ومُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ وأشباهِهِم مِن حُماةِ أصحابِهِ : إنَّ هؤُلاءِ لا يَزالونَ يُقاتِلونَ ما دامَ هذا الجَمَلُ نَصبَ أعيُنِهِم ، ولَو قَد عُقِرَ فَسَقَطَ لَم تَثبُت لَهُ ۱ ثابِتَةٌ .
فَقَصَدوا بِذَوِي الجِدِّ مِن أصحابِهِ قَصدَ الجَمَلِ حَتّى كَشَفوا أهلَ البَصرَةِ عَنهُ ، وأفضى إلَيهِ رَجُلٌ مِن مُرادِ الكوفَةِ يُقالُ لَهُ : أعيَنُ بنُ ضُبَيعَةَ ، فَكَشَفَ عُرقوبَهُ ۲ بِالسَّيفِ ، فَسَقَطَ ولَهُ رُغاءٌ ، فَغَرِقَ فِي القَتلى ۳ .
۲۲۵۲.الجمل عن محمّد ابن الحنفيّة :ثُمَّ تَقَدَّمَ [أبي ]بَينَ يَدَيَّ وجَرَّدَ سَيفَهُ وجَعَلَ يَضرِبُ بِهِ ، ورَأَيتُهُ وقَد ضَرَبَ رَجُلاً فَأبانَ زَنَدَهُ ، ثُمَّ قالَ : اِلزَم رايَتَكَ يا بُنَيَّ ، فَإِنَّ هذَا استِكفاءٌ . فَرَمَقتُ لِصَوتِ أبي ولَحَظتُهُ فَإِذا هُوَ يُورِدُ السَّيفَ ويَصدُرُهُ ولا أرى فيهِ دَما ! وإذا هُوَ يُسرِعُ إصدارَهُ فَيَسبِقُ الدَّمَ .
وأحدَقنا بِالجَمَلِ ، وصارَ القِتالُ حَولَهُ ، وَاضطَرَبنا أشَدَّ اضطِرابٍ رَآهُ راءٍ حَتّى ظَنَنتُ أنَّهُ القَتلُ . فَصاحَ أبي عليه السلام : يَابنَ أبي بَكرٍ اقطَعِ البِطانَ ! فَقَطَعَهُ ، وألقَى الهَودَجَ ؛ فَكَأَنَّ ـ وَاللّهِ ـ الحَربَ جَمرَةٌ صُبَّ عَلَيهَا الماءُ ۴ .
۲۲۵۳.مروج الذهب :بَعَثَ [عَلِيٌّ عليه السلام ] إلى وَلَدِهِ مُحمّدِ ابنِ الحَنَفِيَّةِ ـ وكانَ صاحِبَ رايَتِهِ ـ : اِحمِل عَلَى القَومِ . فَأَبطَأَ مُحَمَّدٌ بِحَملَتِهِ ، وكانَ بِإِزائِهِ قَومٌ مِنَ الرُّماةِ يَنتَظِرُ نَفادَ سِهامِهِم ، فَأَتاهُ عَلِيٌّ فَقالَ : هَلّا حَمَلتَ !
فَقالَ : لا أجِدُ مُتَقَدَّما إلّا عَلى سَهمٍ أو سِنانٍ ، وإنّي مُنتَظِرٌ نَفادَ سِهامِهِم وأحمِلُ .
فَقالَ لَهُ: اِحمِل بَينَ الأَسِنَّةِ ؛ فَإِنَّ لِلمَوتِ عَلَيكَ جُنَّةً .
1.كذا في المصدر، والظاهر أنّ الصواب: «لهم».
2.العُرقوب : هو الوَتَر الذي خلف الكعبين بين مفصل القدم والساق من ذوات الأربع (النهاية : ج۳ ص۲۲۱) .
3.الأخبار الطوال : ص۱۵۰ .
4.الجمل : ص۳۶۰ وراجع ص۳۷۴ و ۳۷۵ ومروج الذهب : ج۲ ص۳۷۵ .