251
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

أشقاهُم يا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ : لا ، ولكِن إذا كانَ ذلِكَ فَاردُدها إلى مَأمَنِها ۱ .

۲۲۷۸.الأخبار الطوالـ في ذِكرِ أحداثِ ما بَعدَ حَربِ الجَمَلِ ـ: قالَ [عَلِيٌّ عليه السلام ]لِمُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ : سِر مَعَ اُختِكَ حَتّى توصِلَها إلَى المَدينَةِ ، وعَجِّلِ اللُّحوقَ بي بِالكوفَةِ . فَقالَ : أعفِني مِن ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ .
فَقالَ عَلِيٌّ : لا اُعفيكَ مِنهُ ، وما لَكَ بُدٌّ . فَسارَ بِها حَتّى أورَدَهَا المَدينَةَ ۲ .

۲۲۷۹.الجمل :لَمّا عَزَمَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام عَلَى المَسيرِ إلَى الكوفَةِ أنفَذَ إلى عائِشَةَ يَأمُرُها بِالرَّحيلِ إلَى المَدينَةِ ، فَتَهَيَّأَت لِذلِكَ ، وأنفَذَ مَعَها أربَعينَ امرَأَةً ألبَسَهُنَّ العمائِمَ وَالقَلانِسَ ۳ ، وقَلَّدَهُنَّ السُّيوفَ ، وأمَرَهَنُّ أن يَحفَظنَها ، ويَكُنَّ عَن يَمينِها وشِمالِها ومِن وَرائِها .
فَجَعَلَت عائِشَةُ تَقولُ فِي الطَّريقِ : اللّهُمَّ افعَل بِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ بِما فَعَلَ بي !بَعَثَ مَعِيَ الرِّجالَ ولَم يَحفَظ بي حُرمَةَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
فَلَمّا قَدِمنَ المَدينَةَ مَعَها ألقَينَ العَمائِمَ وَالسُّيوفَ ودَخَلنَ مَعَها ، فَلَمّا رَأَتهُنَّ نَدِمَت عَلى ما فَرَّطَت بِذَمِّ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وسَبِّهِ .
وقالَت : جَزَى اللّهُ ابنَ أبي طالِبٍ خَيرا ، فَلَقَد حَفِظَ فِيَّ حُرمَةَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ۴ .

1.مسند ابن حنبل : ج۱۰ ص۳۴۳ ح۲۷۲۶۸ ، المعجم الكبير : ج۱ ص۳۳۲ ح۹۹۵ ، فتح الباري : ج۱۳ ص۵۵ ؛ شرح الأخبار : ج۱ ص۳۹۵ ح۳۳۵ نحوه .

2.الأخبار الطوال : ص۱۵۲ .

3.القلنسوة : تلبس في الرأس والجمع قلانس (تاج العروس : ج۸ ص۴۲۴) .

4.الجمل : ص۴۱۵ ؛ الإمامة والسياسة : ج۱ ص۹۸ ، مروج الذهب : ج۲ ص۳۷۹ وفيه «بعث معها عليّ أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر وثلاثين رجلاً وعشرين امرأة . . .» بدل «لمّا عزم أمير المؤمنين عليه السلام على المسير . . .» ، تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۴۴ عن محمّد وطلحة ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۴۷ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۴۶ وكلّها نحوه وراجع تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۸۳ والفتوح : ج۲ ص۴۸۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
250

عَبدِ اللّهِ وعُثمانَ ـ ابنَي خَلَفٍ ـ مَعَ عائِشَةَ ، وصَفِيَّةُ ابنَةُ الحُارِثِ مُختَمِرَةٌ تَبكي .
فَلَمّا رَأَتهُ قالَت : يا عَلِيُّ ، يا قاتِلَ الأَحِبَّةِ ، يا مُفَرِّقَ الجَمعِ ! أيتَمَ اللّهُ بَنيكَ مِنكَ كَما أيتَمتَ وُلدَ عَبدِ اللّهِ مِنهُ !
فَلَم يَرُدَّ عَلَيها شَيئا ، ولَم يَزَل عَلى حالِهِ حَتّى دَخَلَ عَلى عائِشَةَ ، فَسَلَّمَ عَلَيها ، وقَعَدَ عِندَها ، وقالَ لَها : جَبَهَتنا صَفِيَّةُ ، أما إنّي لَم أرَها مُنذُ كانَت جارِيَةً حَتَّى اليَومِ .
فَلَمّا خَرَجَ عَلِيٌّ أقبَلَت عَلَيهِ فَأَعادَت عَلَيهِ الكَلامَ ، فَكَفَّ بَغلَتَهُ وقالَ : أما لَهَمَمتُ ـ وأشارَ إلَى الأَبوابِ مِن الدّارِ ـ أن أفتَحَ هذَا البابَ وأقتُلَ مَن فيهِ ، ثُمَّ هذا فَأَقتُلَ مَن فيهِ ، ثُمَّ هذا فَأَقتُلَ مَن فيهِ ـ وكانَ اُناسٌ مِنَ الجَرحى قَد لَجَؤوا إلى عائِشَةَ ، فاُخبِرَ عَلِيٌّ بِمَكانِهِم عِندَها ، فَتَغافَلَ عَنهُم ـ فَسَكَتَت .
فَخَرَجَ عَلِيٌّ فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الأَزدِ : وَاللّهِ ، لا تُفلِتُنا هذِهِ المَرأَةُ ! فَغَضِبَ وقالَ : صَه !لا تَهتِكُنَّ سِترا ، ولا تَدخُلُنَّ دارا ، ولا تَهيجُنَّ امرَأَةً بِأَذًى ، وإن شَتَمنَ أعراضَكُم ، وسَفَّهَن اُمرَاءَكُم وصُلَحاءَكُم ؛ فَإِنَّهُنَّ ضِعافٌ ، ولَقَد كُنّا نُؤمَرُ بِالكَفِّ عَنهُنَّ ، وإنَّهُنَّ لَمُشرِكاتٌ ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيُكافِئُ المَرأَةَ ويَتَناوَلُها بِالضَّربِ ، فَيُعَيَّرُ بِها عَقِبُهُ مِن بَعدِهِ ، فَلا يَبلُغَنّي عَن أحَدٍ عَرَضَ لِامرَأَةٍ ، فَاُنَكِّلَ بِهِ شِرارَ النّاسِ ۱ .

10 / 7

إشخاصُ عائِشَةَ إلَى المَدينَةِ

۲۲۷۷.مسند ابن حنبل عن أبي رافع :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ : إنَّهُ سَيكونُ بَينَكَ وبَينَ عائِشَةَ أمرٌ ، قالَ : أنَا يا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : أنا ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فَأَنَا

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۳۹ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۴۷ نحوه وراجع البداية والنهاية : ج۷ ص۲۴۶ والفتوح : ج۲ ص۴۸۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99617
صفحه از 670
پرینت  ارسال به