411
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

مَنَعَهُمُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ !
فَقالَ صَعصَعَةُ : إنَّما يَمنَعُهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ يَومَ القِيامَةِ الكَفَرَةَ الفَسقَةَ وشَرَبَةَ الخَمرِ ، ضَربَكَ وضَربَ هذَا الفاسِقِ ـ يَعنِي الوَليدَ بنَ عُقبَةَ ـ.
قالَ : فَتَواثَبوا إلَيهِ يَشتُمونَهُ ويَتَهَدَّدونَهُ ، فَقالَ مُعاوِيَةُ : كُفّوا عَنِ الرَّجُلِ فَإِنَّهُ رَسولٌ ۱ .

۲۴۴۳.الفتوح :دَعا عَلِيٌّ رضى الله عنه بِشَبَثِ ۲ بنِ رِبعِيٍّ الرِّياحِيِّ وصَعصَعَةَ بنِ صوحانَ العَبدِيِّ فَقالَ لَهُما : اِنطَلِقا إلى مُعاوِيَةَ فَقولا لَهُ : إنَّ خَيلَكَ قَد حالَت بَينَنا وبَينَ الماءِ ، ولَو كُنّا سَبَقناكَ لَم نَحُل بَينَكَ وبَينَهُ ، فَإِن شِئتَ فَخَلِّ عَنِ الماءِ حَتّى نَستَوِيَ فيهِ نَحنُ وأنتَ ، وإن شِئتَ قاتَلناكَ عَلَيهِ حَتّى يَكونَ لِمَن غَلَبَ ، وتَرَكنا ما جِئنا لَهُ مِنَ الحَربِ .
قالَ : فَأَقبَلَ شَبَثٌ فَقالَ : يا مُعاوِيَةُ ! إنَّكَ لَستَ بِأَحَقَّ مِن هذَا الماءِ مِنّا فَخَلِّ عَنِ الماءِ ، فَإِنَّنا لا نَموتُ عَطَشا وسُيوفُنا عَلى عَواتِقِنا .
ثُمَّ تَكَلَّمَ صَعصَعَةُ بنُ صوحانَ فَقالَ : يا مُعاوِيَةُ ! إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ يَقولُ لَكَ : إنَّنا قَد سِرنا مَسيرَنا هذا وإنّي أكرَهُ قِتالَكُم قَبلَ الإِعذارِ إلَيكُم ، فَإِنَّكَ قَدَّمتَ خَيلَكَ فَقاتَلتَنا مِن قَبلِ أن نُقاتِلَكَ وبَدَأتَنا بِالقِتالِ ، ونَحنُ مَن رَأَينَا الكَفَّ حَتّى نُعذِرَ إلَيكَ ونَحتَجَّ عَلَيكَ ، وهذِهِ مَرَّةٌ اُخرى قَد فَعَلتُموها ، حُلتُم بَينَ النّاسِ وَالماءِ ، وَايمُ اللّهِ لَنَشَربَنَّ مِنهُ شِئتَ أم أبَيتَ ! فَامنُن إن قَدَرتَ عَلَيهِ مِن قَبلِ أن نَغلِب

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۷۱ ، شرح نهج البلاغة : ج۳ ص۳۱۸ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۶۴ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۲۴ كلاهما نحوه وفيه «الأشعث» بدل «صعصعة بن صوحان» ؛ وقعة صفّين : ص۱۶۰ .

2.كما في تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۴۰ وبالأصل «شبيب» وهو خطأ . ولم يرد ذكره فيمن أرسله عليّ إلى معاوية ، بل ذكر فقط صعصعة بن صوحان (تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۳۹ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۶۴ ، وقعة صفّين : ص۱۶۱) وفي الإمامة والسياسة ج۱ ص۱۲۵ : أنّ عليّا أرسل الأشعث بن قيس لمناقشة معاوية في أمر منع الماء .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
410

