249
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

۲۲۷۵.مروج الذهبـ في خَبَرِ عائِشَةَ ـ: جَهَّزَها عَلِيٌّ وأتاها فِي اليَومِ الثّاني ، ودَخَلَ عَلَيها ومَعَهُ الحَسَنُ وَالحُسَينُ وباقي أولادِهِ وأولادِ إخوَتِهِ وفِتيانُ أهلِهِ مِن بَني هاشِمٍ وغَيرُهُم مِن شيعَتِهِ مِن هَمدانَ ، فَلَمّا بَصُرَت بِهِ النِّسوانُ صِحنَ في وَجهِهِ وقُلنَ : يا قاتِلَ الأَحِبَّةِ !
فَقالَ : لَو كُنتُ قاتِلَ الأَحِبَّةِ لَقَتَلتُ مَن في هذا البَيتِ ، وأشارَ إلى بَيتٍ مِن تِلكَ البُيوتِ قَدِ اختَفى فيهِ مَروانُ بنُ الحَكَمِ ، وعَبدُ اللّهِ بنُ الزُّبَيرِ ، وعَبدُ اللّهِ بنُ عامِرٍ ، وغَيرُهُم .
فَضَرَبَ مَن كانَ مَعَهُ بِأَيديهِم إلى قَوائِمِ سُيوفِهِم لَمّا عَلِموا مَن فِي البَيتِ مَخافَةَ أن يَخرُجوا مِنهُ فَيَغتالوهُ .
فَقالَت لَهُ عائِشَةُ ـ بَعدَ خَطبٍ طَويلٍ كانَ بَينَهُما ـ : إنّي اُحِبُّ أن اُقيمَ مَعَكَ ، فَأَسيرَ إلى قِتالِ عَدُوِّكَ عِندَ سَيرِكَ .
فَقالَ : بَلِ ارجِعي إلَى البَيتِ الَّذي تَرَكَكِ فيهِ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
فَسَأَلَته أن يُؤَمِّنَ ابنَ اُختِها عَبدَ اللّهِ بنَ الزُّبَيرِ ، فَأَمَّنَهُ ، وتَكَلَّمَ الحَسَنُ وَالحُسَينُ في مَروانَ ، فَأَمَّنَهُ ، وأمَّنَ الوَليدَ بنَ عُقبَةَ ووُلدَ عُثمانَ وغَيرَهُم مِن بَني اُمَيَّةَ ، وأمَّنَ النّاسَ جَميعا .
وقَد كانَ نادى يَومَ الوَقعَةِ : مَن ألقى سِلاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ ، ومَن دَخَلَ دارَهُ فَهُوَ آمِنٌ ۱ .

۲۲۷۶.تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة :دَخَلَ عَلِيٌّ البَصرَةَ يَومَ الِاثنَينِ ، فَانتَهى إلَى المَسجِدِ ، فَصَلّى فيهِ ، ثُمَّ دَخَلَ البَصرَةَ ، فَأَتاهُ النّاسُ ، ثُمَّ راحَ إلى عائِشَةَ عَلى بَغلَتِهِ ، فَلَمّا انتَهى إلى دارِ عَبدِ اللّهِ بنِ خَلَفٍ ـ وهِيَ أعظَمُ دارٍ بِالبَصرَةِ ـ وَجَدَ النِّساءَ يَبكينَ عَلى

1.مروج الذهب : ج۲ ص۳۷۷ وراجع دعائم الإسلام : ج۱ ص۳۹۴ وتفسير فرات : ص۱۱۱ ح۱۱۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
248

نَجلُس عَلى مَتاعِكِ إلّا بِأَمرِكِ . إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام بَعَثَ إلَيكِ يَأمُرُكِ بِالرَّحيلِ إلَى المَدينَةِ ، وقِلَّةِ العِرجَةِ .
فَقالَت : رَحِمَ اللّهُ أميرَ المُؤمِنينَ ! ذلِكَ عُمرُ بنُالخَطّابِ .
فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ : هذا وَاللّهِ أميرُ المُؤمِنينَ ، وإن تَزَبَّدَت ۱ فيهِ وُجوهٌ ، ورَغَمَت ۲ فيهِ مَعاطِسُ ! أمَا وَاللّهِ ، لَهُوَ أميرُ المُؤمِنينَ ، وأمَسُّ بِرَسولِ اللّهِ رَحِما ، وأقرَبُ قَرابَةً ، وأقدَمُ سَبقا ، وأكثَرُ عِلما ، وأعلى مَنارا ، وأكثَرُ آثارا مِن أبيكِ ومِن عُمَرَ .
فَقالَت : أبَيتُ ذلِكَ ... .
قالَ : ثُمَّ نَهَضتُ وأتَيتُ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام فَأَخبَرتُهُ بِمَقالَتِها ، وما رَدَدتُ عَلَيها ، فَقالَ : أنَا كُنتُ أعلَمُ بِكَ حَيثُ بَعَثتُكَ ۳ .

10 / 6

مُحادَثاتٌ بَينَ الإِمامِ وعائِشَةَ

۲۲۷۴.تاريخ اليعقوبيـ في خَبَرِ عائِشَةَ ـ: أتاها عَلِيٌّ ، وهِيَ في دارِ عَبدِ اللّهِ بنِ خَلَفِ الخُزاعِيِّ ، وابنُهُ المَعروفُ بِطَلحَةِ الطَّلحاتِ ، فَقالَ : إيها يا حُمَيراءُ ! أ لَم تَنتَهي عَن هذَا المَسيرِ ؟ فَقالَت : يَابنَ أبي طالِبٍ ! قَدَرتَ فَأَسجِح !
فَقالَ : اخرُجي إلَى المَدينَةِ ، وَارجِعي إلى بَيتِكِ الَّذي أمَرَكِ رَسولُ اللّهِ أن تَقَرّي فيهِ . قالَت : أفعَلُ ۴ .

1.تزبّد الإنسان : إذا غضب وظهر على صماغيه زبدتان (لسان العرب : ج۳ ص۱۹۳) .

2.يقال رَغِم وأرغَم اللّه أنفه : أي ألصقه بالرَّغام ؛ وهو التراب . هذا هو الأصل . ثمّ استُعمل في الذلّ والعَجْز عن الانتصاف والانقياد على كُره (النهاية : ج۲ ص۲۳۸) .

3.رجال الكشّي : ج۱ ص۲۷۷ ح۱۰۸ .

4.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۸۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99645
صفحه از 670
پرینت  ارسال به