303
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

اُعافِسُ ۱ واُمارِسُ ! لَقَد قالَ باطِلاً ، ونَطَقَ آثِما .
أما ـ وَشرُّ القَولِ الكَذِبُ ـ إنَّهُ لَيقولُ فَيَكذِبُ ، ويَعِدُ فَيُخلِفُ ، ويُسأَلُ فَيَبخَلُ ، ويَسأَلُ فَيُلحِفُ ۲ ، ويَخونُ العَهدَ ، ويَقطَعُ الإِلَّ ۳ ، فَإِذا كانَ عِندَ الحَربِ فَأَيُّ زاجِرٍ وآمِرٍ هُوَ ! ما لَم تَأخُذِ السُّيوفُ مَآخِذَها ، فَإِذا كانَ ذلِكَ كانَ أكبرُ مَكيدَتِهِ أن يَمنَحَ القِرمَ سُبَّتَهُ ۴ .
أما وَاللّهِ ، إنّي لَيَمنَعُني مِنَ اللَّعِبِ ذِكرُ المَوتِ ، وإنَّهُ لَيَمنَعُهُ مِن قَولِ الحَقِّ نِسيانُ الآخِرَةِ ، إنَّهُ لَم يُبايِع مُعاوِيَةَ حَتّى شَرَطَ أن يُؤتِيَهُ أتِيَّةً ، ويَرضَخَ لَهُ عَلى تَركَ الدّينِ رَضيخَةً ۵ . ۶

۲۳۴۶.العقد الفريد :ذُكِرَ عَمرُو بنُ العاصِ عِندَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، فَقالَ فيهِ عَلِيٌّ :
عَجَبا لِابنِ النّابِغَةِ ! يَزعُمُ أنّي بِلِقائِهِ اُعافِسُ واُمارِسُ ، أنّى وشَرُّ القَولِ أكذَبُهُ ، إنَّهُ يَسأَلُ فَيُلحِفُ ، ويُسأَلُ فَيَبَخَلُ . فَإِذا احمَرَّ البَأسُ ، وحَمِيَ الوَطيسُ ۷ ، وأخَذَتِ السُّيوفُ مَآخِذَها مِن هامِ الرِّجالِ ، لَم يَكُن لَهُ هَمٌّ إلّا نَزعُهُ ثِيابَهُ ، ويَمنَحُ النّاسَ استَهُ ! أغَصَّهُ اللّهُ وتَرَّحَهُ ۸ . ۹

1.المعافسة : المعالجة والممارسة والملاعبة (النهاية : ج۳ ص۲۶۳) .

2.يقال : ألحفَ في المسألة يُلْحِف : إذا ألحّ فيها ولزمها (النهاية : ج۴ ص۲۳۷) .

3.الإلّ : العهد والقرابة (مجمع البحرين : ج۱ ص۶۲) .

4.السُبَّةُ : الإسْتُ (مجمع البحرين : ج۲ ص۸۰۲) .

5.أي عطيّة (النهاية : ج۲ ص۲۲۸) .

6.نهج البلاغة : الخطبة ۸۴ ، الاحتجاج : ج۱ ص۴۳۳ ح۹۶ ، شرح المائة كلمة : ص۱۶۲ ح۱۳ ، الأمالي للطوسي : ص۱۳۱ ح۲۰۸ عن عليّ بن محمّد ، الغارات : ج۲ ص۵۱۳ كلاهما نحوه إلى «القرم سُبَّته» .

7.الوَطِيس : شبْهُ التنّور . وقيل : هو الضِّراب في الحرب . وقيل : هو الوَطْ ء الذي يَطِس الناس ؛ أي يدقّهم . عبّر به عن اشتباك الحرب وقيامها على ساق (النهاية : ج۵ ص۲۰۴) .

8.ترّحه الأمر : أي أحزنه (لسان العرب : ج۲ ص۴۱۷ ) .

9.العقد الفريد : ج۳ ص۳۳۵ ، جواهر المطالب : ج۲ ص۳۸ نحوه وفيه «تِلعابة» بدل «بلقائه» وزاد في فآخره «واُخزاه وفضحه» .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
302

فَإِنَّكَ بِهِم أشبَهُ ۱ .

۲۳۴۳.شرح نهج البلاغة عن أبي عبيدة معمّر بن المثنّى في كتاب الأنساب :إنَّ عَمرا اختَصَمَ فيهِ يَومَ وِلادَتِهِ رَجُلانِ : أبو سُفيانَ بنُ حَربٍ ، وَالعاصُ بنُ وائِلٍ ، فَقيلَ : لِتَحكُم اُمُّهُ . فَقالَت اُمُّهُ : إنَّهُ مِنَ العاصِ بنِ وائِلٍ .
فَقالَ أبوسُفيانَ : أما إنّيلا أشُكُّ أنّي وَضَعتُهُ فيرَحِمِ اُمِّهِ . فَأَبَت إلَا العاصَ .
فَقيلَ لَها : أبو سُفيانَ أشرَفُ نَسَبا ! فَقالَت : إنَّ العاصَ بنَ وائِلٍ كَثيرُ النَّفَقَةِ عَلَيَّ ، وأبو سُفيانَ شَحيحٌ ۲ .

2 / 2 ـ 2

كلام الإمام عليّ عليه السلام في خصائصه

۲۳۴۴.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ إلى عَمروِ بنِ العاصِ ـ: فَإِنَّكَ قَد جَعَلتَ دينَكَ تَبَعا لِدُنيَا امرِىً ظاهِرٍ غَيُّهُ ، مَهتوكٍ سِترُهُ ، يَشينُ الكَريمَ بِمَجلِسِهِ ، ويُسَفِّهُ الحَليمَ بِخِلْطَتِهِ ، فَاتَّبَعتَ أثَرَهُ ، وطَلَبتَ فَضلَهُ ، اتِّباعَ الكَلبِ لِلضِّرغامِ يَلوذُ بِمَخالِبِهِ ، ويَنتَظِرُ ما يُلقى إلَيهِ مِن فَضلِ فَريسَتِهِ .
فَأَذهَبتَ دُنياكَ وآخِرَتِكَ ! ولَو بِالحَقِّ أخذت أدرَكتَ ما طَلَبتَ ؛ فَإِن يُمَكِّنِّي اللّهُ مِنكَ ومِنِ ابنِ أبي سُفيانَ أجزِكُما بِما قَدَّمتُما ، وإن تُعجِزا ۳ وتَبقَيا فَما أمامَكُما شَرٌّ لَكُما ، وَالسَّلامُ ۴ .

۲۳۴۵.عنه عليه السلام :عَجَبا لِابنِ النّابِغَةِ ! يَزعُمُ لِأَهلِ الشّامِ أنَّ فِيَّ دُعابَةً ، وأنِّي امرُؤٌ تِلعابَةٌ ،

1.بلاغات النساء : ص۴۳ .

2.شرح نهج البلاغة : ج۶ ص۲۸۴ ؛ بحار الأنوار : ج۳۳ ص۲۳۰ ح۵۱۶ .

3.أي : وإن لم أستطع أخذكما أو متّ قبل ذلك وبقيتما بعدي (شرح نهج البلاغة : ج۱۶ ص۱۶۳) .

4.نهج البلاغة : الكتاب ۳۹ ، الاحتجاج : ج۱ ص۴۳۲ ح۹۵ وفيه «أخبرتكما» بدل «أجزِكما» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99504
صفحه از 670
پرینت  ارسال به