۲۴۴۲.تاريخ الطبري عن عبد اللّه بن عوف بن الأحمر :لَمّا قَدِمنا عَلى مُعاوِيَةَ وأهلِ الشّامِ بِصِفّينَ وَجَدناهُم قَد نَزَلوا مَنزِلاً اختاروهُ مُستَوِيا بَساطا واسِعا ، أخَذُوا الشَّريعَةَ ، فَهِيَ في أيديهِم ، وقَد صَفَّ أبُو الأَعوَرِ السُّلَمِيُّ عَلَيهَا الخَيلَ وَالرِّجالَ ، وقَد قَدَّمَ المُرامِيَةَ أمامَ مَن مَعَهُ ، وصَفَّ صَفّا مَعَهُم مِنَ الرِّماحِ وَالدَّرَقِ ۱ ، وعَلى رُؤوسِهِمُ البيضُ ، وقَد أجمَعوا عَلى أن يَمنَعونَا الماءَ .
فَفَزِعنا إلى أميرِ المُؤمِنينَ ، فَخَبَّرناهُ بِذلِكَ ، فَدَعا صَعصَعَةَ بنَ صوحانَ فَقالَ لَهُ : اِيتِ مُعاوِيةَ وقُل لَهُ : إنّا سِرنا مَسيرَنا هذا إلَيكُم ، ونَحنُ نَكرَهُ قِتالَكُم قَبلَ الإِعذارِ إلَيكُم ، وإنَّكَ قَدَّمتَ إلَينا خَيلَكَ ورِجالَكَ فَقاتَلتَنا قَبلَ أن نُقاتِلَكَ ، وبَدَأتَنا بِالقِتالِ ، ونَحنُ مَن رَأَينَا الكَفَّ عَنكَ حَتّى نَدعُوَكَ ونَحتَجَّ عَلَيكَ .
وهذِهِ اُخرى قَد فَعَلتُموها ، قَد حُلتُم بَينَ النّاسِ وبَينَ الماءِ ، وَالنّاسُ غَيرُ مُنتَهينَ أو يَشرَبوا ، فَابَعث إلى أصحابِكَ فَليُخَلّوا بَينَ النّاسِ وبَينَ الماءِ ، ويَكُفّوا حَتّى نَنظُرَ فيما بَينَنا وبَينَكُم ، وفيما قَدِمنا لَهُ وقَدِمتُم لَهُ ، وإن كانَ أعجَبَ إلَيكَ أن نَترُكَ ما جِئنا لَهُ ، ونَترُكَ النّاسَ يَقتَتِلونَ عَلَى الماءِ حَتّى يَكونَ الغالِبُ هُوَ الشّارِبَ ، فَعَلنا .
فَقالَ مُعاوِيَةُ لِأَصحابِهِ : ما تَرَونَ ؟
فَقالَ الوَليدُ بنُ عُقبَةَ : اِمنَعهُمُ الماءَ كَما مَنَعوهُ عُثمانَ بنَ عَفّانَ ؛ حَصَروهُ أربَعينَ صَباحا يَمنَعونَهُ بَردَ الماءِ ، ولينَ الطَّعامِ . اُقتُلهُم عَطَشا ، قَتَلَهُمُ اللّهُ عَطَشا !
فَقالَ لَهُ عَمرُو بنُ العاصِ : خَلِّ بَينَهُم وبَينَ الماءِ ، فَإِنَّ القَومَ لَن يَعطَشوا وأنتَ رَيّانُ ، ولكِن بِغَيرِ الماءِ ، فَانظُر ما بَينَكَ وبَينَهُم .
فَأَعادَ الوَليدُ بنُ عُقبَةَ مَقالَتَهُ . وقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ أبي سَرحٍ : اِمنَعُهُم الماءَ إلَى اللَّيلِ ، فَإِنَّهُم إن لَم يَقدِروا عَلَيهِ رَجَعوا ، ولَو قَد رَجَعوا كانَ رُجوعُهُم فَلّاً . اِمنَعهُمُ الماء

1.الدَّرَق : جمع دَرَقة وهي تُرسٌ من جلود ليس فيه خشب ولا عقب (لسان العرب : ج۱۰ ص۹۵) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99686
صفحه از 670
پرینت  ارسال به