ثُمَّ خَرَجَ إلَيهِ فارِسٌ يُقالُ لَهُ : الأَجلَحُ ـ وكانَ مِن أعلامِ العَربِ وفُرسانِها ، وكانَ عَلى فَرَسٍ يُقالُ لَهُ : لاحِقٌ ـ فَلَمَّا استَقبَلَهُ الأُشتَرُ كَرِهَ لِقاءَهُ وَاستَحيا أن يَرجِعَ ، فَخَرَجَ إلَيهِ . . . فَشَدَّ عَلَيهِ الأَشتَرُ . . . فَضَرَبَهُ .
ثُمَّ خَرَجَ إلَيهِ مُحَمَّدُ بنُ رَوضَةَ وهُوَ يَضرِبُ في أهلِ العِراقِ ضَربا مُنكَرا . . . فَشَدَّ عَلَيهِ الأَشتَرُ . . . ثُمَّ ضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ . . . .
ثُمَّ أقبَلَ الأَشتَرُ يَضرِبُ بِسَيفِهِ جُمهورَ النّاسِ حَتّى كَشَفَ أهلَ الشّامِ عَن الماءِ ۱ .
۲۴۴۹.شرح نهج البلاغة :لَمّا مَلَكَ عَسكَرُ مُعاوِيَةَ عَلَيهِ [عَلَى الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام ]الماءَ ، وأحاطوا بِشَريعَةِ الفُراتِ ، وقالَت رُؤَساءُ الشّامِ لَهُ : اقتُلهُم بِالعَطَشِ كَما قَتَلوا عُثمانَ عَطَشا ، سَأَلَهُم عَلِيٌّ عليه السلام وأصحابُهُ أن يُشرِعوا لَهُم شُربَ الماءِ ، فَقالوا : لا وَاللّهِ ، ولا قَطرَةً حَتّى تَموتَ ظَمَأً كَما ماتَ ابنُ عَفّانَ .
فَلَمّا رَأى عليه السلام أنَّهُ المَوتُ لا مَحالَةَ تَقَدَّمَ بِأَصحابِهِ ، وحَمَلَ عَلى عَساكِرِ مُعاوِيَةَ حَمَلاتٍ كَثيفَةٍ ، حَتّى أزالَهُم عَن مَراكِزِهِم بَعدَ قَتلٍ ذَريعٍ ؛ سَقَطَت مِنهُ الرُّؤوسُ وَالأَيدي ، ومَلَكوا عَلَيهِمُ الماءَ ، وصارَ أصحابُ مُعاوِيَةَ فِي الفَلاةِ ، لا ماءَ لَهُم ۲ .
7 / 5
مُكافَأَةُ الإِساءَةِ بِالإِحسانِ
۲۴۵۰.الكامل في التاريخـ في ذِكرِ القِتالِ عَلَى الماءِ ـ: قاتَلوهُم حَتّى خَلَّوا بَينَهم وبينَ الماءِ ، وصارَ في أيدي أصحابِ عَلِيٍّ ، فَقالوا : وَاللّهِ ، لا نُسقيهِ أهلَ الشّامِ !
فَأَرسَلَ عَلِيٌّ إلى أصحابِهِ : أن خُذوا مِنَ الماءِ حاجتَكُم ، وخَلّوا عَنهُم ، فَإِنَّ اللّه