309
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

ووَلِيَ عَمرُو بنُ العاصِ مِصرَ عَشرَ سِنينَ ، مِنها لِعُمَرَ بنِ الخَطّابِ أربَعَ سِنينَ ، ولِعُثمانَ بنِ عَفّانٍ أربَعَ سِنينَ إلّا شَهرَينِ ، ولِمُعاوِيَةَ سَنَتينِ وثَلاثَةَ أشهُرٍ ، وتُوُفِّيَ ولَهُ ثَمانٌ وتِسعونَ سَنَةً ، وكانَ داهِيَةَ العَرَبِ رَأيا وحَزما وعَقلاً ولِسانا ۱ .

۲۳۵۵.سير أعلام النبلاء :أتى [عَمرُو بنُ العاصِ ]مُعاوِيَةَ ، فَوَجَدَهُ يَقُصُّ ويُذَكِّرُ أهلَ الشّامِ في دَمِ الشَّهيدِ ، فَقالَ لَهُ : يا مُعاوِيَةُ ! قَد أحرَقتَ كَبِدي بِقِصَصِكَ ، أ تَرى إن خالَفنا عَلِيّا لِفَضلٍ مِنّا عَلَيهِ ؟ لا وَاللّهِ ! إن هِيَ إلَا الدُّنيا نَتَكالَبُ عَلَيها ، أمَا وَاللّهِ ، لَتُقطِعَنَّ لي مِن دُنياكَ ، أو لَاُنابِذَنَّكَ .
فَأَعطاهُ مِصرَ ، وقَد كانَ أهلُها بَعَثوا بِطاعَتِهِم إلى عَلِيٍّ ۲ .

راجع : ص 374 (الاستعانة بعمرو بن العاص) .

2 / 2 ـ 8

شِدَّةُ أسَفِهِ عِندَ المَوتِ

۲۳۵۶.الاستيعاب عن الشافعي :دَخَلَ ابنُ عَبّاسٍ عَلى عَمرِو بنِ العاصِ في مَرَضِهِ ، فَسَلَّمَ عَلَيهِ وقالَ : كَيفَ أصبَحتَ يا أبا عَبدِ اللّهِ ؟
قال : أصلَحتُ مِن دُنيايَ قَليلاً ، وأفسَدتُ مِن ديني كَثيرا ، فَلَو كانَ الَّذي أصلَحتُ هُوَ الَّذي أفسَدتُ وَالَّذي أفسَدتُ هُوَ الَّذي أصلَحتُ لَفُزتُ ، ولَو كانَ يَنفَعُني أن أطلُبَ طَلَبتُ ، ولَو كانَ يُنجيني أن أهرُبَ هَرَبتُ ، فَصِرتُ كَالمَنجَنيقِ بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ ؛ لا أرقى بِيَدَينِ ، ولا أهبِطُ بِرِجلَينِ ، فَعِظني بِعِظَةٍ أنتَفِعُ بِها يَابنَ أخي .

1.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۲۱ .

2.سير أعلام النبلاء : ج۳ ص۷۲ الرقم۱۵ ، تاريخ دمشق : ج۴۶ ص۱۶۶ نحوه ، النجوم الزاهرة : ج۱ ص۶۳ وفيه «فأعطاه مصر يُعطي أهلها عطاءهم ، وما بقي فله» بدل «فأعطاه مصر . . .» .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
308

مَبرورا ، ولَئِن كانَ ذَنبا كانَ ذَنبا مَغفورا .
فَقالَ لَهُ ابنُهُ : أي أبَتِ ! فَما يَمنَعُكَ إذ غَبَطتَهُم أن تَرجِعَ ؟ !
فَقالَ : يا بُنَيَّ ! إنَّ الشَّيخَ مِثلي إذا دَخَلَ فِي الأَمرِ لَم يَدَعهُ حَتّى يَحُكَّهُ ۱ .

۲۳۵۳.العقد الفريد عن العتبي عن أبيه :قالَ مُعاوِيَةُ لِعَمرِو بنِ العاصِ : ما أعجَبُ الأَشياءِ ؟
قال : غَلَبةُ مَن لا حَقَّ لَهُ ذَا الحَقِّ عَلى حَقِّهِ !
قالَ مُعاوِيَةُ : أعجَبُ مِن ذلِكَ أن يُعطى مَن لا حَقَّ لَهُ ما لَيسَ لَهُ بِحَقِّ مِن غَيرِ غَلَبَةٍ ! ۲

2 / 2 ـ 7

شَرطُ بَيعَتِهِ لِمُعاوِيَةَ

۲۳۵۴.تاريخ اليعقوبي :كانَت مِصرُ وَالمَغرِبُ لِعَمرِو بنِ العاصِ طُعمَةً شَرَطَها لَهُ يَومَ بايَعَ ، ونُسخَةُ الشَّرطِ : هذا ما أعطى مُعاوِيَةُ بنُ أبي سُفيانَ عَمرَو بنَ العاصِ مِصرَ ، أعطاهُ أهلَها ، فَهُم لَهُ حياتَهُ ، ولا تَنقُصُ طاعَتُهُ شَرطا .
فَقالَ لَهُ وَردانُ مَولاهُ : فيهِ الشَّعرُ مِن بَدَنِكَ ! فَجَعَلَ عَمرٌو يَقرَأُ الشَّرطَ ، ولا يَقِفُ عَلى ما وَقَفَ عَلَيهِ وَردانُ . فَلَمّا خَتَمَ الكِتابَ وشَهِدَ الشُّهودُ ، قالَ لَهُ وَردانُ : وما عُمرُكَ أيُّهَا الشَّيخُ إلّا كَظِم ءِ حِمارٍ ۳ ، هَلّا شَرَطتَ لِعَقِبِكَ مِن بَعدِكَ ؟ ! !
فَاستَقالَ مُعاوِيَةَ ، فَلَم يُقِلهُ ، فَكانَ عَمروٌ لا يَحمِلُ إلَيهِ مِن مالِها شَيئا ؛ يُفَرِّقُ الأَعطِيَةَ فِي النّاسِ ، فَما فَضَلَ مِن شَيءٍ أخَذَهُ لِنَفسِهِ .

1.العزلة : ص۲۰ الرقم۲۰ .

2.العقد الفريد : ج۳ ص۳۵۵ ، أنساب الأشراف : ج۵ ص۸۴ عن مسلمة .

3.ما بقي منه إلّا قدر ظِم ء الحمار : أي لم يبقَ من عمره إلّا اليسير (لسان العرب : ج۱ ص۱۱۶) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 100885
صفحه از 670
پرینت  ارسال به