305
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

القائِلَ في بَني هاشِمٍ لَمّا خَرَجتَ مِن مَكَّةَ إلَى النَّجاشِيِّ :

تَقولُ ابنَتي أينَ هذَا الرَّحيلُ
ومَا السَّيرُ مِنّي بِمُستَنكَرِ

فَقُلتُ : ذَريني فَإِنِّي امرُؤٌ
اُريدُ النَّجاشِيَّ في جَعفَرِ

لِأَكوِيَه عِندَهُ كَيَّةً
اُقيمُ بِها نَخوَةَ الأَصعَرِ

وشانِئُ أحمَدَ مِن بَينِهِم
وأقوَلُهُم فيهِ بِالمُنكَرِ

وأجري إلى عُتبَةَ جاهِدا
ولَو كانَ كَالذَّهَبِ الأَحمَرِ

ولا أنثَني عَن بَني هاشِمٍ
ومَا اسطَعتُ فِي الغَيبِ وَالمَحضَرِ

فَإِن قَبِلَ العَتبَ مِنّي لَهُ
وإلّا لَوَيتُ لَهُ مِشفَري۱

فَهذا جَوابُكَ هَل سَمِعتَهُ ۲ ؟!

2348.الاحتجاج عن الشعبي وأبي مخنف ويزيد بن أبي حبيب المصريـ في بَيانِ احتِجاج الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام عَلى جَماعَةٍ مِنَ المُنكِرينَ لِفَضلِهِ وفَضلِ أبيهِ مِن قَبلُ عِندَ مُعاوِيَةَ ، قالَ الحَسَنُ ـ: أمّا أنتَ يا عَمرَو بنَ العاصِ، الشّانِئَ اللَّعينَ الأَبتَرَ ، فَإِنَّما أنتَ كَلبٌ ، أوَّلُ أمرِكَ أنَّ اُمَّكَ بَغِيَّةٌ ، وأنَّكَ وُلِدتَ عَلى فِراشٍ مُشتَرَكٍ ، فَتَحاكَمَت فيكَ رِجالُ قُرَيشٍ ، مِنهُم : أبو سفيانَ بنُ الحَربِ ، وَالوَليدُ بنُ المُغيرَةِ ، وعُثمانُ بنُ الحَرثِ ، وَالنَّضَرُ بنُ الحَرثِ بنِ كَلَدَةَ ، وَالعاصُ بنُ وائِلٍ ، كُلُّهُم يَزعُمُ أنَّكَ ابنُهُ ؛ فَغَلَبَهُم عَلَيكَ مِن بَينِ قُرَيشٍ ألأَمُهُم حَسَبا ، وأخبَثُهُم مَنصِبا ، وأعظَمُهُم بَغيَةً .
ثُمَّ قُمتَ خَطيبا ، وقُلتَ : أنَا شانِئُ مُحَمَّدٍ ، وقالَ العاصُ بنُ وائِلٍ : إنَّ مُحَمَّدا رَجُلٌ أبتَرُ لا وَلَدَ لَهُ ، فَلَو قَد ماتَ انقَطَعَ ذِكرُهُ ، فَأَنزَلَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : «إِن

1.المِشْفَر للبعير كالشفة للإنسان (لسان العرب : ج۴ ص۴۱۹) .

2.شرح نهج البلاغة : ج۶ ص۲۹۱ ؛ الغدير : ج۲ ص۱۲۲ وراجع تذكرة الخواصّ : ص۲۰۱ وجواهر المطالب : ج۲ ص۲۱۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
304

2 / 2 ـ 3

كَلامُ الإِمامِ الحَسَنِ عليه السلام في مَثالِبِهِ

۲۳۴۷.شرح نهج البلاغةـ في ذِكرِ مُفاخَرَةٍ جَرَت بَينَ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام وبَينَ رِجالاتٍ مِن قُرَيشٍ ، قالَ الإمامُ الحَسَنُ عليه السلام ـ: أمّا أنتَ يَابنَ العاصِ ؛ فَإِنَّ أمرَكَ مُشتَرَكٌ ، وَضَعَتكَ اُمُّكَ مَجهولاً ؛ مِن عَهرٍ وسِفاحٍ ، [فَتَحاكَمَ] فيكَ أربَعَةٌ مِن قُرَيشٍ ، فَغَلَبَ عَلَيكَ جَزّارُها ؛ ألأَمُهُم حَسَبا ، وأخبَثُهُم مَنصِبا ، ثُمَّ قامَ أبوكَ فَقالَ : أنَا شانِئُ مُحَمَّدٍ الأَبتَرِ ، فَأَنزَلَ اللّهُ فيهِ ما أنزَلَ . وقاتَلتَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله في جَميعِ المَشاهِدِ ، وهَجوتَهُ وآذَيتَهُ بِمَكَّةَ ، وكِدتَهُ كَيدَكَ كُلَّهُ ، وكُنتَ مِن أشَدِّ النّاسِ لَهُ تَكذيبا وعَداوَةً .
ثُمَّ خَرَجتَ تُريدُ النَّجاشِيَّ مَعَ أصحابِ السَّفينَةِ لِتَأتِيَ بِجَعفَرٍ وأصحابِهِ إلى أهلِ مَكَّةَ ، فَلَمّا أخطَأَكَ ما رَجَوتَ ورَجَعَكَ اللّهُ خائِبا وأكذَبَكَ واشِيا ، جَعَلتَ حَدَّكَ عَلى صاحِبِكَ عُمارَةَ بنِ الوَليدِ ، فَوَشَيتَ بِهِ إلَى النَّجاشِيِّ حَسَدا لِمَا ارتَكَبَ مَعَ حَليلَتِكَ ، فَفَضَحَكَ اللّهُ وفَضَحَ صاحِبَكَ . فَأَنتَ عَدُوُّ بَني هاشِمٍ فِي الجاهِلِيَّةِ وَالإِسلامِ .
ثُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ وكُلُّ هؤُلاءِ الرَّهطِ يَعلَمونَ أنَّكَ هَجَوتَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِسَبعينَ بَيتا مِنَ الشِّعرِ ، فقَالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «اللّهُمَّ إنّي لا أقولُ الشِّعرَ ، ولا يَنبَغي لي ، اللّهُمَّ العَنهُ بِكُلِّ حَرفٍ ألفَ لَعنَةٍ» ، فَعَلَيكَ إذا مِنَ اللّهِ ما لا يُحصى مِنَ اللَّعنِ .
وأمّا ما ذَكَرتَ مِن أمرِ عُثمانَ ، فَأَنتَ سَعَّرتَ عَلَيهِ الدُّنيا نارا ، ثُمَّ لَحِقتَ بِفِلَسطينَ ، فَلَمّا أتاكَ قَتلُهُ قُلتَ : أنَا أبو عَبدِ اللّهِ إذا نَكَأتُ ۱ قُرحَةً أدمَيتُها ! ثُمَّ حَبَستَ نَفسَكَ إلى مُعاوِيَةَ ، وبِعتَ دينَكَ بِدُنياهُ ؛ فَلَسنا نَلومُكَ عَلى بُغضٍ ، ولا نُعاتِبُكَ عَلى وُدٍّ ، وبِاللّهِ ما نَصَرتَ عُثمانَ حَيّا ، ولا غَضِبتَ لَهُ مَقتولاً . ويَحَكَ يَابنَ العاصِ ! أ لَست

1.يقال : نكأتُ القَرحة أنكؤها : إذا قشرتها (النهاية : ج۵ ص۱۱۷) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99016
صفحه از 670
پرینت  ارسال به