239
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

وما ألومُ اليَومَ مَن كَفَّ عَنّا وعَن غَيرِنا ، ولكنَّ المُليمَ الَّذي يُقاتِلُنا !
ثُمَّ مَرَّ بِعَبدِ اللّهِ بنِ المُغيرَةِ بنِ الأخنَسِ فَقالَ : أمّا هذا فَقُتِلَ أبوهُ يَومَ قُتِلَ عُثمانُ فِي الدّارِ ، فَخَرَجَ مُغضَبا لِمَقتَلِ أبيهِ ، وهُوَ غُلامٌ حَدَثٌ حُيِّنَ لِقَتلِهِ .
ثُمَّ مَرَّ بِعَبدِ اللّهِ بنِ أبي عُثمانَ بنِ الأَخنَسِ بنِ شُرَيقٍ ، فَقالَ : أمّا هذا فَإِنّي أنظُرُ إلَيهِ وقَد أخَذَ القَومُ السُّيوفُ هارِبا يَعدو مِنَ الصَفِّ ، فَنَهنَهتُ ۱ عَنهُ ، فَلَم يَسمَع مَن نَهنَهتُ حَتّى قَتَلَهُ . وكانَ هذا مِمّا خَفِيَ عَلى فِتيانِ قُرَيشٍ ، أغمارٌ ۲ لا عِلمَ لَهُم بِالحَربِ ، خُدِعوا وَاستُزِلّوا ، فَلَمّا وَقَفوا وَقَعوا فَقُتِلوا .
ثُمَّ مَشى قَليلاً فَمَرَّ بِكَعبِ بنِ سورٍ ۳ فَقالَ : هذَا الَّذي خَرَجَ عَلَينا في عُنُقِهِ المُصحَفُ ، يَزعُمُ أنَّهُ ناصِرُ اُمِّهِ ! يَدعُو النّاسَ إلى ما فِيهِ وهُوَ لا يَعلَمُ ما فيهِ ، ثُمَّ استَفتَحَ وخابَ كُلُّ جَبّارٍ عَنيدٍ ۴ . أما إنَّهُ دَعَا اللّهَ أن يَقتُلَني ، فَقَتَلَهُ اللّهُ . أجلِسوا كَعبَ بنَ سورٍ . فَاُجلِسَ ، فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ : يا كَعبُ ، قَد وَجَدتُ ما وَعَدَني رَبّي حَقّا ، فَهَل وَجَدتَ ما وَعَدَكَ رَبُّكَ حَقّا ؟ ثُمَّ قالَ : أضجِعوا كَعبا .
ومَرَّ عَلى طَلحَةَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ فَقالَ : هذَا النّاكِثُ بَيعَتي ، وَالمُنِشِئُ الفِتنَةَ فِي الاُمَّةِ ، وَالمُجلِبُ عَلَيَّ ، الدّاعي إلى قَتلي وقَتلِ عِترَتي ، أجلِسوا طَلحَةَ . فَاُجلِسَ ، فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ : يا طَلحَةَ بنَ عُبيدِ اللّهِ ، قَد وَجَدتُ ما وَعَدَني رَبّي حَقّا ، فَهَل وَجَدتَ ما وَعَدَ رَبُّكَ حَقّا ؟ ثُمَّ قالَ : أضجِعوا طَلحَةَ ، وسارَ .

1.نهنهتَ : إذا صحتَ به لتكفّه (مجمع البحرين : ج۳ ص۱۸۴۱) .

2.أغمار : جمع غمر : الذي لم يجرّب الاُمور (المحيط في اللغة : ج۵ ص۸۱) .

3.كعب بن سور من بني لقيط ، قتل يوم الجمل ، كان يخرج بين الصفّين معه المصحف يدعو إلى ما فيه ، فجاءه سهم غرب فقتله ، ولّاه عمر بن الخطّاب قضاء البصرة بعد أبي مريم ( الجرح والتعديل : ج۷ ص۱۶۲ الرقم ۹۱۲) .

4.إشارة إلى الآية ۱۵ من سورة إبراهيم .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
238

ثُمَّ مَرَّ عَلى مَعبَدِ بنِ المِقدادِ فَقالَ : رَحِمَ اللّهُ أبا هذا ، أما إنَّهُ لَو كانَ حَيّا لَكانَ رَأيُهُ أحسَنَ مِن رَأيِ هذا .
فَقالَ عَمّارُ بنُ ياسِرٍ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أوقَعَهُ وجَعَلَ خَدَّهُ الأَسفَلَ ، إنّا وَاللّهِ ـ يا أميرَ المُؤمِنينَ ـ ما نُبالي مَن عَنَدَ عَنِ الحَقِّ مِن وَلَدٍ ووالِدٍ . فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ : رَحِمَكَ اللّهُ وجَزاكَ عَنِ الحَقِّ خَيرا .
قالَ : ومَرَّ بِعَبدِ اللّهِ بنِ رَبيعَةَ بنِ دَرّاجٍ ـ وهُوَ فِي القَتلى ـ فَقالَ : هذَا البائِسُ ، ما كانَ أخرَجَهُ ؛ أدينٌ أخرَجَهُ ، أم نَصرٌ لِعُثمانَ ؟ ! وَاللّهِ ما كانَ رَأيُ عُثمانَ فيهِ ولا في أبيهِ بِحَسَنٍ .
ثُمَّ مَرَّ بِمَعبَدِ بنِ زُهَيرِ بنِ أبي اُمَيَّةَ فَقالَ : لَو كانَتِ الفِتنَةُ بِرأسِ الثُّرَيّا لَتَناوَلَها هذَا الغُلامُ ، وَاللّهِ ما كانَ فيها بِذي نَحيزَةٍ ۱ ، ولَقَد أخبَرَني مَن أدرَكَهُ وإنّهُ لَيُوَلوِلُ فَرَقا مِنَ السَّيفِ .
ثُمَّ مَرَّ بِمُسلِمِ بنِ قَرَظَةَ فَقالَ : البِرُّ أخرَجَ هذا ! وَاللّهِ ، لَقَد كَلَّمَني أن اُكَلِّمَ لَهُ عُثمانَ في شَيءٍ كانَ يَدَّعيهِ قِبَلَهُ بِمَكَّةَ ، فَأَعطاهُ عُثمانُ وقالَ : لَولا أنتَ ما أعطَيتُهُ ، إنَّ هذا ـ ما عَلِمتُ ـ بِئسَ أخُو العَشيرَةِ ؛ ثُمَّ جاءَ المَشومُ لِلحَينِ يَنصُرُ عُثمانَ !
ثُمَّ مَرَّ بِعَبدِ اللّهِ بنِ حُمَيدِ بنِ زُهَيرٍ فَقالَ : هذا أيضا مِمَّن أوضَعَ في قِتالِنا ، زَعَمَ يَطلُبُ اللّهَ بِذلِكَ ، ولَقَد كَتَبَ إلَيَّ كُتُبا يُؤذي فيها عُثمانَ ، فَأَعطاهُ شَيئا ، فَرَضِيَ عَنهُ .
ومَرَّ بِعَبدِ اللّهِ بنِ حَكيمِ بنِ حِزامٍ فَقالَ : هذا خَالَفَ أباهُ فِي الخُروجِ ، وأبوهُ حَيثُ لَم يَنصُرنا قَد أحسَنَ في بَيعَتِهِ لَنا ، وإن كانَ قَد كَفَّ وجَلَسَ حَيثُ شَكَّ فِي القِتالِ ،

1.النحيزة : الطبيعة (مجمع البحرين : ج۳ ص۱۷۵۹) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99742
صفحه از 670
پرینت  ارسال به