313
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

إلى أمرِ عَلِيٍّ أمسَكَ ولَم يَقُل شَيئا ، فَقالَ لَهُ مُعاوِيَةُ : ابنَ أخي ، إنَّكَ بَين عِيٍّ أو خِيانَةٍ ! فَبَعَثَ إلَيهِ : كَرِهتُ أن أقطَعَ الشَّهادَةَ عَلى رَجُلٍ لَم يَقتُل عُثمانَ ، وعَرَفتُ أنَّ النّاسَ مُحتَمِلوها عَنّي فَتَرَكتُها ۱ .

۲۳۶۰.مروج الذهبـ في تَفصيلِ وَقعَةِ صَفّينَ ـ: كانَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ إذا خَرَجَ إلَى القِتالَ قامَ إلَيهِ نِساؤُهُ فَشَدَدنَ عَلَيهِ سِلاحَهُ ، ما خَلَا الشَّيبانِيّةَ بِنتَ هانِئِ بنِ قَبيصَةَ ، فَخَرَجَ في هذَا اليَومِ ، وأقبَلَ عَلَى الشَّيبانِيَّةِ وقالَ لَها : إنّي قَد عَبَّأتُ اليَومَ لِقَومِكِ ، وَايمُ اللّهِ ، إنّي لَأَرجو أن أربِطَ بِكُلِّ طُنبٍ مِن أطنابِ فُسطاطي سَيِّدا مِنهُم !
فَقالَت لَهُ : ما اُبغِضَ إلّا أن تُقاتِلَهُم .
قالَ : ولِمَ ؟
قالَت : لِأَنَّهُ لَم يَتَوَجَّه إلَيهِم صِنديدٌ في جاهِلِيَّةٍ ولا إسلامٍ وفي رَأسِهِ صَعَرٌ إلّا أبادوهُ ، وأخافُ أن يَقتُلوكَ ، وكَأَنّي بِكَ قَتيلاً وقَد أتَيتُهُم أسأَلُهُم أن يَهَبوا لي جِيفَتَكَ . فَرَماها بِقَوسٍ فَشَجَّها ، وقالَ لَها : سَتَعلَمين بِمَن آتيكِ مِن زُعَماءِ قَومِكِ .
ثُمَّ تَوَجَّهَ فَحَمَلَ عَلَيهِ حُرَيثُ بنُ جابِرِ الجُعفِيُّ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ ، وقيلَ : إنَّ الأَشتَرَ النَّخَعِي هُوَ الَّذي قَتَلَهُ ، وقيلَ : إنَّ عَلِيّا ضَرَبَهُ ضَربَةً فَقَطَعَ ما عَلَيهِ مِنَ الحَديدِ حَتّى خالَطَ سَيفُهُ حَشوَةَ جَوفِهِ .
وإنَّ عَلِيّا قالَ حينَ هَرَبَ فَطَلَبَهُ لِيُقيدَ مِنهُ بِالهُرمُزانِ : لَئِن فاتَني في هذَا اليَومِ لا يَفوتُني في غَيرِهِ .
وكَلَّمَ نِساؤُهُ مُعاوِيَةَ في جيفَتِهِ ، فَأَمَرَ أن تَأتينَ رَبيعَةَ فَتَبذُلنَ في جيفَتِهِ عَشرَةَ آلافٍ ، فَفَعَلنَ ذلِكَ .

1.وقعة صفّين : ص۸۲ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۳۸۳ ح۳۴۲ ـ ۳۵۶ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۳ ص۱۰۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
312

بِالهُرمُزانِ ، وذلِكَ أنَّ أبا لُؤلُؤَةَ ـ غُلامَ المُغيرَةِ بنِ شُعبَةَ ـ قاتِلُ عُمَرَ وكانَ في أرضِ العَجَمِ غُلاما لِلهُرمُزانِ ، فَلَمّا قُتِلَ عُمَرُ شَدَّ عُبَيدُ اللّهِ عَلَى الهُرمُزانِ فَقَتَلَهُ ، وقالَ : لا أترُكُ بِالمَدينَةِ فارِسِيّا ولا في غَيرِها إلّا قَتَلتُهُ بِأَبي .
وكانَ الهُرمُزانُ عَليلاً فِي الوَقتِ الَّذي قُتِلَ فيهِ عُمَرُ ، فَلَمّا صارَتِ الخِلافَةُ إلى عَلِيٍّ أرادَ قَتلَ عُبَيدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ بِالهُرمُزانِ ؛ لِقَتلِهِ إيّاهُ ظُلما مِن غَيرِ سَبَبٍ استَحَقَّهُ ، فَلَجَأَ إلى مُعاوِيَةَ ۱ .

۲۳۵۹.وقعة صفّين عن الجرجاني :لَمّا قَدِمَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ عَلى مُعاوِيَةَ بِالشّامِ ، أرسَلَ مُعاوِيَةُ إلى عَمرِو بنِ العاصِ فَقالَ : يا عمرُو ، إنَّ اللّهَ قَد أحيا لَكَ عُمَرَ بَنَ الخَطّابِ بِالشّامِ بِقُدومِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ ، وقَد رَأَيتُ أن اُقيمَهُ خَطيبا فَيَشهَدَ عَلى عَلِيٍّ بِقَتلِ عُثمانَ ، ويَنالَ مِنهُ ! فَقالَ : الرَّأيُ ما رَأَيتَ . فَبَعَثَ إلَيهِ فَأَتى ، فَقالَ لَهُ مُعاوِيَةُ : يَابنَ أخي ، إنَّ لَكَ اسمَ أبيكَ ، فَانظُر بِمِل ءِ عَينَيكَ ، وتَكَلَّم بِكُلِّ فيكَ ؛ فَأَنتَ المَأمونُ المُصَدَّقُ فَاصعَدِ المِنبَرَ وَاشتُم عَلِيّا ، وَاشهَد عَلَيهِ أنَّهُ قَتَلَ عُثمانَ !
فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أمّا شَتمي لَهُ ۲ فَإِنَّهُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، واُمُّهُ فاطِمَةُ بِنتُ أسَدِ بنِ هاشِمٍ ، فَما عَسى أن أقولَ في حَسَبِهِ ! ! وأمّا بَأسُهُ فَهُوَ الشُّجاعُ المُطرِقُ ، وأمّا أيّامُهُ فَما قَد عَرَفتَ ، ولكِنّي مُلزِمُهُ دَمَ عُثمانَ .
فَقالَ عَمرُو بنُ العاصِ : إذا وَاللّهِ قَد نَكَأتَ القُرحَةَ .
فَلَمّا خَرَجَ عُبَيدُ اللّهِ قَالَ مُعاوِيَةُ : أمَا وَاللّهِ لَولا قَتلُهُ الهُرمُزانَ ، ومَخافَةُ عَلِيٍّ عَلى نَفسِهِ ما أتانا أبَدا ؛ أ لَم تَرَ إلى تَقريظِهِ عَلِيّا ؟! فَقالَ عَمرٌو : يا مُعاوِيَةُ ، إن لَم تَغلِب فَاخلِب . فَخَرَجَ حَديثُهُ إلى عُبَيدِ اللّهِ ، فَلَمّا قامَ خَطيبا تَكَلَّمَ بِحاجَتِهِ ، حَتّى إذا أتى

1.مروج الذهب : ج۲ ص۳۸۸ .

2.في المصدر: «شتميه» والتصويب من بحار الأنوار.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 101075
صفحه از 670
پرینت  ارسال به