319
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

الفصل الثالث : السياسة العلويّة

3 / 1

عَزلُ مُعاوِيَةَ

ذكرنا سابقا أنّ اُولى الأعمال التي اتّخذها الإمام عليّ عليه السلام بعد مبايعة الناس له على طريق الشروع بالإصلاحات هو عزل عمّال عثمان . وكان الساسة من أصحاب الإمام لا يرون من المصلحة عزل شخصين ، هما : معاوية وأبي موسى الأشعري .
وأخيرا وبعد الكثير من التوضيحات وفي أعقاب وساطة مالك الأشتر ، وافق أمير المؤمنين عليه السلام على إبقاء أبي موسى الأشعري . أمّا بالنسبة الى معاوية فلم تفلح جميع الجهود التي بذلت لإقناع الإمام بإبقائه في منصبه ، إذ كان لا يرى جواز إبقائه واليا ولو لحظة واحدة .
أمّا بالنسبة إلى معاوية فهو لم يبايع الإمام ولم يترك أهل الشام يبايعونه . وبدأ منذ اليوم الأول لخلافة الإمام بالتآمر عليه ، ممهّدا بذلك الأجواء للصدام العسكري .
وأوّل سؤال يُثار في هذا المجال هو كيف يمكن تبرير عمل الإمام هذا من


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
318

كما كان من القادة المحاربين في بعض الأيّام في معارك ذي الحجّة ۱ .
لعنه أمير المؤمنين عليه السلام في الصلاة ۲ .
هذا ، وقد نقلت عنه كلمات في الثناء على شجاعة الإمام عليه السلام ۳ .
تولّى حكومة حمص مدّةً في خلافة معاوية .
ولمّا عرف معاوية هوى الشاميّين في حكومة عبد الرحمن بعده ، قتله بالسمّ ، لئلّا ينافس يزيدَ على الحكم ۴ .

۲۳۶۳.وقعة صفّين عن عبد الرحمن بن خالد بن الوليدـ في وَصفِ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام ـ: أمَا وَاللّهِ لَقَد رَأَيتُنا يَوما مِنَ الأَيّامِ وقَد غَشِيَنا ثُعبانٌ مِثلُ الطَّودِ الأَرعَنِ قَد أثارَ قَسطَلاً ۵ حالَ بَينَنا وبَينَ الاُفُقِ ، وهُوَ عَلى أدهَمٍ شائِلٍ ، يَضرِبُهُم بِسَيفِهِ ضَربَ غَرائِبِ الإِبِلِ ، كاشِرا عَن أنيابِهِ كَشرَ المُخدِرِ الحَرِبِ ۶ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : وَاللّهِ إنَّهُ كانَ يُجالِدُ ويُقاتِلُ عَن تِرَةٍ لَهُ وعَلَيهِ ۷ .

راجع : ج 7 ص 113 (أبو الأعور) و ص 114 (بسر بن أرطاة) و ص 137 (الوليد بن عقبة) .

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۷۴ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۵۸ ؛ وقعة صفّين : ص۱۹۵ .

2.أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۲۶ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۷۱ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۹۷ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۸۴ ؛ وقعة صفّين : ص۵۵۲ .

3.وقعة صفّين : ص۳۸۷ .

4.أنساب الأشراف : ج۵ ص۱۱۸ ، اُسد الغابة : ج۳ ص۴۳۶ الرقم۳۲۹۳ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۲۷ ، الاستيعاب : ج۲ ص۳۷۳ الرقم۱۴۱۰ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۷۶ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۲۳ .

5.القسطل : الغبار الساطع (لسان العرب : ج۱۱ ص۵۵۷) .

6.خَدَرَ الأسدُ فهو مُخدِرٌ : إذا كان في خِدرِه ؛ وهو بيته . وحَرِبَ الرجُلُ : اشتدّ غضَبُه، فهو حَرِب (لسان العرب: ج۴ ص۲۳۱ و ج۱ ص۳۰۴).

7.وقعة صفّين : ص۳۸۷ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۸ ص۵۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99739
صفحه از 670
پرینت  ارسال به