مَنَعَهُمُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ !
فَقالَ صَعصَعَةُ : إنَّما يَمنَعُهُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ يَومَ القِيامَةِ الكَفَرَةَ الفَسقَةَ وشَرَبَةَ الخَمرِ ، ضَربَكَ وضَربَ هذَا الفاسِقِ ـ يَعنِي الوَليدَ بنَ عُقبَةَ ـ.
قالَ : فَتَواثَبوا إلَيهِ يَشتُمونَهُ ويَتَهَدَّدونَهُ ، فَقالَ مُعاوِيَةُ : كُفّوا عَنِ الرَّجُلِ فَإِنَّهُ رَسولٌ ۱ .
۲۴۴۳.الفتوح :دَعا عَلِيٌّ رضى الله عنه بِشَبَثِ ۲ بنِ رِبعِيٍّ الرِّياحِيِّ وصَعصَعَةَ بنِ صوحانَ العَبدِيِّ فَقالَ لَهُما : اِنطَلِقا إلى مُعاوِيَةَ فَقولا لَهُ : إنَّ خَيلَكَ قَد حالَت بَينَنا وبَينَ الماءِ ، ولَو كُنّا سَبَقناكَ لَم نَحُل بَينَكَ وبَينَهُ ، فَإِن شِئتَ فَخَلِّ عَنِ الماءِ حَتّى نَستَوِيَ فيهِ نَحنُ وأنتَ ، وإن شِئتَ قاتَلناكَ عَلَيهِ حَتّى يَكونَ لِمَن غَلَبَ ، وتَرَكنا ما جِئنا لَهُ مِنَ الحَربِ .
قالَ : فَأَقبَلَ شَبَثٌ فَقالَ : يا مُعاوِيَةُ ! إنَّكَ لَستَ بِأَحَقَّ مِن هذَا الماءِ مِنّا فَخَلِّ عَنِ الماءِ ، فَإِنَّنا لا نَموتُ عَطَشا وسُيوفُنا عَلى عَواتِقِنا .
ثُمَّ تَكَلَّمَ صَعصَعَةُ بنُ صوحانَ فَقالَ : يا مُعاوِيَةُ ! إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ يَقولُ لَكَ : إنَّنا قَد سِرنا مَسيرَنا هذا وإنّي أكرَهُ قِتالَكُم قَبلَ الإِعذارِ إلَيكُم ، فَإِنَّكَ قَدَّمتَ خَيلَكَ فَقاتَلتَنا مِن قَبلِ أن نُقاتِلَكَ وبَدَأتَنا بِالقِتالِ ، ونَحنُ مَن رَأَينَا الكَفَّ حَتّى نُعذِرَ إلَيكَ ونَحتَجَّ عَلَيكَ ، وهذِهِ مَرَّةٌ اُخرى قَد فَعَلتُموها ، حُلتُم بَينَ النّاسِ وَالماءِ ، وَايمُ اللّهِ لَنَشَربَنَّ مِنهُ شِئتَ أم أبَيتَ ! فَامنُن إن قَدَرتَ عَلَيهِ مِن قَبلِ أن نَغلِب
1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۷۱ ، شرح نهج البلاغة : ج۳ ص۳۱۸ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۶۴ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۲۴ كلاهما نحوه وفيه «الأشعث» بدل «صعصعة بن صوحان» ؛ وقعة صفّين : ص۱۶۰ .
2.كما في تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۴۰ وبالأصل «شبيب» وهو خطأ .
ولم يرد ذكره فيمن أرسله عليّ إلى معاوية ، بل ذكر فقط صعصعة بن صوحان (تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۳۹ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۶۴ ، وقعة صفّين : ص۱۶۱) وفي الإمامة والسياسة ج۱ ص۱۲۵ : أنّ عليّا أرسل الأشعث بن قيس لمناقشة معاوية في أمر منع الماء .