۲۳۴۱.العقد الفريد عن عبد اللّه بن سليمان المدني وأبي بكر الهذلي :إنَّ أروى بِنتَ الحارِثِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ دَخَلَت عَلى مُعاوِيَةَ ؛ وهِيَ عَجوزٌ كَبيرَةٌ ، فَلَمّا رَآها مُعاوِيَةُ قالَ : مَرحَبا بِكِ وأهلاً ياعَمَّةُ ، فَكَيفَ كُنتِ بَعدَنا ؟ فَقالَت : يَابنَ أخي ، لَقَد كَفَرتَ يدَ النِّعمَةِ ، وأسَأتَ لِابنِ عَمِّكَ الصُّحبَةَ ، وتَسَمَّيتَ بِغَيرِ اسمِكَ ، وأخَذتَ غَيرَ حَقِّكَ ، مِن غَيرِ بَلاءٍ كانَ مِنكَ ، ولا مِن آبائِكَ ، ولا سابِقَةٍ فِي الإِسلامِ ، بَعدَ أن كَفَرتُم بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . . . .
فَقالَ لَها عَمرُو بنُ العاصِ : كَفى أيَّتُها العَجوزُ الضّالَّةُ ، وأقصِري مِن قَولِكِ مَعَ ذَهابِ عَقلِكِ ؛ إذ لا تَجوزُ شَهادَتُكِ وَحدَكِ ؟ فَقالَت لَهُ : وأنتَ يَابنَ النّابِغَةِ ! ! تَتَكَلَّمُ واُمُّكَ كانَت أشهَرَ امرَأَةٍ تُغَنّي بِمَكَّةَ وآخَذَهَنَّ لِلاُجرَةِ ! اِدَّعاكَ خَمسَةُ نَفَرٍ مِن قُرَيشٍ ، فَسُئِلَت اُمُّكَ عَنهُم ، فَقالَت : كُلُّهُم أتاني ، فَانظُروا أشبَهَهُم بِهِ فَأَلحِقوهُ بِهِ ، فَغَلَبَ عَلَيكَ شَبَهُ العاصِ بنِ وائلٍ ، فَلُحِقتَ بِهِ ۱ .
۲۳۴۲.بلاغات النساء عن أنس بن مالك :قالَ عَمرُو بنُ العاصِ [لِأَروى بِنتِ الحارِثِ] : أيَّتُهَا العَجوزُ الضّالَّةُ ! أقصري مِن قَولِكِ ، وغُضّي مِن طَرفِكِ !
قالَت : ومَن أنتَ لا اُمَّ لَكَ ؟ قالَ : عَمرُو بنُ العاصِ .
قالَت : يَابنَ اللَّخناءِ النّابِغَةِ ! أ تُكَلِّمُني ؟ اِربَع عَلى ظَلعِكَ ۲ ، وَاعنَ بِشَأنِ نَفسِكَ ، فَوَاللّهِ ما أنتَ مِن قُرَيشٍ فِي اللُّبابِ مِن حَسَبِها ، ولا كَريمِ مَنصِبِها ، ولَقَدِ ادَّعاكَ سِتَّةٌ مِن قُرَيشٍ كُلُّ واحِدٍ يَزعُمُ أنَّهُ أبوكَ .
ولَقَد رَأَيتُ اُمَّكَ ـ أيّامَ مِنى ـ بِمَكَّةَ مَعَ كُلِّ عَبدٍ عاهِرٍ ـ أي فاجِرٍ ـ فَائتَمَّ بِهِم ؛