289
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

أنَّكُم تَفعَلون ذلِكَ ، ولكن إنَّما قاتَلناكُم لِأَتَأَمَّرَ عَلَيكُم ، فَقَد أعطانِيَ اللّهُ ذلِكَ وأنتُم كارِهونَ ۱ .

۲۳۳۷.مروج الذهب عن مطرف بن المغيرة بن شعبة :وفَدتُ مَعَ أبِيَ «المُغيرَةِ » إلى مُعاوِيَةَ ، فَكانَ أبي يَأتِيهِ يَتَحَدَّثُ عِندَهُ ، ثُمَّ يَنصَرِفُ إلَيَّ فَيَذكُرُ مُعاوِيَةَ ، ويَذكُرُ عَقلَهُ ، ويَعجَبُ مِمّا يَرى مِنهُ ، إذ جاءَ ذاتَ لَيلَةٍ فَأَمسَكَ عَنِ العَشاءِ ، فَرَأَيتُهُ مُغتَمّاً ، فَانتَظَرتُهُ ساعَةً ، وظَنَنتُ أنَّهُ لِشَيءٍ حَدَثَ فينا أو في عَمَلِنا ، فَقُلتُ لَهُ : ما لي أراكَ مُغتَمّاً مُنذُ اللَّيلَةِ ؟ قالَ : يا بُنِيَّ ، إنّي جِئتُ مِن عِندِ أخبَثِ النّاسِ ! قُلتُ لَهُ : وما ذاكَ ؟ قالَ :
قُلتُ لَهُ ـ وقَد خَلَوتُ بِهِ ـ : إنَّكَ قَد بَلَغتَ مِنّا يا أميرَ المُؤمِنينَ ، فَلَو أظهَرتَ عَدلاً ، وبَسَطتَ خَيرا ؛ فَإِنَّكَ قَد كَبِرتَ ، ولَو نَظَرتَ إلى إخوَتِكَ مِن بَني هاشِمٍ ، فَوَصَلتَ أرحامَهُم ؛ فَوَاللّهِ ما عِندَهُمُ اليَومَ شَيءٌ تَخافُهُ ، فَقالَ لي :
هَيهاتَ هَيهاتَ ! ! مَلَكَ أخو تَيمٍ فَعَدَلَ وفَعَلَ ما فَعَلَ ، فَوَاللّهِ ما عَدا أن هَلَكَ فَهَلَكَ ذِكرُهُ ، إلّا أن يَقولَ قائِلٌ : أبو بَكرٍ . ثُمَّ مَلَكَ أخو عَدِيٍّ ، فَاجتَهَدَ وشَمَّرَ عَشرَ سِنينَ ، فَوَاللّهِ ما عَدا أن هَلَكَ فَهَلَكَ ذِكرُهُ ، إلّا أن يَقولَ قائِلٌ : عُمَرُ . ثُمَّ مَلَكَ أخونا عُثمانُ، فَمَلَكَ رَجُلٌ لَم يَكُن أحَدٌ في مِثلِ نَسَبِهِ ، فَعَمِلَ ما عَمِلَ وعُمِلَ بِهِ ، فَوَاللّهِ ما عَدا أن هَلَكَ فَهَلَكَ ذِكرُهُ ، وذِكرُ ما فُعِلَ بِهِ . وإنَّ أخا هاشِمٍ يُصرَخُ بِهِ في كُلِّ يَومٍ خَمسَ مَرّاتٍ : أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ ، فَأَيُّ عَمَلٍ يَبقى مَعَ هذا ؟ لا اُمَّ لَكَ ! وَاللّهِ إلّا دَفناً دَفناً ۲ .

1.سير أعلام النبلاء : ج۳ ص۱۴۶ الرقم۲۵ ، البداية والنهاية : ج۸ ص۱۳۱ ؛ كشف الغمّة : ج۲ ص۱۶۷ .

