235
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

قالَت : يَابنَ أبي طالِبٍ قَد مَلَكتَ فَأَسجِح ۱ .
وجاءَها عَمّارٌ فَقالَ لَها : يا اُمّاهُ ! كَيفَ رَأَيتِ ضَربَ بَنيكِ اليَومَ دونَ دينِهِم بِالسَّيفِ ؟ فَصَمَتَت ولَم تُجِبهُ .
وجاءَها مالِكُ الأَشتَرُ وقالَ لَها : الحَمدُ للّهِِ الَّذي نَصَرَ وَلِيَّهُ ، وكَبَتَ عَدُوَّهُ ، «جَآءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَـطِـلُ إِنَّ الْبَـطِـلَ كَانَ زَهُوقًا»۲ ، فَكَيفَ رَأَيتِ صُنعَ اللّهِ بِكِ يا عائِشَةُ ؟
فَقالَت : مَن أنتَ ثَكِلَتكَ اُمُّكَ ؟
فَقالَ : أنَا ابنُكِ الأَشتَرُ .
قالَت : كَذَبتَ، لَستُ بِاُمِّكَ .
قالَ : بَلى ، وإن كَرِهتِ .
فَقالَت : أنتَ الَّذي أرَدتَ أن تُثكِلَ اُختي أسماءَ ابنَها ؟
فَقالَ : المَعذِرَةُ إلَى اللّهِ ثُمَّ إلَيكِ ، وَاللّهِ إنّي لَولا كُنتُ طاوِيا ثَلاثَةً لَأَرَحتُكِ مِنهُ ، وأنشَأَ يَقولُ ، بَعدَ الصَّلاةِ عَلَى الرَّسولِ :

أعائشُ لَولا أنَّني كُنتُ طاوِيا
ثَلاثا لَغادَرتِ ابنَ اُختِكِ هالِكا

غَداةَ يُنادي وَالرِّماحُ تَنوشُهُ
بِآخِرِ صَوتٍ اُقتُلوني ومالِكا

فَبَكَت وقالَت : فَخَرتُم وغَلَبتُم ، «وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا»۳ .
ونادى أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام مُحَمَّدا فَقالَ : سَلها : هَل وَصَلَ إلَيها شَيءٌ مِنَ الرِّماحِ وَالسِّهامِ . فَسَأَلَها ، فَقالَت : نَعَم ، وصَلَ إلَيَّ سَهمٌ خَدَشَ رَأسي وسَلِمتُ مِنهُ ، يَحكُمُ اللّهُ بَيني وبَينَكُم .

1.أي قدَرْت فسهّل وأحسن العفو ، وهو مثل سائر (النهاية : ج۲ ص۳۴۲) .

2.الإسراء : ۸۱ .

3.الأحزاب : ۳۸ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
234

فَحَمَلَ مُحَمَّدٌ ، فَشَكَّ بَينَ الرِّماحِ وَالنُّشّابِ ، فَوَقَفَ ، فَأَتاهُ عَلِيٌّ فَضَرَبَهُ بِقائِمِ سَيفِهِ وقالَ : أدرَكَكَ عِرقٌ مِن اُمِّكَ ! وأخَذَ الرّايَةَ وحَمَلَ ، وحَمَلَ النّاسُ مَعَهُ ، فَما كانَ القَومُ إلّا كَرَمادٍ اشتَدَّتِ بِهِ الرّيحُ في يَومٍ عاصِفٍ ۱ .

۲۲۵۴.الجمل عن محمّد ابن الحنفيّة :نَظَرتُ إلى أبي يَفرِجُ النّاسَ يَمينا وشِمالاً ، ويَسوقُهُم أمامَهُ . . . حَتَّى انتَهى إلَى الجَمَلِ وحَولَهُ أربَعَةُ آلافِ مُقاتِلٍ مِن بَني ضَبَّةَ وَالأَزدِ وتَميمٍ وغِيرِهِم ، فَصاحَ : اِقطَعوا البِطانَ ! فَأَسرَعَ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكرٍ فَقَطَعَهُ ، وَاطَّلَعَ عَلَى الهَودَجِ ، فَقالَت عائِشَةُ : مَن أنتَ ؟
فَقالَ : أبغَضُ أهلِكِ إلَيكِ .
قالَت : اِبنُ الخَثعَمِيَّةِ ؟
قالَ : نَعَم ، ولَم تَكُن دونَ اُمَّهاتِكِ .
قالَت : لَعَمري ، بَل هِيَ شَريفَةٌ ، دَع عَنكَ هذا ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي سَلَّمَكَ .
قالَ : قَد كانَ ذلِكَ ما تَكرَهينَ .
قالَت : يا أخي لَو كَرِهتُهُ ما قُلتُ ما قُلتُ !
قالَ : كُنتِ تُحِبّينَ الظَّفَرَ وأنّي قُتِلتُ .
قالَت : قَد كُنتُ اُحِبُّ ذلِكَ ، لكِن لَمّا صِرنا إلى ما صِرنا إلَيهِ أحبَبتُ سَلامَتَكَ ؛ لِقَرابَتي مِنكَ ، فَاكفُف ولا تُعَقِّبِ الاُمورَ ، وخُذِ الظّاهِرَ ولا تَكُن لُوَمَةً ولا عُذَلَةً ، فَإِنَّ أباكَ لَم يَكُن لُوَمَةً ولا عُذَلَةً .
وجاءَ عَلِيٌّ عليه السلام فَقَرَعَ الهَودَجَ بِرُمحِهِ ، وقالَ : يا شُقَيراءُ ، أبِهذا أوصاكِ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ !

1.مروج الذهب : ج۲ ص۳۷۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99762
صفحه از 670
پرینت  ارسال به