347
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

ولَم يُطِعكَ أهلُ الشّامِ . وأمّا شَرَفُكَ فِي الإِسلامِ وقَرابَتُكَ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ومَوضِعُكَ مِن قُرَيشٍ فَلَستُ أدفَعُهُ ۱ .

۲۳۸۸.وقعة صفّين عن أبي روق :۲ إنَّ أبا مُسلِمٍ الخَولانِيَّ قَدِمَ إلى مُعاوِيَةَ في اُناسٍ مِن قُرّاءِ أهلِ الشّامِ ، قَبلَ مَسيرِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام إلى صِفّينَ ، فَقالوا لَهُ : يا مُعاوِيَةُ عَلامَ تُقاتِلُ عَلِيّاً ، ولَيسَ لَكَ مِثلُ صُحبَتِهِ ولا هِجرَتِهِ ولا قَرابَتِهِ ولا سابِقَتِهِ ؟ قالَ لَهُم : ما اُقاتِلُ عَلِيّاً وأنَا أدَّعي أنَّ لي فِي الإِسلامِ مِثلَ صُحبَتِهِ ولا هِجرَتِهِ ولا قَرابَتِهِ ولا سابِقَتِهِ ، ولكِن خَبِّروني عَنكُم ؛ أ لَستُم تَعلَمونَ أنَّ عُثمانَ قُتِلَ مَظلوماً ؟ قالوا : بَلى . قالَ : فَليَدَع إلَينا قَتَلَتَهُ فَنَقتُلَهُم بِهِ ، ولا قِتالَ بَينَنا وبَينَهُ . قالوا : فَاكتُب إلَيهِ كِتاباً يَأتيهِ بِهِ بَعضُنا . فَكَتَبَ إلى عَلِيٍّ هذَا الكِتابَ مَعَ أبي مُسلِمٍ الخَولانِيِّ . . . .
مِن مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ : سَلامٌ عَلَيكَ ، فَإِنّي أحمَدُ إلَيكَ اللّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ .
أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّ اللّهَ اصطَفى مُحَمَّدا بِعِلمِهِ ، وجَعَلَهُ الأَمينَ عَلى وَحيِهِ ، والرَّسولَ إلى خَلقِهِ ، وَاجتَبى لَهُ مِن المُسلِمينَ أعواناً أيَّدَهُ اللّهُ بِهِم ، فَكانوا في مَنازِلِهِم عِندَهُ عَلى قَدرِ فَضائِلِهِم فِي الإِسلامِ ؛ فَكانَ أفضَلَهُم في إسلامِهِ ، وأنصَحَهُم للّهِِ ولِرَسولِهِ الخَليفَةُ مِن بَعدِهِ ، وخَليفَةُ خَليفَتِهِ ، وَالثّالِثُ الخَليفَةُ المَظلومُ عُثمانَ ، فَكُلَّهُم حَسَدتَ ، وعَلى كُلِّهِم بَغَيتَ . عَرَفنا ذلِكَ في نَظَرِكَ الشَّزرِ ، وفي قَولِكَ الهُجرِ ، وفي تَنَفُّسِكَ الصُّعَداءَ ، وفي إبطائِكَ عَنِ الخُلَفاءِ ، تُقادُ إلى كُلٍّ مِنهُم كَما يُقادُ الفَحلُ المَخشُوشُ ۳ حَتّى تُبايِع

1.الكامل للمبرّد : ج۱ ص۴۲۳ ، شرح نهج البلاغة : ج۳ ص۸۸ ، العقد الفريد : ج۳ ص۳۲۹ ، المناقب للخوارزمي : ص۲۰۳ ح۲۴۰ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۲۱ والثلاثة الأخيرة نحوه ؛ بحار الأنوار : ج۳۲ ص۳۹۴ ح۳۶۵ .

2.في المصدر : «أبي ورق» وهو تصحيف ، ويدلّ عليه وروده في مواضع اُخرى منه بهذا الاسم ، وكذا في نقل بحار الأنوار عنه .

3.هو الذي جُعل في أنفه الخِشاش ؛ وهو عُوَيد يُجعل في أنف البعير يشدُّ به الزِّمام ؛ ليكون أسرع فلانقياده (النهاية : ج۲ ص۳۴ وص۳۳) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
346

هِىَ مِنَ الظَّــلِمِينَ بِبَعِيدٍ» 12 .

4 / 11

رَسائِلُ مُعاوِيَةَ إلَى الإِمامِ في دَمِ عُثمانِ

۲۳۸۷.الكامل للمبرّد :كَتَبَ [مُعاوِيَةُ] إلى عَلِيٍّ رضى الله عنه :
مِن مُعاوِيَةَ بنِ صَخرٍ إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ :
أمّا بَعدُ ؛ فَلَعَمري لَو بايَعَكَ القَومُ الَّذينَ بايَعوكَ وأنتَ بَرِيءٌ مِن دَمِ عُثمانَ كُنتَ كَأَبي بَكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ ، ولكِنَّكَ أغرَيتَ بِعُثمانَ المُهاجِرينَ ، وخَذَّلتَ عَنهُ الأَنصارَ ، فَأَطاعَكَ الجاهِلُ ، وقَوِيَ بِكَ الضَّعيفُ . وقَد أبى أهلُ الشّامِ إلّا قِتالَكَ حَتّى تَدفَعَ إلَيهِم قَتَلَةَ عُثمانَ ، فَإِن فَعَلتَ كانَت شورى بَينَ المُسلِمينَ .
ولَعَمري ما حُجَّتُكَ عَلَيَّ كَحُجَّتِكَ عَلى طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ ، لِأَنَّهُما بايَعاكُ ولَم اُبايِعكَ . وما حُجَّتُكَ عَلى أهلِ الشّامِ كَحُجَّتِكَ عَلى أهلِ البَصرَةِ ؛ لِأَنَّ أهلَ البَصرَةِ أطاعوك

1.هود : ۸۳ .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۲۸ ، الاحتجاج : ج۱ ص۴۱۷ ح۹۰ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۵۷ ح۳۹۸ وراجع الفتوح : ج۲ ص۵۳۴ ـ ۵۳۷ . قال ابن أبي الحديد : سألت النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد فقلت : أرى هذا الجواب منطبقاً على كتاب معاوية الذي بعثه مع أبي مسلم الخولاني إلى عليّ عليه السلام ، فإن كان هذا هو الجواب فالجواب الذي ذكره أرباب السيرة ، وأورده نصر بن مزاحم في وقعة صفّين إذاً غير صحيح ، وإن كان ذلك الجواب فهذا الجواب إذاً غير صحيح ولا ثابت ؛ فقال لي : بل كلاهما ثابت مرويّ (شرح نهج البلاغة : ج۱۵ ص۱۸۴ وراجع وقعة صفّين : ص۸۸) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 100912
صفحه از 670
پرینت  ارسال به