رَكِبوا خَلفَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ فَرَدّوهُ وقالوا : اِرجِع يا أميرَ المُؤمِنينَ ! فَإِنَّنا عاقِدونَ لَكَ جِسرا .
قالَ : فَرَجَعَ عَلِيٌّ إلَى الرَّقَّةِ ، وعَقَدوا لَهُ جِسرا عَلَى الفُراتِ ، ونادى في أصحابِهِ أنِ اركَبوا ! فَرَكِبَتِ النّاسُ وعَبَرَتِ الأَثقالُ كُلُّها ، وعَبَرَ النّاسُ بِأَجمَعِهِم ، وعَلِيٌّ واقِفٌ في ألفِ فارِسٍ مِن أصحابِهِ ، ثُمَّ عَبَرَ آخِرَ النّاسِ ۱ .
6 / 10
كِتابُ الإِمامِ إلى مُعاوِيَةَ وجَوابُهُ
۲۴۳۵.وقعة صفّين عن أبي الوداك :إنَّ طائِفَةً مِن أصحابِ عَلِيٍّ قالوا لَهُ : اُكتُب إلى مُعاوِيَةَ وإلى مَن قِبَلَهُ مِن قَومِكَ بِكِتابٍ تَدعوهُم فيهِ إلَيكَ وتَأمُرُهُم بِتَركِ ماهُم فيهِ مِنَ الخَطَأِ فَإِنَّ الحُجَّةَ لَن تَزدادَ عَلَيهِم بِذلِكَ إلّا عِظَما ، فَكَتَبَ إلَيهِم :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلى مُعاوِيَةَ وإلى مَن قِبَلَهُ مِن قُرَيشٍ .
سَلامٌ عَلَيكُم فَإِنّي أحمَدُ اللّهَ إلَيكُمُ اللّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ .
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ للّهِِ عِبادا آمَنوا بِالتَّنزيلِ ، وعَرَفُوا التَّأوِيلَ ، وفَقُهوا فِي الدِّينِ ، وبَيَّنَ اللّهُ فَضلَهُم فِي القُرآنِ الحَكيمِ ، وأنتُم في ذلِكَ الزَّمانِ أعداءٌ لِرَسولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ ، تُكَذِّبونَ بِالكِتابِ ، مُجمِعونَ عَلى حَربِ المُسلِمينَ ، مَن ثَقِفتُم مِنهُم حَبَستُموهُ أو عَذَّبتُموهُ أو قَتَلتُموهُ ، حَتّى أرادَ اللّهُ إعزازَ دينِهِ وإظهارَ رَسولِهِ ، ودَخَلَتِ العَرَبُ في دينِهِ أفواجا ، وأسلَمَت لَهُ هذِهِ الاُمَّةُ طَوعا وكَرها ، وكُنتُم مِمَّن دَخَلَ في هذَا الدّين