233
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

ومُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ وأشباهِهِم مِن حُماةِ أصحابِهِ : إنَّ هؤُلاءِ لا يَزالونَ يُقاتِلونَ ما دامَ هذا الجَمَلُ نَصبَ أعيُنِهِم ، ولَو قَد عُقِرَ فَسَقَطَ لَم تَثبُت لَهُ ۱ ثابِتَةٌ .
فَقَصَدوا بِذَوِي الجِدِّ مِن أصحابِهِ قَصدَ الجَمَلِ حَتّى كَشَفوا أهلَ البَصرَةِ عَنهُ ، وأفضى إلَيهِ رَجُلٌ مِن مُرادِ الكوفَةِ يُقالُ لَهُ : أعيَنُ بنُ ضُبَيعَةَ ، فَكَشَفَ عُرقوبَهُ ۲ بِالسَّيفِ ، فَسَقَطَ ولَهُ رُغاءٌ ، فَغَرِقَ فِي القَتلى ۳ .

۲۲۵۲.الجمل عن محمّد ابن الحنفيّة :ثُمَّ تَقَدَّمَ [أبي ]بَينَ يَدَيَّ وجَرَّدَ سَيفَهُ وجَعَلَ يَضرِبُ بِهِ ، ورَأَيتُهُ وقَد ضَرَبَ رَجُلاً فَأبانَ زَنَدَهُ ، ثُمَّ قالَ : اِلزَم رايَتَكَ يا بُنَيَّ ، فَإِنَّ هذَا استِكفاءٌ . فَرَمَقتُ لِصَوتِ أبي ولَحَظتُهُ فَإِذا هُوَ يُورِدُ السَّيفَ ويَصدُرُهُ ولا أرى فيهِ دَما ! وإذا هُوَ يُسرِعُ إصدارَهُ فَيَسبِقُ الدَّمَ .
وأحدَقنا بِالجَمَلِ ، وصارَ القِتالُ حَولَهُ ، وَاضطَرَبنا أشَدَّ اضطِرابٍ رَآهُ راءٍ حَتّى ظَنَنتُ أنَّهُ القَتلُ . فَصاحَ أبي عليه السلام : يَابنَ أبي بَكرٍ اقطَعِ البِطانَ ! فَقَطَعَهُ ، وألقَى الهَودَجَ ؛ فَكَأَنَّ ـ وَاللّهِ ـ الحَربَ جَمرَةٌ صُبَّ عَلَيهَا الماءُ ۴ .

۲۲۵۳.مروج الذهب :بَعَثَ [عَلِيٌّ عليه السلام ] إلى وَلَدِهِ مُحمّدِ ابنِ الحَنَفِيَّةِ ـ وكانَ صاحِبَ رايَتِهِ ـ : اِحمِل عَلَى القَومِ . فَأَبطَأَ مُحَمَّدٌ بِحَملَتِهِ ، وكانَ بِإِزائِهِ قَومٌ مِنَ الرُّماةِ يَنتَظِرُ نَفادَ سِهامِهِم ، فَأَتاهُ عَلِيٌّ فَقالَ : هَلّا حَمَلتَ !
فَقالَ : لا أجِدُ مُتَقَدَّما إلّا عَلى سَهمٍ أو سِنانٍ ، وإنّي مُنتَظِرٌ نَفادَ سِهامِهِم وأحمِلُ .
فَقالَ لَهُ: اِحمِل بَينَ الأَسِنَّةِ ؛ فَإِنَّ لِلمَوتِ عَلَيكَ جُنَّةً .

1.كذا في المصدر، والظاهر أنّ الصواب: «لهم».

2.العُرقوب : هو الوَتَر الذي خلف الكعبين بين مفصل القدم والساق من ذوات الأربع (النهاية : ج۳ ص۲۲۱) .

3.الأخبار الطوال : ص۱۵۰ .

4.الجمل : ص۳۶۰ وراجع ص۳۷۴ و ۳۷۵ ومروج الذهب : ج۲ ص۳۷۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
232

9 / 13

قِصَّةُ رَجُلٍ مُصطَلَمِ الاُذُنِ

۲۲۵۰.مروج الذهب :ذَكَرَ المَدائِنِيُّ أنَّهُ رَأى بِالبَصرَةِ رَجُلاً مُصطَلَمَ ۱ الاُذُنِ ، فَسَأَلَهُ عَن قِصَّتِهِ ، فَذَكَرَ أنَّهُ خَرَجَ يَومَ الجَمَلِ يَنظُرُ إلَى القَتلى ، فَنَظَرَ إلى رَجُلٍ مِنهُم يَخفِضُ رَأسَهُ ويَرفَعُهُ وهُوَ يَقولُ :

لَقَد أورَدَتنا حَومَةَ المَوتِ اُمُّنا
فَلَم تَنصَرِف إلّا ونَحنُ رِواءُ

أطَعنا بَني تَيمٍ لِشَقوَةِ جَدِّنا
وما تَيمٌ إلّا أعبُدٌ وإماءُ

فُقُلتُ : سُبحانَ اللّهِ ! أ تَقولُ هذا عِندَ المَوتِ ! قُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ ! ! فَقالَ : يَابنَ اللَّخناءِ ، إيّايَ تَأمُرُ بِالجَزَعِ عِندَ المَوتِ ! ! فَوَلَّيتُ عَنهُ مُتَعَجِّبا مِنهُ ، فَصاحَ بي: اُدنُ مِنّي ولَقِّنِّي الشَّهادَةَ ، فَصِرتُ إلَيه ، فَلَمّا قَرُبتُ مِنهُ استَدناني ، ثُمَّ التَقَمَ اُذُني فَذَهَبَ بِها ، فَجَعَلتُ ألعُنُهُ وأدعو عَلَيهِ . فَقالَ : إذا صِرتَ إلى اُمِّكَ فَقالَت : مَن فَعَلَ هذا بِكَ ؟فَقُل : عُمَيرُ بنُ الأَهلَبِ الضَّبِّيُّ ، مَخدوعُ المَرأَةِ الَّتي أرادَت أن تَكونَ أميرَ المُؤمِنينَ ۲ .

9 / 14

عَقرُ الجَمَلِ وتَفَرُّقُ أصحابِهِ

۲۲۵۱.الأخبار الطوال :لَمّا رَأى عَلِيٌّ لَوثَ ۳ أهلِ البَصرَةِ بِالجَمَلِ ، وأنَّهُم كُلَّما كُشِفوا عَنهُ عادوا فَلاثوا بِهِ ، قالَ لِعمّارٍ وسَعيدِ بنِ قَيسٍ وقَيسِ بنِ سَعدِ بنِ عُبادَةَ وَالأَشتَرِ وَابنِ بُدَيل

1.الاصْطِلام : الاستئصال ، وهو افتعال من الصَّلم : وهو القطع المستأصل (مجمع البحرين : ج۲ ص۱۰۴۶) .

2.مروج الذهب : ج۲ ص۳۷۹ ، تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۲۳ ، أنساب الأشراف : ج۳ ص۶۰ نحوه وكلاهما عن أبي رجاء وراجع الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۴۴ .

3.لاث بالشيء : إذا أطاف به ، وفلان يلوث بي : أي يلوذ بي (لسان العرب : ج۲ ص۱۸۷) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99003
صفحه از 670
پرینت  ارسال به