فَحَمَلَ مُحَمَّدٌ ، فَشَكَّ بَينَ الرِّماحِ وَالنُّشّابِ ، فَوَقَفَ ، فَأَتاهُ عَلِيٌّ فَضَرَبَهُ بِقائِمِ سَيفِهِ وقالَ : أدرَكَكَ عِرقٌ مِن اُمِّكَ ! وأخَذَ الرّايَةَ وحَمَلَ ، وحَمَلَ النّاسُ مَعَهُ ، فَما كانَ القَومُ إلّا كَرَمادٍ اشتَدَّتِ بِهِ الرّيحُ في يَومٍ عاصِفٍ ۱ .
۲۲۵۴.الجمل عن محمّد ابن الحنفيّة :نَظَرتُ إلى أبي يَفرِجُ النّاسَ يَمينا وشِمالاً ، ويَسوقُهُم أمامَهُ . . . حَتَّى انتَهى إلَى الجَمَلِ وحَولَهُ أربَعَةُ آلافِ مُقاتِلٍ مِن بَني ضَبَّةَ وَالأَزدِ وتَميمٍ وغِيرِهِم ، فَصاحَ : اِقطَعوا البِطانَ ! فَأَسرَعَ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكرٍ فَقَطَعَهُ ، وَاطَّلَعَ عَلَى الهَودَجِ ، فَقالَت عائِشَةُ : مَن أنتَ ؟
فَقالَ : أبغَضُ أهلِكِ إلَيكِ .
قالَت : اِبنُ الخَثعَمِيَّةِ ؟
قالَ : نَعَم ، ولَم تَكُن دونَ اُمَّهاتِكِ .
قالَت : لَعَمري ، بَل هِيَ شَريفَةٌ ، دَع عَنكَ هذا ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي سَلَّمَكَ .
قالَ : قَد كانَ ذلِكَ ما تَكرَهينَ .
قالَت : يا أخي لَو كَرِهتُهُ ما قُلتُ ما قُلتُ !
قالَ : كُنتِ تُحِبّينَ الظَّفَرَ وأنّي قُتِلتُ .
قالَت : قَد كُنتُ اُحِبُّ ذلِكَ ، لكِن لَمّا صِرنا إلى ما صِرنا إلَيهِ أحبَبتُ سَلامَتَكَ ؛ لِقَرابَتي مِنكَ ، فَاكفُف ولا تُعَقِّبِ الاُمورَ ، وخُذِ الظّاهِرَ ولا تَكُن لُوَمَةً ولا عُذَلَةً ، فَإِنَّ أباكَ لَم يَكُن لُوَمَةً ولا عُذَلَةً .
وجاءَ عَلِيٌّ عليه السلام فَقَرَعَ الهَودَجَ بِرُمحِهِ ، وقالَ : يا شُقَيراءُ ، أبِهذا أوصاكِ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ !