بِالهُرمُزانِ ، وذلِكَ أنَّ أبا لُؤلُؤَةَ ـ غُلامَ المُغيرَةِ بنِ شُعبَةَ ـ قاتِلُ عُمَرَ وكانَ في أرضِ العَجَمِ غُلاما لِلهُرمُزانِ ، فَلَمّا قُتِلَ عُمَرُ شَدَّ عُبَيدُ اللّهِ عَلَى الهُرمُزانِ فَقَتَلَهُ ، وقالَ : لا أترُكُ بِالمَدينَةِ فارِسِيّا ولا في غَيرِها إلّا قَتَلتُهُ بِأَبي .
وكانَ الهُرمُزانُ عَليلاً فِي الوَقتِ الَّذي قُتِلَ فيهِ عُمَرُ ، فَلَمّا صارَتِ الخِلافَةُ إلى عَلِيٍّ أرادَ قَتلَ عُبَيدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ بِالهُرمُزانِ ؛ لِقَتلِهِ إيّاهُ ظُلما مِن غَيرِ سَبَبٍ استَحَقَّهُ ، فَلَجَأَ إلى مُعاوِيَةَ ۱ .
۲۳۵۹.وقعة صفّين عن الجرجاني :لَمّا قَدِمَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ عَلى مُعاوِيَةَ بِالشّامِ ، أرسَلَ مُعاوِيَةُ إلى عَمرِو بنِ العاصِ فَقالَ : يا عمرُو ، إنَّ اللّهَ قَد أحيا لَكَ عُمَرَ بَنَ الخَطّابِ بِالشّامِ بِقُدومِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ ، وقَد رَأَيتُ أن اُقيمَهُ خَطيبا فَيَشهَدَ عَلى عَلِيٍّ بِقَتلِ عُثمانَ ، ويَنالَ مِنهُ ! فَقالَ : الرَّأيُ ما رَأَيتَ . فَبَعَثَ إلَيهِ فَأَتى ، فَقالَ لَهُ مُعاوِيَةُ : يَابنَ أخي ، إنَّ لَكَ اسمَ أبيكَ ، فَانظُر بِمِل ءِ عَينَيكَ ، وتَكَلَّم بِكُلِّ فيكَ ؛ فَأَنتَ المَأمونُ المُصَدَّقُ فَاصعَدِ المِنبَرَ وَاشتُم عَلِيّا ، وَاشهَد عَلَيهِ أنَّهُ قَتَلَ عُثمانَ !
فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أمّا شَتمي لَهُ ۲ فَإِنَّهُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، واُمُّهُ فاطِمَةُ بِنتُ أسَدِ بنِ هاشِمٍ ، فَما عَسى أن أقولَ في حَسَبِهِ ! ! وأمّا بَأسُهُ فَهُوَ الشُّجاعُ المُطرِقُ ، وأمّا أيّامُهُ فَما قَد عَرَفتَ ، ولكِنّي مُلزِمُهُ دَمَ عُثمانَ .
فَقالَ عَمرُو بنُ العاصِ : إذا وَاللّهِ قَد نَكَأتَ القُرحَةَ .
فَلَمّا خَرَجَ عُبَيدُ اللّهِ قَالَ مُعاوِيَةُ : أمَا وَاللّهِ لَولا قَتلُهُ الهُرمُزانَ ، ومَخافَةُ عَلِيٍّ عَلى نَفسِهِ ما أتانا أبَدا ؛ أ لَم تَرَ إلى تَقريظِهِ عَلِيّا ؟! فَقالَ عَمرٌو : يا مُعاوِيَةُ ، إن لَم تَغلِب فَاخلِب . فَخَرَجَ حَديثُهُ إلى عُبَيدِ اللّهِ ، فَلَمّا قامَ خَطيبا تَكَلَّمَ بِحاجَتِهِ ، حَتّى إذا أتى