فَقالَ مِنهُم قائِلٌ : إنَّ النّاسَ يَظُنّونَ أنَّكَ تَكرَهُ الحَربَ كِراهِيَةً لِلمَوتِ ، وإنَّ مِن النّاسِ مَن يَظُنُّ أنَّكَ في شَكٍّ مِن قِتالِ أهلِ الشّامِ .
فَقالَ عليه السلام : ومَتى كُنتُ كارِها لِلحَربِ قَطُّ ؟ إنَّ مِنَ العَجَبِ حُبّي لَها غُلاما ويَفَعا ، وكَراهِيَتي لَها شَيخا بَعدَ نَفادِ العُمُرِ وقُربِ الوَقتِ !
وأمّا شَكّي فِي القَومِ فَلَو شَكَكتُ فيهم لَشَكَكتُ في أهلِ البَصرَةِ ، وَاللّهِ ، لَقَد ضَرَبتُ هذَا الأَمرَ ظَهرا وبَطنا ، فَما وَجَدتُ يَسَعُني إلّا القِتالُ ، أو أن أعصِيَ اللّهَ ورَسولَه ، ولكِنّي أستَأني بِالقَومِ ، عَسى أن يَهتَدوا أو تَهتَدِيَ مِنهُم طائِفَةٌ ، فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لي يَومَ خَيبَرَ : لَأَن يَهدِيَ اللّهُ بِكَ رَجُلاً واحِدا خَيرٌ لَكَ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ ۱ .
۲۴۶۱.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كَلامٍ لَهُ عليه السلام وقَدِ استَبطَأَ أصحابُهُ إذنَهُ لَهُم فِي القِتالِ بِصِفّينَ ـ:َ أمّا قَولُكُم : أكُلَّ ذلِكَ كَراهِيَةَ المَوتِ ؟ فَوَاللّهِ ما اُبالي ، دَخَلتُ إلَى المَوتِ أو خَرَجَ المَوتُ إلَيَّ .
وأمّا قَولُكُم : شَكّا في أهلِ الشّامِ ، فَوَاللّهِ ما دَفَعتُ الحَربَ يَوما إلّا وأنا أطمَعُ أن تَلحَقَ بي طائِفَةٌ فَتَهتَدِيَ بي ، وتَعشُوَ ۲ إلى ضَوئي ، وذلِكَ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن أقتُلَها عَلى ضَلالِها ، وإن كانَت تُبوءُ بِآثامِها ۳ .