263
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! لَبَعضُ الغَشمِ ۱ أبلَغُ في اُمورٍ تَنوبُكَ مِن مُهادَنَةِ الأَعادي .
فَقالَ عَلِيٌّ : لَيسَ هكَذا قَضَى اللّهُ يا مالِ ، قَتلُ النَّفسِ بِالنَّفسِ ، فَما بالُ الغَشمِ وقالَ : «وَ مَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَـنًا فَلَا يُسْرِف فِّى الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا»۲ وَالإِسرافُ فِي القَتلِ أن تَقتُلَ غَيرَ قاتِلِكَ ؛ فَقَد نَهَى اللّهُ عَنهُ ، وذلِكَ هُوَ الغَشمُ ۳ .

۲۳۰۱.وقعة صفّين عن الأصبغ بن نباتة :إنَّ عَلِيّا لَمّا دَخَلَ الكوفَةَ قيلَ لَهُ : أيَّ القَصرَينِ نُنزِلُكَ ؟ قالَ : قَصرُ الخَبالِ لا تُنزِلونيهِ . فَنَزَلَ عَلى جَعدَةَ بنِ هُبَيرَةَ المَخزومِيِّ ۴ .

1.الغشم : الظلم والغصب (لسان العرب : ج۱۲ ص۴۳۷) .

2.الإسراء : ۳۳ .

3.وقعة صفّين : ص۳ ، الأمالي للمفيد : ص۱۲۷ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۳۵۴ ح۳۳۷ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۳ ص۱۰۲ نحوه وراجع المعيار والموازنة : ص۹۷ .

4.وقعة صفّين : ص۵ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۳۵۵ ح۳۳۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
262

وأقبَلَ حَتّى دَخَلَ المَسجِدَ الأَعظَمَ فَصَلّى فيهِ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ وصَلّى عَلى رَسولِهِ وقالَ :
أمّا بَعدُ ؛ يا أهلَ الكوفَةِ ! فَإِنَّ لَكُم فِي الإِسلامِ فَضلاً ما لَم تُبَدِّلوا وتُغَيِّروا . دَعَوتُكُم إلَى الحَقِّ فَأَجَبتُم ، وبَدَأتُم بِالمُنكَرِ فَغَيَّرتُم . ألا إنَّ فَضلَكُم فيما بَينَكُم وبَينَ اللّهِ فِي الأَحكامِ وَالقَسمِ ، فَأَنتُم اُسوَةُ مَن أجابَكُم ودَخَلَ فيما دَخَلتُم فيهِ . ألا إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عَلَيكُمُ اتِّباعُ الهَوى ، وطولُ الأَمَلِ ؛ فَأَمَّا اتِّباعُ الهَوى فَيَصُدُّ عَنِ الحَقِّ ، وأمّا طولُ الأَمَلِ فَيُنسِي الآخِرَةَ . ألا إنَّ الدُّنيا قَد تَرَحَّلَت مُدبِرَةً ، وَالآخِرَةَ تَرَحَّلتَ مُقبِلَةً ، ولِكُلِّ واحِدَةٍ مِنهُما بَنونَ ؛ فَكونوا مِن أبناءِ الآخِرَةِ . اَليَومَ عَمَلٌ ولا حِسابٌ ، وغَدا حِسابٌ ولا عَمَلٌ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي نَصَرَ وَلِيَّهُ ، وخَذَلَ عَدُوَّهُ ، وأعَزَّ الصّادِقَ المُحِقَّ ، وأذَلَّ النّاكِثَ المُبطِلَ .
عَلَيكُم بِتَقوَى اللّهِ وطاعَةِ مَن أطاعَ اللّهَ مِن أهلِ بَيتِ نَبِيِّكُم ، الَّذينَ هُم أولى بِطاعَتِكُم فيما أطاعُوا اللّهَ فيهِ مِنَ المُنتَحِلينَ المُدَّعينَ المُقابِلينَ إلَينا ، يَتَفَضَّلونَ بِفَضلِنا ، ويُجاحِدونّا أمرَنا ، ويُنازِعونّا حَقَّنا ، ويُدافِعونّا عَنهُ . فَقَد ذاقوا وَبالَ مَا اجتَرَحوا فَسوفَ يَلقَونَ غَيّاً . ألا إنَّهُ قَد قَعَدَ عَن نُصرَتي مِنكُم رِجالٌ فَأَنَا عَلَيهِم عاتِبٌ زارٍ . فَاهجُروهُم وأسمِعوهُم ما يَكرَهونَ حَتّى يُعتِبوا ، لِيُعرَفَ بِذلِكَ حِزبُ اللّهِ عِندَ الفُرقَةِ .
فَقامَ إلَيهِ مالِكُ بنُ حَبيبٍ اليَربوعِيُّ ـ وكانَ صاحِبَ شَرَطَتِهِ ـ فَقالَ : وَاللّهِ إنّي لَأَرَى الهُجرَ وإسماعَ المَكروهِ لَهُم قَليلاً . وَاللّهِ لَئِن أمَرتَنا لَنَقتُلَنَّهُم .
فَقالَ عَلِيٌّ : سُبحانَ اللّهِ يا مالِ ! جُزتَ المَدى ، وعَدَوتَ الحَدَّ ، وأغرَقتَ فِي النَّزعِ !

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 117124
صفحه از 670
پرینت  ارسال به