النّاسِ بِالكُفرِ ، مَخافَةَ الفُرقَةِ بَينَ أهلِ الإِسلامِ . فَأَبوكَ كانَ أعرَفَ بِحَقّي مِنكَ . فَإِن تَعرِف مِن حَقّي ما كانَ يَعرِفُ أبوكَ تُصِب رُشدَكَ ، وإن لَم تَفعَل فَسَيُغنِي اللّهُ عَنكَ وَالسَّلامُ ۱ .
۲۳۹۲.عنه عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ إلى مُعاوِيَةَ جَواباً ـ: أمّا بَعدُ ؛ فَإِنّا كُنّا نَحنُ وأنتُم عَلى ما ذَكَرتَ مِنَ الاُلفَةِ وَالجَماعَةِ ، فَفَرَّقَ بَينَنا وبَينَكُم أمسِ أنّا آمَنّا وكَفَرتُم ، وَاليَومَ أنَّا استَقَمنا وفُتِنتُم . وما أسلَمَ مُسلِمُكُم إلّا كَرهاً ، وبَعدَ أن كانَ أنفُ الإِسلامِ كُلُّهُ لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله حِزباً .
وذَكَرتَ أنّي قَتَلتُ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ ، وشَرَّدتُ بِعائِشَةَ ونَزَلتُ بَينَ المِصرَينِ ، وذلِكَ أمرٌ غِبتَ عَنهُ فَلا عَلَيكَ ، ولَا العُذرُ فيهِ إلَيكَ .
وذَكَرتَ أنَّكَ زائِري فِي المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ ، وقَدِ انقَطَعَتِ الهِجرَةُ يَومَ اُسِرَ أخوكَ ، فَإِن كانَ فيكَ عَجَلٌ فَاسْتَرْفِهْ ؛ فَإِنّي إن أزُركَ فَذلِكَ جدَيرٌ أن يَكونَ اللّهُ إنَّما بَعَثَني إلَيكَ لِلنِّقمَةِ مِنكَ ! وإن تَزُرني فَكَما قالَ أخو بَني أَسَدٍ :
مُستَقبِلينَ رِياحَ الصَّيفِ تَضرِبُهُم
بِحاصِبٍ بَينَ أغوارٍ وجُلْمودِ
وعِندِي السَّيفُ الَّذي أعضَضتُهُ بِجَدِّكَ وخالِكَ وأخيكَ في مَقامٍ واحِدٍ . وإنَّكَ وَاللّهِ ـ ما عَلِمتُ ـ الأَغلَفُ القَلبِ ، المُقارِبُ العَقلِ ، وَالأَولى أن يُقالَ لَكَ : إنَّكَ رَقيتَ سُلَّماً أطلَعَكَ مَطلَعَ سوءٍ عَلَيكَ لا لَكَ ، لِأَنَّكَ نَشَدتَ غَيرَ ضالَّتِكَ ، ورَعيتَ غَيرَ سائِمَتِكَ ، وطَلَبتَ أمراً لَستَ مِن أهلِهِ ولا في مَعدِنِهِ ، فَما أبعَدَ قَولَكَ مِن فِعلِكَ ! وقَريبٌ ما أشبَهتَ ۲ مِن أعمامٍ وأخوالٍ ! حَمَلَتهُمُ الشَّقاوَةُ وتَمَنِّي الباطِلِ عَلَى الجُحود