4 / 12
أجوِبَةُ الإِمامِ عَنِ الرَّسائِلِ بِما لا مَزيدَ عَلَيهِ
۲۳۹۰.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ إلى مُعاوِيَةَ ـ: مِن عَلِيٍّ إلى مُعاوِيَةَ بنِ صَخرٍ :
أمّا بَعدُ ؛ فَقَد أتاني كِتابُ امرِئٍ لَيسَ لَهُ نَظَرٌ يَهديهِ ، ولا قائِدٌ يُرشِدُهُ ، دَعاهُ الهَوى فَأَجابَهُ ، وقادَهُ فَاتَّبَعَهُ .
زَعَمتَ أنَّهُ أفسَدَ عَلَيكَ بَيعَتي خَطيئَتي في عُثمانَ . ولَعَمري ما كُنتُ إلّا رَجُلاً مِنَ المُهاجِرينَ ؛ اُورِدتُ كَما اُورِدوا ، واُصدِرتُ كَما اُصدِروا . وما كانَ اللّهُ لِيَجمَعَهُم عَلى ضَلالَةٍ ، ولا لِيَضرِبَهُم بِالعَمى ، وما أمَرتُ فَيَلزَمَني خَطيئَةُ الآمِرِ ، ولا قَتَلتُ فَيَجِبَ عَلَيَّ القِصاصُ .
وأمّا قَولُكَ إنَّ أهلَ الشّامِ هُمُ الحُكّامُ عَلى أهلِ الحِجازِ ، فَهاتِ رَجُلاً مِن قُرَيشِ الشّامِ يُقبَلُ فِي الشّورى أو تَحِلُّ لَهُ الخِلافَةُ . فَإِن زَعَمتَ ذلِكَ كَذَّبَكَ المُهاجِرونَ وَالأَنصارُ ، وإلّا أتَيتُكَ بِهِ مِن قُرَيشِ الحِجازِ .
وأمّا قَولُكَ : اِدفَع إلَينا قَتَلَةَ عُثمانَ ، فَما أنتَ وعُثمانَ ؟ إنَّما أنتَ رَجُلٌ مِن بَني اُمَيَّةَ ، وبَنو عُثمانَ أولى بِذلِكَ مِنكَ . فَإِن زَعَمتَ أنَّكَ أقوى عَلى دَمِ أبيهِم مِنهُم فَادخُل في طاعَتي ، ثُمَّ حاكِمِ القَومَ إلَيَّ أحمِلكَ وإيّاهُم عَلَى المَحَجَّةِ .
وأمّا تَمييزُكَ بَينَ الشّامِ وَالبَصرَةِ وبَينَ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ فَلَعَمري مَا الأَمرُ فيما هُناكَ إلّا واحِدٌ ؛ لِأَنَّها بَيعَةٌ عامَّةٌ لا يُثَنّى فيهَا النَّظَرُ ، ولا يُستَأنَفُ فيهَا الخِيارُ .
وأمّا وَلوعُكَ بي في أمرِ عُثمانَ فَما قُلتَ ذلِكَ عَن حَقِّ العِيانِ ، ولا يَقينِ الخُبرِ . وأمّا فَضلي فِي الإِسلامِ وقَرابَتي مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وشَرَفي في قُرَيشٍ فَلَعَمري لَوِ استَطَعتَ دَفعَ ذلِكَ لَدَفَعتَهُ ۱ .