2.مروج الذهب : ج۴ ص۴۱ ، الأخبار الموفّقيّات : ص۵۷۶ ح۳۷۵ ، شرح نهج البلاغة : ج۵ ص۱۲۹ ؛ كشف اليقين : ص۴۶۶ ح۵۶۵ ، كشف الغمّة : ج۲ ص۴۴ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۱۶۹ ح۴۴۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
288

زَكاةٌ ، ولَكُم نَجاةٌ ؛ وأمَّا البَراءَةُ فَلا تَتَبَرَّؤوا مِنّي ؛ فَإِنّي وُلِدتُ عَلَى الفِطرَةِ ، وسَبَقتُ إلَى الإيمانِ وَالهِجرَةِ ۱ .

۲۳۳۴.عنه عليه السلامـ مِن كِتابِهِ إلى مُعاوِيَةَ ـ: فَسُبحانَ اللّهِ ! ما أشَدَّ لُزومَكَ لِلأَهواءِ المُبتَدَعَةِ ، وَالحَيرَةِ المُتَّبَعَةِ ، مَعَ تَضييعِ الحَقائِقِ وَاطِّراحِ الوَثائِقِ الَّتي هِيَ للّهِِ طِلبَةٌ وعَلى عِبادِهِ حُجَّةٌ ۲ .

۲۳۳۵.عنه عليه السلام :وَاللّهِ ، لَوَدَّ مُعاوِيَةُ أنَّهُ ما بَقِيَ مِن هاشِمٍ نافِخُ ضَرَمَةٍ ۳ إلّا طُعِنَ في نَيطِهِ ۴ ؛ إطفاءً لِنورِ اللّهِ ، «وَيَأْبَى اللَّهُ إِلآَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَـفِرُونَ»۵ . ۶

راجع : ص 335 (حرب الدعاية) .

2 / 1 ـ 8

أهدافُ مُعاوِيَةَ

۲۳۳۶.سير أعلام النبلاء عن سعيد بن سويد :صَلّى بِنا مُعاوِيَةُ فِي النُّخَيلَةِ ۷ الجُمُعَةَ فِي الضُّحى، ثُمَّ خَطَبَ وقالَ : ما قاتَلنا لِتَصوموا ولا لِتُصَلّوا ولا لِتَحُجّوا أو تُزَكّوا ، قَد عَرَفت

1.نهج البلاغة : الخطبة ۵۷ ، إعلام الورى : ج۱ ص۳۴۰ ، شرح المائة كلمة : ص۲۳۷ وفي صدره «ما حكم بوقوعه في حقّ عبيد اللّه بن زياد أما إنّه . . .» ، بحار الأنوار : ج۳۹ ص۳۲۵ ح۲۷ ؛ ينابيع المودّة : ج۱ ص۲۰۵ ح۳ .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۳۷ ، الاحتجاج : ج۱ ص۴۲۸ ح۹۲ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۹۸ ح۴۰۳ وفيهما «تضييع» بدل «تضييق» .

3.الضَّرَمة : النار ، وهذا يقال عند المبالغة في الهلاك ؛ لأنّ الكبير والصغير ينفخان النار (النهاية : ج۳ ص۸۶) .

4.أي إلّا ماتَ . يقال : طُعن في نَيْطه ، وفي جنازته ؛ إذا مات (النهاية : ج۵ ص۱۴۱) .

5.التوبة : ۳۲ .

6.عيون الأخبار لابن قتيبة : ج۱ ص۱۸۰ ، النهاية في غريب الحديث : ج۵ ص۹۰ وفيه إلى «ضَرَمة» ، شرح نهج البلاغة : ج۱۹ ص۱۲۹ وفيه إلى «نَيْطه» ؛ تفسير العيّاشي : ج۲ ص۸۱ ح۳۰ عن أبي الأعزّ التميمي .

7.النُّخَيْلَة : موضع قرب الكوفة على سمت الشام ، وهو الموضع الذي خرج إليه الإمام عليّ عليه السلام (معجم البلدان : ج۵ ص۲۷۸) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99760
صفحه از 670
پرینت  ارسال به