عَشَرَ ألفا ، فحََمَلوا عَلَى عَمرٍو ومَن مَعَهُ مِن أهلِ الشّامِ ، فَأَزالوهُم عَنِ الماءِ حَتّى غَمَسَت خَيلُ عَلِيٍّ سَنابِكَها فِي الماءِ ۱ .
۲۴۴۷.الكامل في التاريخـ بَعدَ ذِكرِ إرسالِ الإِمامِ عليه السلام صَعصَعَةَ لِمُعاوِيَةَ كَي يُكَلِّمَهُ بِشَأنِ الشَّريعَةِ ـ: فَرَجَعَ صَعصَعَةُ [حينَ بَعَثَهُ الإِمامِ عليه السلام إلى مُعاوِيَةَ ]فَأَخبَرَهُ بِما كانَ ، وأنَّ مُعاوِيَةَ قالَ : سَيَأتيكُم رَأيي ، فَسَرَّبَ الخَيلَ إلى أبِي الأَعوَرِ لِيَمنَعَهُمُ الماءَ .
فَلَمّا سَمِعَ عَلِيٌّ ذلِكَ قالَ : قاتِلوهُم عَلَى الماءِ .
فَقالَ الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ الكِندِيُّ : أنَا أسيرُ إلَيهِم . فَسارَ إلَيهِم ، فَلَمّا دَنَوا مِنهُم ثاروا في وُجوهِهِم فَرَمَوهُم بِالنَّبلِ ، فَتَرامَوا ساعَةً ثُمَّ تَطاعَنوا بِالرِّماحِ ، ثُمَّ صاروا إلَى السُّيوفِ فَاقتَتَلوا ساعَةً .
وأرسَلَ مُعاوِيَةُ يَزيدَ بنَ أسَدٍ البَجَلِيَّ القَسرِيَّ ـ جَدَّ خالِدِ بنِ عَبدِ اللّهِ القَسرِيِّ ـ فِي الخَيلِ إلى أبِي الأَعوَرِ ، فَأَقبَلوا .
فَأَرسَلَ عَلِيٌّ شَبَثَ بنَ رِبعِيِّ الرِّياحِيَّ ، فَازدادَ القِتالُ .
فَأَرسَلَ مُعاوِيَةُ عَمرَو بنَ العاصِ في جُندٍ كثيرٍ ، فَأَخَذَ يُمِدُّ أبَا الأَعوَرِ ويَزيدَ بنَ أسَدٍ .
وأرسَلَ عَلِيٌّ الأَشتَرَ في جَمعٍ عَظيمٍ ، وجَعَلَ يُمِدُّ الأَشعَثَ وشَبَثا ، فَاشتَدَّ القِتالُ .
فَقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَوفٍ الأَزدِيُّ الأَحمَرِيُّ :
خَلّوا لَنا ماءَ الفُراتِ الجاري
أوِ اثبُتوا لِجَحفَلٍ جَرَّارِ
لِكُلِّ قَرمٍ مُستَميتٍ شاري
مُطاعِنٍ بِرُمحِهِ كَرّارِ
ضَرّابِ هاماتِ العِدى مِغوارِ
لم يَخشَ غَيرَ الواحِدِ القَهّارِ
وقاتَلوهُم حَتّى خَلَّوا بَينَهُم وبَينَ الماءِ ، وصارَ في أيدي أصحابِ عَلِيٍّ ۲ .