ممارساته .
وإنّ لقاء المغيرة به ، وإخباره عن موقفه العدائي ضدّ الدين الإسلامي الحنيف يترجمان حقده الدفين ، كما يدلّان على غاية خسّته ودَنَسه ۱ ، وقد أفرط في سبّ الإمام عليه السلام ، وعندما طُلب منه أن يكفّ قال :
«لا واللّه ، حتى يربوَ عليه الصغير ، ويهرم عليه الكبير ، ولا يذكر ذاكر له فضلاً » ! ! ۲
وتستوقفنا المعلومات التي يذكرها ابن أبي الحديد حول طمسه فضائل الإمام ، واختلاقه فضائل لنفسه ، وسعيه في وضع الحديث ، نقلاً عن كتاب الأحداث للمدائني ۳ ، وغيره من الكتب القديمة ، والواقع أنّ كلّ ما قام به يوائم التفكير القيصري والكسروي ، ويبتغي تبديل تعاليم الدين .
وتعتبر إمامته للصلاة في المدينة ، وتركه البسملة ، واحتجاج المهاجرين والأنصار عليه أدلّة قاطعة على ما نقول .
ومهما يكن فإنّ معاوية تقمّص الخلافة ؛ الخلافة الدينيّة التي لا يعتقد بها اعتقادا راسخا من أعماق قلبه ، وادّعى خلافة من قصد قتاله ، ولم يتورّع عن تشويه الدين ، ولم يأبهْ لتغيير معارف الحقّ . وأباح لنفسه كلّ عمل من أجل إحكام قبضته على الاُمور ، واستمرار تسلّطه وتحكّمه . هلك معاوية سنة 60 ه ، ونصب يزيد حاكما على الناس ، فخطا بذلك خطوة اُخرى نحو قلب الحقائق الدينيّة ، وهو ما اشتُهرت آثاره في التاريخ .