23
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

النَّهرَوانِ .
وأشَرنا نَحنُ بِقَولِنا : «سَمّاهُم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله القاسِطينَ» إلى قَولِهِ عليه السلام : «سَتُقاتِلُ بَعدِي النّاكِثينَ وَالقاسِطينَ وَالمارِقينَ» ، وهذَا الخَبَرُ مِن دَلائِلِ نُبُوَّتِهِ صلى الله عليه و آله ؛ لِأَنَّهُ إخبارٌ صَريحٌ بِالغَيبِ ، لا يَحتَمِلُ التَّمويهَ وَالتَّدليسَ كَما تَحتَمِلُهُ الأخبارُ المُجمَلَةُ ، وصَدَّقَ قولَهُ صلى الله عليه و آله : «وَالمارِقينَ» قَولُه أوَّلاً فِي الخَوارِجِ : «يَمرُقونَ مِنَ الدّينِ كَما يَمرُقُ السَّهمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ» . وصَدَّقَ قولَهُ عليه السلام : «النّاكِثينَ» كَونُهُم نَكَثُوا البَيعَةَ بادِئَ بَدءٍ ، وقَد كانَ عليه السلام يَتلو وَقتَ مُبايَعَتِهِم لَهُ : «فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ»۱ . وأمّا أصحابُ صِفّينَ فَإِنَّهُم عِندَ أصحابِنا مُخَلَّدونَ فِي النّارِ ؛ لِفِسقِهِم ، فَصَحَّ فيهِم قَولُهُ تَعالى : «وَ أَمَّا الْقَـسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَبًا»۲ . ۳

1.الفتح : ۱۰ .

2.الجنّ : ۱۵ .

3.شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۲۰۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
22

وصِرتُ إلى خِدرِي استَأذَنَ ، فَدَخَلَ . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أ تَعرِفينَهُ ؟ قُلتُ : نَعَم ، هذا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ . قالَ : صَدَقتِ ، سِحنَتُهُ ۱ مِن سِحنَتي ، ولَحمُهُ مِن لَحمي ، ودَمُهُ مِن دَمي ، وهُوَ عَيبَةُ ۲ عِلمي .
اِسمَعي وَاشهَدي ! هُوَ قاتِلُ النّاكِثينَ وَالقاسِطينَ وَالمارِقينَ مِن بَعدي . اِسمَعي وَاشهَدي ! هُوَ وَاللّهِ مُحيي سُنَّتي . اِسمَعي وَاشهَدي ! لَو أنَّ عَبدا عَبَدَ اللّهَ ألفَ عامٍ مِن بَعدِ ألفِ عامٍ بَينَ الرُّكنِ وَالمَقامِ ثُمَّ لَقِيَ اللّهَ مُبغِضا لِعَلِيٍّ لَأَكَبَّهُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ عَلى مِنخَرَيهِ فِي النّارِ ۳ .

۱۹۹۳.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى أوحى إلَيَّ أنَّهُ جاعِلٌ لي مِن اُمَّتي أخا ووارِثا وخَليفَةً ووَصِيّا . فَقُلتُ : يا رَبِّ ، مَن هُوَ ؟ فَأَوحى إلَيَّ عَزَّ وَجَلَّ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّهُ إمامُ اُمَّتِكَ ، وحُجَّتي عَلَيها بَعدَكَ . فَقُلتُ : يا رَبِّ مَن هُوَ ؟ فَأَوحى إلَيَّ عَزَّ وَجَلَّ : يا مُحَمَّدُ، ذاكَ مَن اُحِبُّهُ ويُحِبُّني ، ذاكَ المُجاهِدُ في سَبيلي ، وَالمُقاتِلُ لِناكِثي عَهدي وَالقاسِطينَ في حُكمي وَالمارِقينَ مِن ديني ، ذاكَ وَلِيّي حَقّا ، زَوجُ ابنَتِكَ ، وأبو وُلدِكَ ؛ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ۴ .

۱۹۹۴.شرح نهج البلاغةـ في شَرحِ قَولِهِ عليه السلام : فَلَمّا نَهَضتُ بِالأَمرِ نَكَثَت طائِفَةٌ ، ومَرَقَت اُخرى ، وفَسَقَ آخَرونَ ـ: فَأَمَّا الطّائِفَةُ النّاكِثَةُ فَهُم أصحابُ الجَمَلِ ، وأمَّا الطّائِفَةُ الفاسِقَةُ فَأَصحابُ صِفّينَ ، وسَمّاهُم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله القاسِطينَ ، وأمَّا الطّائِفَةُ المارِقَةُ فَأَصحاب

1.السِّحْنَة : بَشَرة الوجه وهيأتُه وحاله (النهاية : ج۲ ص۳۴۸) .

2.العَيبَة : مستودع الثياب ، أو مستودع أفضل الثياب . وعيبة العلم على الاستعارة (مجمع البحرين : ج۲ ص۱۲۹۶) .

3.المناقب للخوارزمي : ص۸۶ ح۷۷ ، تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۴۷۰ ح۹۰۴۲ ؛ علل الشرائع : ص۶۵ ح۳ عن عبد اللّه بن عبّاس وكلاهما نحوه .

4.الأمالي للصدوق : ص۶۴۱ ح۸۶۷ عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج۳۸ ص۱۰۷ ح۳۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99797
صفحه از 670
پرینت  ارسال به