255
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

وكانَ أصحابُهُ اثنَي عَشَرَ ألفاً ، وأخَذَ هُوَ عليه السلام كَأَحَدِهِم ، فَبَينا هُم عَلى تِلكَ الحالَةِ ، إذ أتاهُ آتٍ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! إنَّ اسمي سَقَطَ مِن كِتابِكَ ، وقَد رَأَيتُ مِنَ البَلاءِ ما رَأَيتُ . فَدَفَعَ سَهمَهُ إلى ذلِكَ الرَّجُلِ .
ورَوَى الثَّورِيُّ عَن داوُدَ بنِ أبي هِندٍ عَن أبي حَربِ بنِ أبِي الأَسوَدِ قالَ : لَقَدَ رَأَيتُ بِالبَصرَةِ عَجَباً ! لَمّا قَدِمَ طَلحَةُ وُالزُّبَيرُ قَد أرسَلا إلى اُناسٍ مِن أهلِ البَصرَةِ وأنَا فيهِم ، فَدَخَلنا بَيتَ المالِ مَعَهُما ، فَلَمّا رَأَيا ما فيهِ مِنَ الأَموالِ قالا : هذا ما وَعَدَنَا اللّهُ ورَسولُهُ . ثُمَّ تَلَيا هذِهِ الآيَةَ : «وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـذِهِ» إلى آخِرِ الآيَةِ، وقالا : نَحنُ أحَقُّ بِهذَا المالِ مِن كُلِّ أحَدٍ .
فَلَمّا كانَ مِن أمرِ القَومِ ما كانَ دَعانا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام فَدَخَلنا مَعَهُ بَيتَ المالِ ، فَلَمّا رَأى ما فيهِ ضَرَبَ إحدى يَدَيهِ عَلَى الاُخرى وقالَ : يا صَفراءُ يا بَيضاءُ ، غُرّي غَيري ! وقَسَّمَهُ بَينَ أصحابِهِ بِالسَّوِيَّةِ حَتّى لَم يَبقَ إلّا خَمسُمِئَةِ دِرهَمٍ عَزَلَها لِنَفسِهِ ، فَجاءَهُ رَجُلٌ فَقالَ : إنَّ اسمي سَقَطَ مِن كِتابِكَ . فَقالَ عليه السلام : رُدّوها عَلَيهِ . ثُمَّ قالَ :
الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَصِل إلَيَّ مِن هذَا المالِ شَيءٌ ، ووَفَّرَهُ عَلَى المُسلِمينَ ۱ .

10 / 11

دُخولُ الإِمامِ بَيتَ مالِ البَصرَةِ

۲۲۹۱.الجمل :لَمّا خَرَجَ عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ مِنَ البَصرَةِ ، وعادَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ إلى بَيتِ المالِ فَتَأَمَّلا ما فيهِ ، فَلَمّا رَأَوا ما حَواهُ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ قالوا : هذِهِ الغَنائِمُ الَّتي وَعَدنَا اللّهُ بِها ، وأخبَرَنا أنَّهُ يُعَجِّلُها لَنا .

1.الجمل : ص۴۰۰ وراجع مروج الذهب : ج۲ ص۳۸۰ وشرح نهج البلاغة : ج۱ ص۲۴۹ و ج۹ ص۳۲۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
254

۲۲۸۸.شرح الأخبار :كانَ عَلِيٌّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ قَد غَنَّمَ أصحابَهُ ما أجلَبَ بِهِ أهلُ البَصرَةِ إلى قِتالِهِ ـ وأجلَبوا بِهِ : يَعني أتَوا بِهِ في عَسكَرِهِم ـ ولَم يَعرِض لِشَيءٍ غَيرِ ذلِكَ مِن أموالِهِم ، وجَعَلَ ما سِوى ذلِكَ مِن أموالِ مَن قُتِلَ مِنهُم لِوَرَثَتِهِم ، وخَمَّسَ ما اُغنِمَهُ مِمّا أجلَبوا بِهِ عَلَيهِ ، فَجَرَت أيضا بِذلِكَ السُّنَّةُ ۱ .

10 / 10

بَذلُ الإِمامِ سَهمَهُ مِنَ الغَنيمَةِ

۲۲۸۹.مروج الذهب :قَبَضَ [عَلِيٌّ عليه السلام ] ما كانَ في مُعَسكَرِهِم مِن سِلاحٍ ودابَّةٍ ومَتاعٍ وآلَةٍ وغَيرِ ذلِكَ ، فَباعَهُ وقَسَّمَهُ بَينَ أصحابِهِ ، وأخَذَ لِنَفسِهِ ـ كَما أخَذَ لِكُلِّ واحِدٍ مِمَّن مَعَهُ مِن أصحابِهِ وأهلِهِ ووُلدِهِ ـ خَمسَمِئَةِ دِرهَمٍ .
فَأَتاهُ رَجُلٌ مِن أصحابِهِ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! إنّي لَم آخُذ شَيئا ، وخَلَّفَني عَن الحُضورِ كَذا ـ وأدلى بِعُذرٍ ـ فَأَعطاهُ الخَمسَمِئَةِ الَّتي كانَت لَهُ ۲ .

۲۲۹۰.الجمل :ثُمَّ نَزَلَ عليه السلام [أي بَعدَ خُطبَتِهِ فِي أهلِ البَصرَةِ] وَاستَدعى جَماعَةً مِن أصحابِهِ ، فَمَشَوا مَعَهُ حَتّى دَخَلَ بَيتَ المالِ ، وأرسَلَ إلَى القُرّاءِ ، فَدَعاهُم ودَعَا الخُزّانَ وأمَرَهُم بِفَتحِ الأَبوابِ الَّتي داخِلُها المالُ ، فَلَمّا رأى كَثرَةَ المالِ قالَ : «هذا جَنايَ وخِيارُهُ فيهِ» ۳ . ثُمَّ قَسَّمَ المالَ بَينَ أصحابِهِ فَأَصابَ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُم سِتَّةَ آلافِ ألف دِرهَمٍ ،

1.شرح الأخبار : ج۱ ص۳۸۹ ح۳۳۱ .

2.مروج الذهب : ج۲ ص۳۸۰ وراجع الأخبار الطوال : ص۲۱۱ .

3.قال ابن منظور : في الحديث : أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه دخل بيت المال فقال : يا حمراء ويا بيضاء احمرّي وابيضّي ، غرّي غيري . هذا جَناي وخِياره فيهْ إذ كلّ جانٍ يدُه إلى فيهْ قال أبو عبيد : يضرب هذا مثلاً للرجل يؤثر صاحبه بخيار ما عنده . وأراد عليّ رضوان اللّه عليه بقول ذلك أنّه لم يتلطّخ بشيء من فيء المسلمين بل وضعه مواضعه . والجَنى : ما يُجْنى من الشجر (لسان العرب : ج۱۴ ص۱۵۵ وراجع مجمع الأمثال : ج۳ ص۴۸۸) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 98999
صفحه از 670
پرینت  ارسال به