333
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

3 / 9

اِستِعدادُ الإِمامِ لِحَربِ مُعاوِيَةَ قَبلَ حَربِ الجَمَلِ

۲۳۷۶.تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة :اِستَأذَنَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ عَلِيّا فِي العُمرَةِ فَأَذِنَ لَهُما فَلَحِقا بِمَكَّةَ وأَحَبَّ أهلُ المَدينَةِ أن يَعلَموا ما رَأيُ عَلِيٍّ في مُعاوِيَةَ وَانتِقاضِهِ ، لِيَعرِفوا بِذلِكَ رَأيَهُ في قِتال أهلِ القِبلَةِ أ يَجسُرُ عَلَيهِ أو يَنكُلُ عَنهُ . . . . فَدَسّوا إلَيهِ زِيادَ بنَ حنَظَلَةَ التَّميمِيَّ ـ وكانَ مُنقَطِعاً إلى عَلِيٍّ ـ فَدَخَلَ عَلَيهِ فَجَلَسَ إلَيهِ ساعَةً ثُمَّ قالَ لَهُ عَلِيٌّ : يا زيادُ تَيَسَّر .
فَقالَ : لِأَيِّ شَيءٍ ؟
فَقالَ : تَغزُو الشّامَ .
فَقالَ زِيادٌ : الأَناةُ وَالرِّفقُ أمثَلُ . فَقالَ :

ومَن لا يُصانِع في اُمورِ كَثيرَةِ
يُضَرَّس بِأَنيابٍ ويوطَأ بِمَنسِمِ

فَتَمَثَّلَ عَلِيٌّ وكَأَنَّهُ لا يُرِيدُهُ :

مَتى تَجمَعِ القَلبَ الذَّكِيَّ وصارِماً
وأنفاً حَمِيّاً تَجتَنِبكَ المَظالِمُ

فَخَرَجَ زِيادٌ عَلَى النّاسِ وَالنّاسُ يَنتَظِرونَهُ فَقالوا : ما وَراؤَكَ ؟ فَقالَ : السَّيفُ ياقومُ ، فَعَرَفوا ما هُوَ فاعِلٌ .
ودَعا عَلِيٌّ مُحَمَّدَ ابنَ الحَنَفِيَّةِ فَدَفَعَ إلَيهِ اللِّواءَ ، ووَلّى عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ مَيمَنَتَهُ ، وعُمَرُ بنُ أبي سَلَمَةَ ـ أو عَمرُو بنُ سُفيانَ بنِ عَبدِ الأَسَدِ ـ وَلّاهُ مَيسَرَتَهُ ، ودَعا أبا لَيلَى بنَ عُمَرَ بنِ الجَرّاحِ ابنَ أخي أبي عُبَيدَةَ بنِ الجَرّاحِ فَجَعَلَهُ عَلى مُقَدِّمَتِهِ ، وَاستَخلَفَ عَلَى المَدينَةِ قُثَمَ بنَ عَبّاسٍ ، ولَم يُوَلِّ مِمَّن خَرَجَ عَلى عُثمانَ أحَداً ، وكَتَبَ إلى قَيسِ بنِ سَعدٍ أن يَندُبَ النّاسَ إلَى الشّامِ ، وإلى عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ وإلى أبي موسى مثلَ ذلِكَ ، وأقبَلَ عَلَى التَّهَيُّؤِ وَالتَّجَهُّزِ ، وخَطَبَ أهلَ المَدينَةِ فَدَعاهُم إلَى


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
332

3 / 8

أصحاب الإِمامِ يُشيرونَ عَلَيهِ بِالاِستِعدادِ لِلحَربِ

۲۳۷۴.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كَلامٍ لَهُ وقَد أشارَ عَلَيهِ أصحابُهُ بِالِاستعدادِ لِلحَربِ بَعدَ إرسالِهِ جَريرَ بنَ عَبدِ اللّهِ البَجَليَّ إلى مُعاوِيَةَ ـ: إنَّ استِعدادي لِحَربِ أهلِ الشّامِ وجَريرٌ عِندَهُم إغلاقٌ لِلشّامِ وصَرفٌ لِأَهلِهِ عَن خَيرٍ إن أرادوهُ . ولكِن قَد وَقَّتُّ لِجرَيرٍ وَقتاً لا يُقيمُ بَعدَهُ إلّا مَخدوعاً أو عاصِياً . وَالرَّأيُ عِندي مَعَ الأَناةِ ، فَأَروِدوا ۱ ولا أكرَهُ لَكُمُ الإِعدادَ .
ولَقَد ضَرَبتُ أنفَ هذَا الأَمرِ وعَينَهُ ، وقَلَّبتُ ظَهرَهُ وبَطنَهُ ، فَلَم أرَ لي فيهِ إلَا القِتالَ أوِ الكُفرَ بِما جاءَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله . إنَّهُ قَد كانَ عَلَى الاُمَّةِ والٍ أحدَثَ أحداثاً وأوجَدَ النّاسَ مَقالاً ، فَقالوا ثُمَّ نَقَموا فَغَيَّروا ۲ .

۲۳۷۵.تاريخ دمشق عن الكلبي :كانَ عَلِيٌّ استَشارَ النّاسَ ، فَأَشاروا عَلَيهِ بِالقِيامِ بِالكوفَةِ غَيرَ الأَشتَرِ ، وعَدِيِّ بنِ حاتِمٍ ، وشُرَيحِ بنِ هانِئِ الحارِثِيِّ ، وهانِئِ بنِ عُروَةَ المُرادِيِّ ، فَاءِنَّهُم قالوا لِعَلِيٍّ : إنَّ الَّذينَ أشاروا عَلَيكَ بِالمَقامِ بِالكوفَةِ إنَّما خَوَّفوكَ حَربَ الشّامِ ، ولَيسَ في حَربِهِم شَيءٌ أخوَفُ مِنَ المَوتِ ، وإيّاهُ نُريدُ . فَدَعا عَلِيٌّ الأَشتَرَ وعَدِيّاً وشُرَيحاً وهانِئاً فَقالَ :
إنَّ استِعدادي لِحَربِ الشّامِ وجَريرُ بنُ عَبدِ اللّهِ عِندَ القَومِ صَرفٌ لَهُم عَن غَيٍّ إن أرادوهُ ، ولكِنّي قَد أرسَلتُ رَسولاً ، فَوَقَّتُّ لِرَسولي وَقتاً لا يُقيمُ بَعدَهُ ، وَالرَّأيُ مَعَ الأَناةِ فَاتَّئِدوا ولا أكرَهُ لَكُمُ الإِعذارَ ۳ .

1.أروِد : أمهل (مجمع البحرين : ج۲ ص۷۵۳) .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۴۳ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۳۹۳ ح۳۶۴ .

3.تاريخ دمشق : ج۵۹ ص۱۳۰ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۱۴ نحوه وراجع الفتوح : ج۲ ص۵۰۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99448
صفحه از 670
پرینت  ارسال به