41
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

فَحَسَبوا ، فَوَجَدُوا الَّذي يُصيبُ كُلَّ رَجُلٍ مِنَ المُسلِمينَ ثَلاثَةَ دَنانيرَ ، فَأَعطَوُا النّاسَ . فَأَقبَلَ إلَيهِم طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ ، ومَعَ كُلِّ واحِدٍ مِنهُمَا ابنُهُ ، فَدَفَعوا إلى كُلِّ واحِدٍ مِنهُم ثَلاثَةَ دَنانيرَ . فَقالَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ : لَيسَ هكَذا كانَ يُعطينا عُمَرُ ! فَهذا مِنكُم أو عَن أمرِ صاحِبِكُم ؟ قالوا : بَل هكَذا أمَرَنا أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام .
فَمَضَيا إلَيهِ ، فَوَجَداهُ في بَعضِ أموالِهِ قائِما فِي الشَّمسِ عَلى أجيرٍ لَهُ يَعمَلُ بَينَ يَدَيهِ ، فَقالا : تَرى أن تَرتَفِعَ مَعَنا إلَى الظِّلِّ ؟ قالَ : نَعَم .
فَقالا لَهُ : إنّا أتَينا إلى عُمّالِكَ عَلى قِسمَةِ هذَا الفَيءِ ، فَأَعطَوا كُلَّ واحِدٍ مِنّا مِثلَ ما أعطَوا سائِرَ النّاسِ !
قالَ : وما تُريدانِ ؟ !
قالا : لَيسَ كَذلِكَ كانَ يُعطينا عُمَرُ !
قالَ : فَما كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُعطيكُما ؟ فَسَكَتا ، فَقالَ : أ لَيسَ كانَ صلى الله عليه و آله يَقسِمُ بِالسَّوِيَّةِ بَينَ المُسلِمينَ مِن غَيرِ زِيادَةٍ ؟ !
قالا : نَعَم .
قالَ : أفَسُنَّةُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أولى بِالاِتِّباع عِندَكُما ، أم سُنَّةُ عُمَرَ ؟ !
قالا : سُنَّةُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ولكِن يا أميرَ المُؤمِنينَ لَنا سابِقَةٌ وغَناءٌ وقَرابَةٌ ، فإِن رَأَيتَ ألّا تُسَوّيَنا بِالنّاسِ فَافعَل .
قالَ : سابِقَتُكُما أسبَقُ ، أم سابِقَتي ؟ قالا : سابِقَتُكَ .
قالَ : فَقَرابَتُكُما أقرَبُ ، أم قَرابَتي ؟ قالا : قَرابَتُكَ .
قالَ : فَغَناؤُكُما أعظَمُ أم غَنائي ؟ قالا : بَل أنتَ يا أميرَ المُؤمِنينَ أعظَمُ غَناءً .
قالَ : فَوَاللّهِ ، ما أنَا وأجيري هذا في هذَا المالِ إلّا بِمَنزِلَةٍ واحِدَةٍ ! ! ۱

1.دعائم الإسلام : ج۱ ص۳۸۴ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۱۱ نحوه وفيه من «قالا : ليس فكذلك...»، بحار الأنوار : ج۴۱ ص۱۱۶ ح۲۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
40

لَكُما عُذرا .
قالا : ما كُنّا بِالَّذي يُكَلِّفُكَ ذلِكَ ، ولَو كَلَّفناكَهُ لَما أجابَكَ المُسلِمونَ .
فَقالَ لَهُما : فَما أصنَعُ ؟
قالا : سَمِعنا ما عِندَكَ ۱ .

۲۰۲۵.المناقب للخوارزمي عن أبي بشير الشيباني :لَم يَكُن [بَعدَ بَيعَةِ عَلِيٍّ عليه السلام ]إلّا يَسيرا حَتّى دَخَلَ عَلَيهِ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ ، فَقالا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّ أرضَنا أرضٌ شَديدَةٌ ، وعِيالَنا كَثيرٌ ، ونَفَقَتَنا قَليلَةٌ !
قالَ : أ لَم أقُل لَكُم إنّي لا اُعطي أحَدا دونَ أحَدٍ ؟ !
قالا : نَعَم .
قالَ : فَأْتوني بِأَصحابِكُم ، فَإِن رَضوا بِذلِكَ أعطَيتُكُم ، وإلّا لَم اُعطِكُم دونَهُم . ولَو كانَ عِندي شَيءٌ أعطَيتُكُم مِنَ الَّذي لي؛ لَوِ انتَظَرتُم حَتّى يَخرُجَ عَطائي أعطَيتُكُم مِن عَطائي .
فَقالا : ما نُريدُ مِن مالِكَ شَيئا . وخَرَجا مِن عِندِهِ . فَلَم يَلبَثا إلّا قَليلاً حَتّى دَخَلا عَلَيهِ ، فَقالا : أ تَأذَنُ لَنا فِي العُمرَةِ ؟
قالَ : ما تُريدانِ العُمرَةَ ، ولكِن تُريدانِ الغُدرَةَ ۲ .

۲۰۲۶.دعائم الإسلام :رُوّينا عَن عَلِيٍّ عليه السلام أنَّهُ أمَرَ عَمَّارَ بنَ ياسِرٍ ، وعُبيدَ اللّهِ بنَ أبي رافِعٍ ، وأبَا الهَيثَمِ بنَ تَيِّهانَ ، أن يُقَسِّموا فَيئا بَينَ المُسلِمينَ ، وقالَ لَهُم : اِعدِلوا فيهِ ، ولا تُفَضِّلوا أحَدا عَلى أحَدٍ .

1.الجمل : ص۱۶۴ .

2.المناقب للخوارزمي ، طبعة مكتبة نينوى : ص۱۱۲ وطبعة مؤسّسة النشر الإسلامي : ص۱۷۸ ح۲۱۶ وفيه جميع ضمائر المثنّى بصيغة الجمع ، تذكرة الخواصّ : ص۵۹ نحوه وراجع الكافئة : ص۱۴ ح۱۲ و۱۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99671
صفحه از 670
پرینت  ارسال به