التواضع النابع من وعيه الفذّ ، ومعرفته العظيمة .
۲۵۱۲.الفتوح :خَرَجَ رَجُلٌ مِن أهلِ العِراقِ عَلى فَرَسٍ لَهُ كُمَيتٍ ـ لا يُرى مِنهُ إلّا حَماليقُ الحَدَقِ ، وفي يَدِهِ رُمحٌ لَهُ ـ فَجَعَلَ يَضرِبُ بِالرُّمحِ عَلى رُؤوسِ أصحابِ عَلِيٍّ ويَقولُ : سَوّوا صُفوفَكُم ! وَالنّاسُ لا يَعرِفونَهُ .
حَتّى إذَا اعتَدَلَتِ الصُّفوفُ وَالرّاياتُ ، اِستَقبَلَهُم بِوَجهِهِ ووَلّى ظَهرَهُ إلى أهلِ الشّامِ ، ثُمَّ حَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : اِحمَدُوا اللّهِ عِبادَ اللّهِ ، وَاشكُروهُ ؛ إذ جَعَلَ فيكُمُ ابنَ عَمِّ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، ووَصِيَّهُ ، وأحَبَّ الخَلقِ إلَيهِ ، أقدَمَهُم هِجرَةً ، وأوَّلَهُم إيمانا ، سَيفٌ من سُيوفِ اللّهِ صَبَّهُ عَلى أعدائِهِ . فَانظُروا إذا حَمِيَ الوَطيسُ ، وثارَ القَتامُ ، وتَكَسَّرَتِ الرِّماحُ ، وتَثَلَّمَت الِّصفاحُ ، وجالَتِ الخَيلُ بِالأَبطالِ ، ولا أسمَعُ مِنكُم إلّا غَمغَمَةً أو هَمهَمَةً .
قالَ : ثُمَّ حَمَلَ عَلى أهلِ الشّامِ ، فَقاتَلَ حَتّى كُسِرَ رُمحُهُ ، ثُمَّ رَجَعَ فَإِذا هُوَ الأَشتَرُ ۱ .
۲۵۱۳.تاريخ الطبري عن الحرّ بن الصيّاح النخعي :إنَّ الأَشتَرَ يَومَئِذٍ كانَ يُقاتِلُ عَلى فَرَسٍ لَهُ في يَدِهِ صَفيحَةٌ يَمانِيَّةٌ ؛ إذا طَأطَأَها خِلتَ فيها ماءً مُنصَبّا ، وإذا رَفَعَها كادَ يُعشِي البَصرَ شُعاعُها ، وجَعَلَ يَضرِبُ بِسَيفِهِ ويَقولُ :
الغَمَراتُ ثَمَّ يَنجَلينا ۲
۲۵۱۴.تاريخ الطبري عن عبد اللّه بن عاصم الفائشي :حَدَّثَني رَجُلٌ مِن قَومي أنَّ الأَشتَرَ خَرَجَ يَوما يُقاتِلُ بِصِفّينَفي رِجالٍ مِنَ القُرّاءِ ، ورِجالٍ مِن فُرسانِ العَرَبِ ، فَاشتَدَّ قِتالُهُم ، فَخَرَجَ عَلَينا رَجُلٌ ـ وَاللّهِ لَقَلَّما رَأَيتُ رَجُلاً قَطُّ هُوَ أطوَلُ ولا أعَظَمُ مِنهُ ـ فَدَعا إلَى