قالَ أبومِخنَفٍ : فَحَدَّثَني سَعدٌ أبُو المُجاهِدِ عَنِ المُحِلِّ بنِ خَليفَةَ ، قالَ : سَمِعتُ زِيادَ بنَ خَصَفَةَ يُحَدِّثُ بِهذَا الحَديثِ .
قالَ : فَلَمّا قَضى مُعاوِيَةُ كَلامَهُ ، حَمِدتُ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ وأثنَيتُ عَلَيهِ ، ثُمَّ قُلتُ : أمّا بَعدُ ، فَإِنّي عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبّي وبِما أنعَمَ عَلَيَّ فَلَن أكونَ ظَهيرا لِلمُجرِمينَ ، ثُمَّ قُمتُ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ لِعَمرِو بنِ العاصِ ـ وكانَ إلى جَنبِهِ جالِسا ـ : لَيسَ يُكَلِّمُ رَجُلٌ مِنّا رَجُلاً مِنهُم فَيُجيبَ إلى خَيرٍ ، مالَهُم عَضَبَهُمُ ۱ اللّهُ بِشَرٍّ ! ما قُلوبُهُم إلّا كَقَلبِ رَجُلٍ واحِدٍ ۲ .
7 / 9
مُناقَشاتُ وَفدِ مُعاوِيَةَ
۲۴۵۹.تاريخ الطبري عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود :إنَّ مُعاوِيَةَ بَعَثَ إلى عَلِيٍّ حَبيبَ بنَ مَسلَمَةَ الفِهرِيَّ وشُرَحبيلَ بنَ السِّمطِ ومَعنَ بنَ يَزيدَ بنِ الأَخنَسِ ، فَدَخَلوا عَلَيهِ وأنَا عِندَهُ ، فَحَمِدَ اللّهَ حَبيبٌ وأثنى عَلَيهِ ثُمَّ قالَ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ عُثمانَ بنَ عفّانَ كانَ خَليفَةً مَهدِيّا يَعمَلُ بِكِتابِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ ويُنيبُ إلى أمرِ اللّهِ تَعالى ، فَاستَثقَلتُم حَياتَهُ وَاستَبطَأتُم وَفاتَهُ فَعَدَوتُم عَلَيهِ فَقَتَلتُموهُ ، فَادفَع إلَينا قَتَلَةَ عُثمانَ ـ إن زَعَمتَ أنَّكَ لَم تَقتُلهُ ـ نَقتُلهُم بِهِ ، ثُمَّ اعتَزِل أمرَ النّاسِ فَيَكونَ أمرُهُم شورى بَينَهُم ، يُوَلِّي النّاسُ أمرَهُم مَن أجمَعَ عَلَيهِ رَأيُهُم .
فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ : وما أنتَ لا أمَّ لَكَ وَالعَزلَ وهذَا الأَمرَ ، اسكُت فَإِنَّكَ لَستَ هُناكَ ولا بِأَهلٍ لَهُ .