّكَ سَتُحارِبُهُ وأنتَ ظالِمٌ لَهُ .
فَاستَرجَعَ الزُّبَيرُ ، وقالَ : أذكَرتَني ما أنسانيهِ الدَّهرُ . ورَجَعَ إلى صُفوفِهِ ، فَقالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ ابنُهُ : لَقَد رَجَعتَ إلَينا بِغَيرِ الوَجهِ الَّذي فَارَقتَنا بِهِ !
فَقالَ : أذكَرَني عَلِيٌّ حَديثا أنسانيهِ الدَّهرُ ، فَلا اُحارِبُهُ أبَدا ، وإنّي لَراجِعٌ وتارِكُكُم مُنذُ اليَومِ .
فَقالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ : ما أراكَ إلّا جَبُنتَ عَن سُيوفِ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ؛ إنَّها لَسُيوفٌ حِدادٌ ، تَحمِلُها فِتيَةٌ أنجادٌ .
فَقالَ الزُّبَيرُ : وَيلَكَ ! أ تُهَيِّجُني عَلى حَربِهِ ! أما إنّي قَد حَلَفتُ ألّا اُحارِبَهُ .

1.النور : ۲۵ .

2.تاريخ الطبري : ج۳ ص۵۰۱ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۳۴ وفيه من «فلمّا تراءى الجمعان» وراجع البداية والنهاية : ج۷ ص۲۴۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
204

قالَ : أنتَ ، ولا أراكَ لِهذَا الأَمرِ أهلاً ، ولا أولى بِهِ مِنّا .
فَقالَ عَلِيٌّ : لَستُ لَهُ أهلاً بَعدَ عُثمانَ ! قَد كُنّا نَعُدُّكَ مِن بَني عَبدِ المُطَّلِبِ حَتّى بَلَغَ ابنُكَ ابنُ السَّوءِ فَفَرَّقَ بَينَنا وبَينَكَ . وعَظَّمَ عَلَيهِ أشياءَ ، فَذَكَرَ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله مَرَّ عَلَيهِما فَقالَ لِعَلِيٍّ عليه السلام : ما يَقولُ ابنُ عَمَّتِكَ ؟ لَيُقاتِلَنَّكَ وهُوَ لَكَ ظالِمٌ .
فَانصَرَفَ عَنهُ الزُّبَيرُ ، وقالَ : فَإِنّي لا اُقاتِلُكَ .
فَرَجَعَ إلَى ابنِهِ عَبدِ اللّهِ فَقالَ : ما لي في هذِهِ الحَربِ بَصيرَةٌ ، فَقالَ لَهُ ابنُهُ : إنَّكَ قَد خَرَجتَ عَلى بَصيرَةٍ ، ولكِنَّكَ رَأَيتَ راياتِ ابنِ أبي طالِبٍ ، وعَرَفتَ أنَّ تَحتَهَا المَوتُ ، فَجَبُنتَ . فَأَحفَظَهُ ۱ حَتّى أرعَدَ وغَضِبَ ، وقالَ : وَيحَكَ ! إنّي قَد حَلَفتُ لَهُ ألّا اُقاتِلَهُ ، فَقالَ لَهُ ابنُهُ : كَفِّر عَن يَمينِكَ بِعِتقِ غُلامِكَ سَرجَسَ ، فَأَعتَقَهُ ، وقامَ فِي الصَّفِّ مَعَهُم .
وكانَ عَلِيٌّ قالَ لِلزُّبَيرِ : أ تَطلُبُ مِنّي دَمَ عُثمانَ وأنتَ قَتَلتَهُ ؟ ! سَلَّطَ اللّهُ عَلى أشَدِّنا عَلَيهِ اليَومَ ما يَكرَهُ ۲ .

۲۲۰۷.تاريخ الطبري عن قتادة :سارَ عَلِيٌّ مِنَ الزاوِيَةِ يُريدُ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ وعائِشَةَ وساروا مِنَ الفُرضَةِ يُريدون عَلِيّا ، فَالتَقَوا عِندَ مَوضِعِ قَصرِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زيادٍ فِي النِّصفِ مِن جُمادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وثَلاثينَ يَومَ الخَميسِ ، فَلَمّا تَراءَى الجَمعانِ خَرَجَ الزُّبَيرُ عَلى فَرَسٍ عَلَيهِ سِلاحٌ ، فَقيَل لِعَلِيٍّ : هذَا الزُّبَيرُ ، قالَ : أما إنَّهُ أحرَى الرَّجُلَين إن ذُكِّرَ بِاللّهِ أن يَذكُرَهُ ، وخَرَجَ طَلحَةُ ، فَخَرَجَ إلَيهِما عَلِيٌّ فَدَنا مِنهُما حَتَّى اختَلَفَت أعناقُ دَوابِّهِم ، فَقالَ عَلِيٌّ : لَعَمري لَقد أعدَدتُما سِلاحا وخَيلاً ورِجالاً ، إن كُنتُما أعدَدتُما

1.أحفَظَه : أغضبه ؛ من الحفيظة : الغضب (النهاية : ج۱ ص۴۰۸) .

2.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۰۸ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۳۵ نحوه وراجع اُسد الغابة : ج۲ ص۳۱۰ ح۱۷۳۲ ومسند أبي يعلى : ج۱ ص۳۲۰ ح۶۶۲ والبداية والنهاية : ج۷ ص۲۴۱ والأمالي للطوسي : ص۱۳۷ ح۲۲۳ والصراط المستقيم : ج۳ ص۱۲۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99488
صفحه از 670
پرینت  ارسال به