219
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

9 / 4

السَّكينَةُ العَلَوِيَّةُ فِي الحَربِ

۲۲۲۳.الجمل عن محمّد ابن الحنفيّة :لَمّا نَزَلنَا البَصرَةَ وعَسكَرنا بِها وصَفَفنا صُفوفَنا ، دَفَعَ أبي عَلِيٌّ عليه السلام إلَيَّ اللِّواءَ ، وقالَ : لا تُحدِثَنَّ شَيئا حَتّى يُحدَثَ فيكُم . ثُمَّ نامَ ، فَنالَنا نَبلُ القَومِ ، فَأَفزَعتُهُ ، فَفَزِعَ وهُوَ يَمسَحُ عَينَيهِ مِنَ النَّومِ ، وأصحابُ الجَمَلِ يَصيحونَ : يا ثاراتِ عُثمانَ !
فَبَرَزَ عليه السلام ولَيسَ عَلَيهِ إلّا قَميصٌ واحِدٌ ، ثُمَّ قالَ : تَقَدَّم بِاللَّواءِ ! فَتَقَدَّمتُ وقُلتُ : يا أبَتِ أفي مِثلِ هذَا اليَومِ بِقَميصٍ واحِدٍ ؟ !
فَقالَ عليه السلام : أحرَزَ أمرا أجَلُهُ ۱ ، وَاللّهِ قَاتَلتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وأنَا حاسِرٌ ۲ أكثَرَ مِمّا قاتَلتُ وأنَا دارِعٌ ۳ .

۲۲۲۴.مروج الذهب :قَد كانَ أصحابُ الجَمَلِ حَمَلوا عَلى مَيمَنَةِ عَلِيٍّ ومَيسَرَتِهِ ، فَكَشَفوها ، فَأَتاهُ بَعضُ وُلدِ عَقيلٍ وعَلِيٌّ يَخفِقُ نُعاسا عَلى قُربوسِ سَرجِهِ ، فَقالَ لَهُ : يا عَمُّ ، قَد بَلَغَت مَيمَنَتُكَ ومَيسَرَتُكَ حَيثُ تَرى ، وأنتَ تَخفِقُ نُعاسا ؟ ! قالَ : اُسكُت يَابنَ أخي ، فَإِنَّ لِعَمِّكَ يَوما لا يَعدُوهُ ، وَاللّهِ ما يُبالي عَمُّكَ وَقَعَ عَلَى المَوتِ أو وَقَعَ المَوتُ عَلَيهِ ! ۴

۲۲۲۵.دعائم الإسلام :رُوّينا عَن عَلِيٍّ عليه السلام أنَّهُ أعطَى الرّايَةَ يَومَ الجَمَلِ لِمُحَمَّدِ ابنِ الحَنَفِيَّةِ ، فَقَدَّمَهُ بَينَ يَدَيهِ ، وجَعَلَ الحَسَنَ فِي المَيمَنَةِ ، وجَعَلَ الحُسَينَ فِي المَيسَرَةِ ، ووَقَفَ خَلفَ الرّايَةِ عَلى بَغلَةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .

1.أحرَزتُ الشيءَ أحرِزُه : إذا حفظته وضممته إليك وصُنتَه عن الأخذ (لسان العرب : ج۵ ص۳۳۳) .

2.الحاسر : خلاف الدارع ، وهو من لا مغفر له ولا درع ولا بيضة على رأسه (تاج العروس : ج۶ ص۲۷۴) .

3.الجمل : ص۳۵۵ .

4.مروج الذهب : ج۲ ص۳۷۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
218

أحَسَّ مِن نَفسِهِ رَبَاطَةَ جَأشٍ عِندَ الفَزَعِ وشَجاعَةً عِندَ اللِّقاءِ ورأى مِن أخيهِ فَشَلاً ووَهنا ، فَليَذُبَّ عَنهُ كَما يَذُبُّ عَن نَفسِهِ ؛ فَلَو شاءَ اللّهُ لَجَعَلَهُ مِثلَهُ ۱ .

۲۲۲۲.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن خُطبتِهِ يَومَ الجَمَلِ ـ: أيُّهَا النّاسُ ! إنّي أتَيتُ هؤُلاءِ القَومَ ، ودَعَوتُهُم ، وَاحتَجَجتُ عَلَيهِم ، فَدَعَوني إلى أن أصبِرَ لِلجِلادِ ، وأبرُزَ لِلطِّعانِ ، فَلِاُمِّهِمُ الهَبَلُ ! وقَد كُنتُ وما اُهَدَّدُ بِالحَربِ ، ولا اُرَهَّبُ بِالضَّربِ ، أنصَفَ القارَةَ مَن راماها ۲ ، فَلِغَيري فَليُبرِقوا وليُرعِدوا ؛ فَأَنَا أبُو الحَسَنِ الَّذي فَلَلتُ ۳ حَدَّهُم ، وفَرَّقتُ جَماعَتَهُم ، وبِذلِكَ القَلبِ ألقى عَدُوّي ، وأنَا عَلىَ ما وعَدَنَي رَبّي مِنَ النَّصرِ وَالتَّأييدِ وَالظَّفَرِ ، وإنّي لَعَلى يَقينٍ مِن رَبّي ، وغَيرِ شُبهَةٍ مِن أمري .
أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ المَوتَ لا يَفوتُهُ المُقيمُ ، ولا يُعجِزُهُ الهارِبُ ، لَيسَ عَنِ المَوتِ مَحيصٌ ، ومَن لَم يَمُت يُقتَلُ ، وإنَّ أفضَلَ المَوتِ القَتلُ . وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَأَلفُ ضَربَةٍ بِالسَّيفِ أهَونُ عَلَيَّ مِن ميتَةٍ عَلى فِراشٍ .
واعَجَبا لِطَلحَةَ ! ألَّبَ ۴ النّاسَ عَلَى ابنِ عَفّانَ ، حَتّى إذا قُتِلَ أعطاني صَفَقَتَهُ بِيَمينِهِ طائِعا ، ثُمَّ نَكَثَ بَيعَتي ، اللّهُمَّ خُذهُ ولا تُمهِلهُ . وإنَّ الزُّبَيرَ نَكَثَ بَيعَتي ، وقَطَعَ رَحِمي ، وظاهَرَ عَلَيَّ عَدُوّي ، فَاكفِنيهِ اليَومَ بِما شِئتَ ۵ .

1.الجمل : ص۳۳۴ ، الإرشاد : ج۱ ص۲۵۲ نحوه ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۱۷۱ ح۱۳۱ .

2.القارَة : قبيلة من بني الهون ابن خزيمة ، سُمّوا قارَة لاجتماعهم والتفافهم ، ويوصفون بالرمي ، وفي المثل : أنصفَ القارَة مَن راماها (النهاية : ج۴ ص۱۲۰) .

3.فلَّه فانفَلّ ، أي كسره فانكسر (لسان العرب : ج۱۱ ص۵۳۱) .

4.من التأليب : التحريض (لسان العرب : ج۱ ص۲۱۶) .

5.الكافي : ج۵ ص۵۳ ح۴ عن ابن محبوب رفعه ، الأمالي للطوسي : ص۱۶۹ ح۲۸۴ عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي نحوه وراجع نهج البلاغة : الخطبة ۱۷۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99685
صفحه از 670
پرینت  ارسال به