221
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

لَهُ ابنُ عَبّاسٍ : ما تُريدُ بِهذَا الشِّسعِ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟ فَقالَ : أربِطُ بِها ما قَد تَهِي ۱ مِن هذَا الدِّرعِ مِن خَلفي . فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ : أفي مِثلِ هذَا اليَومِ تَلبَسُ مِثلَ هذا ! فَقالَ عليه السلام : ولِمَ ؟ قالَ : أخافُ عَلَيكَ . فَقالَ : لا تَخَف أن اُؤتى مِن وَرائي ، وَاللّهِ يَابنَ عَبّاسٍ ما وَلَّيتُ في زَحفٍ قَطُّ ۲ .

راجع : ج 5 ص 496 (كانت درعه بلا ظهر) .

9 / 6

صاحِبُ رَايَةِ الحَربِ

۲۲۲۸.الجمل عن محمّد بن عبد اللّه عن عمرو بن دينار :قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام لِابنِهِ مُحَمَّدٍ : خُذِ الرّايَةَ وَامضِ ـ وعَلِيٌّ عليه السلام خَلفَهُ ـ فَناداهُ يا أبَا القاسِمِ ! فَقالَ : لَبَّيكَ يا أبَةِ . فَقالَ : يا بُنَيَّ لا يَستَفِزَّكَ ماتَرى ؛ قَد حَمَلتُ الرّايَةَ وأنَا أصغَرُ مِنكَ فَمَا استَفَزَّني عَدُوّي ، وذلِكَ أنَّني لَم ألقَ أحَدا إلّا حَدَّثَتني نَفسي بِقَتلِهِ ، فَحَدِّث نَفسَكَ ـ بِعَونِ اللّهِ ـ بِظُهورِكَ عَلَيهِم ، ولا يَخذُلكَ ضَعفُ النَّفسِ بِاليَقينِ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ أشَدُّ الخِذلانِ .
قالَ: فَقُلتُ : يا أبَةِ أرجو أن أكونَ كَما تُحِبُّ إن شاءَ اللّهُ . قالَ : فَالزَم رايَتَكَ ، فَإِذا اختَلَطَتِ الصُّفوفُ قِف في مَكانِكَ وبَينَ أصحابِكَ ، فَإِن لَم تَرَ أصحابَكَ فَسَيَرَونَكَ . قالَ : وَاللّهِ إنّي لَفي وَسَطِ أصحابي فَصاروا كُلُّهُم خَلفي وما بَيني وبَينَ القَومِ أحَدٌ يَرُدُّهُم عَنّي ، وأنَا اُريدُ أن أتَقَدَّمَ في وُجوهِ القَومِ ، فَما شَعَرتُ إلّا بِأَبي مِن خَلفي قَد جَرَّدَ سَيفَهُ وهُوَ يَقولُ : لا تَقَدَّمَ حَتّى أكونَ أمامَكَ . فَتَقَدَّمَ عليه السلام بَينَ يَدَيَّ يُهَروِلُ ومَعَهُ طائِفَةٌ مِن أصحابِهِ ، فَضَرَبُوا الَّذينَ في وجَهي حَتّى أنهَضوهُم ولَحِقتُهُم بِالرّايَةِ ، فَوَقَفوا وَقفَةً ، وَاختَلَطَ النّاسُ ، ورَكَدَتِ السُّيوفُ ساعَةً ، فَنَظرتُ إلى أبي يَفرِجُ النّاس

1.كلُّ ما استرخى رِباطُه فقد وَهَى . وقد وَهَى الثوبُ يَهي وَهيا : إذا بَلي وتخرّق (لسان العرب : ج۱۵ ص۴۱۷) .

2.الجمل : ص۳۵۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
220

قالَ ابنُ الحَنَفِيَّةِ : فَدَنا مِنَّا القَومُ ، ورَشَقونا بِالنَّبلِ وقَتَلوا رَجُلاً ، فَالتَفَتُّ إلى أميرِ المُؤمِنينَ فَرَأَيتُهُ نائِما قَدِ استَثقَلَ نَوما ، فَقُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، عَلى مِثلِ هذِهِ الحالِ تَنامُ ؟! قَد نَضَحونا بِالنَّبلِ وقَتَلوا مِنّا رَجُلاً وقَد هَلَكَ النّاسُ ! ! فَقالَ : لا أراكَ إلّا تَحِنُّ حَنينَ العَذراءِ ، الرّايَةُ رايَةُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَأَخَذَها وهَزَّها ، وكانَتِ الرّيحُ في وُجوهِنا ، فَانقَلَبَت عَلَيهِم ، فَحسَرَ عَن ذِراعَيهِ وشَدَّ عَلَيهِم ، فَضَرَبَ بِسَيفِهِ حَتّى صُبِغَ كُمُّ قَبائِهِ وَانحَنى سَيفُهُ ۱ .

۲۲۲۶.الإمامة والسياسةـ في ذِكرِ عَلِيٍّ عليه السلام يَومَ الجَمَلِ ـ: فَشَقَّ عَلِيٌّ في عَسكَرِ القَومِ يَطعَنُ ويَقتُلُ ، ثُمَّ خَرَجَ وهُوَ يَقولُ : الماءَ ، الماءَ . فَأَتاهُ رَجُلٌ بِإِداوَةٍ ۲ فيها عَسَلٌ ، فَقالَ لَهُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أمَّا الماءُ فَإِنَّهُ لا يَصلُحُ لَكَ في هذَا المَقامِ ، ولكن اُذَوِّقُكَ هذَا العَسَلَ . فَقالَ : هاتِ ، فَحَسا مِنهُ حُسوَةً ، ثُمَّ قالَ : إنَّ عَسَلَكَ لَطائِفِيٌّ ! قالَ الرَّجُلُ : لَعَجَبا مِنكَ ـ وَاللّهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ ـ لِمَعرِفَتِكَ الطّائِفِيَّ مِن غَيرِهِ في هذَا اليَومِ ، وقَد بَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِرَ ! ! فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : إنَّهُ وَاللّهِ يَابنَ أخي ما مَلَأَ صَدرَ عَمِّكَ شَيءٌ قَطُّ ، ولا هابَهُ شَيءٌ ۳ .

راجع : ص 471 (طمأنينة الإمام في ساحة القتال) .

9 / 5

الإِمامُ يَلبَسُ الدِّرعَ البَتراءَ

۲۲۲۷.الجمل عن محمّد ابن الحنفيّة :دَعا [عَلِيٌّ عليه السلام ]بِدِرعِهِ البَتراءِ ولَم يَلبَسها بَعدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله إلّا يَومَئِذٍ ، فَكانَ بَينَ كَتِفَيهِ مِنها وَهنٌ . فَجاءَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام وفي يَدِهِ شِسعُ نَعلٍ ، فَقال

1.دعائم الإسلام : ج۱ ص۳۹۳ .

2.الإداوة : إناء صغير من جلد يُتّخذ للماء كالسطيحة ونحوها (النهاية : ج۱ ص۳۳) .

3.الإمامة والسياسة : ج۱ ص۹۶ ، جواهر المطالب : ج۲ ص۳۴ نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99651
صفحه از 670
پرینت  ارسال به