257
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

10 / 13

تَوبيخُ الإِمامِ أهلَ البَصرَةِ

۲۲۹۳.الجمل :لَمّا كَتَبَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام الكُتُبَ بِالفَتحِ قامَ فِي النّاسِ خَطيباً ، فَحَمِدَ اللّهَ تَعالى وأثنى عَلَيهِ ، وصَلّى عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، ثُمَّ قالَ :
أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّ اللّهَ غَفورٌ رَحيمٌ عَزيزٌ ذُو انتِقامٍ ، جَعَلَ عَفوَهُ ومَغفِرَتَهُ لِأَهلِ طاعَتِهِ ، وجَعَلَ عَذابَهُ وعِقابَهُ لِمَن عَصاهُ وخالَفَ أمرَهُ ، وَابتَدَعَ في دينِهِ ما لَيسَ مِنهُ ، وبِرَحمَتِهِ نالَ الصّالِحونَ العَونَ ، وقَد أمكَنَنِيَ اللّهُ مِنكُم يا أهلَ البَصرَةِ ، وأسلَمَكُم بِأَعمالِكُم ؛ فَإِيّاكُم أن تَعودوا إلى مِثلِها ؛ فَإِنَّكُم أوَّلُ مَن شَرَعَ القِتالَ وَالشِّقاقَ ، وتَرَكَ الحَقَّ وَالإِنصافَ ۱ .

۲۲۹۴.الجمل عن الحارث بن سريع :لَمّا ظَهَرَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام عَلى أهلِ البَصرَةِ وقَسَّمَ ما حَواهُ العَسكَرُ ، قامَ فيهِم خَطيبا ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، وصَلّى عَلى رَسولِهِ وقالَ :
أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ ذو رَحمَةٍ واسِعَةٍ ومَغفِرَةٍ دائِمَةٍ لِأَهلِ طاعَتِهِ ، وقَضى أنَّ نِقمَتَهُ وعِقابَهُ عَلى أهلِ مَعصِيَتِهِ .
يا أهلَ البَصرَةِ ! يا أهلَ المُؤتَفِكَةِ ، ويا جُندَ المَرأَةِ ، وأتباعَ البَهيمَةِ ! رَغا فَأَجَبتُم ، وعُقِرَ فَانهَزَمتُم ، أحلامُكُم دِقاقٌ ، وعَهدُكُم شِقاقٌ ، ودينُكُم نِفاقٌ ، وأنتُم فَسَقَةٌ مُرّاقٌ .
يا أهلَ البَصرَةِ ! أنتُم شَرُّ خَلقِ اللّهِ ؛ أرضُكُم قَريبَةٌ مِنَ الماءِ ، بَعيدَةٌ مِنَ السَّماءِ . خَفَّت عُقولُكُم ، وسَفِهَت أحلامُكُم . شَهَرتُم سُيوفَكُم ، وسَفَكتُم دِماءَكُم ، وخالَفتُم إمامَكُم ؛ فَأَنتُم اُكلَةُ الآكِلِ ، وفَريسَةُ الظّافِرِ ، فَالنّارُ لَكُم مُدَّخَرٌ ، وَالعارُ لَكُم مَفَخَرٌ ، يا أهلَ البَصرَةِ ! نَكَثتُم بَيعَتي ، وظاهَرتُم عَلَيَّ ذوي عَداوَتي ، فَما ظَنُّكُم يا أهل

1.الجمل : ص۴۰۰ وراجع الإرشاد : ج۱ ص۲۵۷ وبحار الأنوار : ج۳۲ ص۲۳۰ ح۱۸۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
256

قالَ أبُو الأَسوَدِ : فَقَد سَمِعتُ هذا مِنهُما ، ورَأَيتُ عَلِيّا عليه السلام بَعدَ ذلِكَ ، وقَد دَخَلَ بَيتَ مالِ البَصرَةِ ، فَلَمّا رَأى ما فيهِ قالَ : يا صَفراءُ ويا بَيضاءُ غُرّي غَيري ! اَلمالُ يَعسوبُ ۱ الظَّلَمَةِ ، وأنَا يَعسوبُ المُؤمِنينَ .
فَلا وَاللّهِ مَا التَفَتَ إلى ما فيهِ ، ولا فَكَّرَ فيما رَآهُ مِنهُ ، وما وَجَدتُهُ عِندَهُ إلّا كَالتُّرابِ هَواناً ! فَعَجِبتُ مِنَ القَومِ ومِنهُ عليه السلام ! فَقُلتُ : اُولئِكَ مِمَّن يُريدُ الدُّنيا ، وهذا مِمَّن يُريدُ الآخِرَةَ ، وقَوِيَت بَصيرَتي فيهِ ۲ .

10 / 12

خُطبَةُ الإِمامِ بَعدَ قِسمَةِ المالِ

۲۲۹۲.الجمل عن الواقدي :إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام لَمّا فَرَغَ مِن قِسمَةِ المالِ قامَ خَطيباً ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ وقالَ :
أيُّهَا النّاسُ ! إنّي أحمَدُ اللّهَ عَلى نِعَمِهِ ؛ قُتِلَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ ، وهُزِمَت عائِشَةُ . وَايمُ اللّهِ لَو كانَت عائِشَةُ طَلَبَت حَقّاً وأهانَت باطِلاً لَكانَ لَها في بَيتِها مَأوىً ، وما فَرَضَ اللّهُ عَلَيهَا الجِهادُ ، وإنَّ أوَّلَ خَطَئِها في نَفسِها ، وما كانَت وَاللّهِ عَلَى القَومِ إلّا أشأَمَ مِن ناقَةِ الحِجرٍ ۳ ، ومَا ازدادَ عَدُوُّكُم بِما صَنَعَ اللّهُ إلّا حِقدا ، وما زادَهُمُ الشَّيطانُ إلّا طُغيانا . ولَقَد جاؤوا مُبطِلينَ وأدبَروا ظالِمينَ ، إنَّ إخوانَكُمُ المُؤمِنينَ جاهَدوا في سَبيلِ اللّهِ ، وآمَنوا بِهِ يَرجونَ مَغفِرَةً مِنَ اللّهِ ، وإنَّنا لَعَلَى الحَقِّ ، وإنَّهُم لَعَلَى الباطِلِ ، وسَيَجمَعُنَا اللّهُ وإيّاهُم يَومَ الفَصلِ ، وأستَغفِرُ اللّهَ لي ولَكُم ۴ .

1.اليعسوب : السيّد والرئيس والمقدّم (النهاية : ج۳ ص۲۳۴) .

2.الجمل : ص۲۸۵ .

3.يشير بهذا إلى قصّة ناقة صالح عليه السلام . والحِجْر : اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام وفيها بئر ثمود (راجع معجم البلدان : ج۲ ص۲۲۱) .

4.الجمل : ص۴۰۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 100987
صفحه از 670
پرینت  ارسال به