427
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

فَقالَ مِنهُم قائِلٌ : إنَّ النّاسَ يَظُنّونَ أنَّكَ تَكرَهُ الحَربَ كِراهِيَةً لِلمَوتِ ، وإنَّ مِن النّاسِ مَن يَظُنُّ أنَّكَ في شَكٍّ مِن قِتالِ أهلِ الشّامِ .
فَقالَ عليه السلام : ومَتى كُنتُ كارِها لِلحَربِ قَطُّ ؟ إنَّ مِنَ العَجَبِ حُبّي لَها غُلاما ويَفَعا ، وكَراهِيَتي لَها شَيخا بَعدَ نَفادِ العُمُرِ وقُربِ الوَقتِ !
وأمّا شَكّي فِي القَومِ فَلَو شَكَكتُ فيهم لَشَكَكتُ في أهلِ البَصرَةِ ، وَاللّهِ ، لَقَد ضَرَبتُ هذَا الأَمرَ ظَهرا وبَطنا ، فَما وَجَدتُ يَسَعُني إلّا القِتالُ ، أو أن أعصِيَ اللّهَ ورَسولَه ، ولكِنّي أستَأني بِالقَومِ ، عَسى أن يَهتَدوا أو تَهتَدِيَ مِنهُم طائِفَةٌ ، فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لي يَومَ خَيبَرَ : لَأَن يَهدِيَ اللّهُ بِكَ رَجُلاً واحِدا خَيرٌ لَكَ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ ۱ .

۲۴۶۱.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كَلامٍ لَهُ عليه السلام وقَدِ استَبطَأَ أصحابُهُ إذنَهُ لَهُم فِي القِتالِ بِصِفّينَ ـ:َ أمّا قَولُكُم : أكُلَّ ذلِكَ كَراهِيَةَ المَوتِ ؟ فَوَاللّهِ ما اُبالي ، دَخَلتُ إلَى المَوتِ أو خَرَجَ المَوتُ إلَيَّ .
وأمّا قَولُكُم : شَكّا في أهلِ الشّامِ ، فَوَاللّهِ ما دَفَعتُ الحَربَ يَوما إلّا وأنا أطمَعُ أن تَلحَقَ بي طائِفَةٌ فَتَهتَدِيَ بي ، وتَعشُوَ ۲ إلى ضَوئي ، وذلِكَ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن أقتُلَها عَلى ضَلالِها ، وإن كانَت تُبوءُ بِآثامِها ۳ .

1.شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۱۳ ؛ بحار الأنوار : ج۳۲ ص۴۴۷ .

2.يعشو : يُبْصِرُ بها بَصَرا ضَعيفا (النهاية : ج۳ ص۲۴۳) .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۵۵ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۵۵۶ ح۴۶۴ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
426

وأستَغفِرُ اللّهَ لي ولَكُم ولِكُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ ومُسلِمٍ ومُسلِمَةٍ .
فَقالا : اِشهَد أنَّ عُثمانَ قُتِلَ مَظلوما .
فَقالَ لَهُما : لا أقولُ : إنَّهُ قُتِلَ مَظلوما ولا إنَّهُ قُتِلَ ظالِماً .
قالا : فَمَن لَم يَزعُم أنَّ عُثمانَ قُتِلَ مَظلوما فَنَحنُ مِنهُ بُرَآءُ ، ثُمَّ قاما فَانصَرَفا .
فَقالَ عَلِيٌّ : «إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ * وَ مَآ أَنتَ بِهَـدِى الْعُمْىِ عَن ضَلَــلَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَا مَن يُؤْمِنُ بِـئايَـتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ»۱ .
ثُمَّ أقبَلَ عَلِيٌّ عَلى أصحابِهِ فَقالَ : لا يَكُن هؤُلاءِ أولى بِالجِدِّ في ضَلالِهِم مِنكُم بِالجِدِّ في حَقِّكُم وطاعَةِ رَبِّكُم ۲ .

7 / 10

الاِستِئناءُ رَجاءَ الاِهتِداءِ

۲۴۶۰.شرح نهج البلاغة :لَمّا مَلَكَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام الماءَ بِصِفّينَ ، ثُمَّ سَمَحَ لِأَهلِ الشّامِ بِالمُشارَكَةِ فيهِ وَالمُساهَمَةِ ، رَجاءَ أن يَعطِفوا إلَيهِ ، وَاستِمالَةً لِقُلوبِهِم وإظهارا لِلمَعدَلَةِ وحُسنِ السّيرَةِ فيهِم ، مَكَثَ أيّاما لا يُرسِلَ إلى مُعاوِيَةَ، ولا يَأتيهِ مِن عِندِ مُعاوِيَةَ أحَدٌ .
وَاستَبطَأَ أهلُ العِراقِ إذنَهُ لَهُم فِي القِتالِ ، وقالوا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! خَلَّفنا ذَرارِيَّنا ونِساءَنا بِالكوفَةِ ، وجِئنا إلى أطرافِ الشّامِ لِنَتَّخِذَها وَطَنا ؟ ! ائذَن لَنا فِي القِتالِ ، فِإِنَّ النّاسَ قَد قالوا .
قالَ لَُهم عليه السلام : ما قالوا ؟

1.النمل : ۸۰ و ۸۱ .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۷ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۵۹ نحوه وليس فيه من «وقال شرحبيل» إلى «ومسلم ومسلمة» ؛ وقعة صفّين : ص۲۰۰ وراجع تاريخ ابن خلدون : ج۲ ص۶۲۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 100963
صفحه از 670
پرینت  ارسال به