465
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

۲۵۱۹.تاريخ الطبري عن أبي عبد الرحمن السلمي :كُنّا مَعَ عَلِي بِصِفّينَ ، فَكُنّا قَد وَكَّلنا بِفَرَسِهِ رَجُلَينِ يَحفَظانِهِ ويَمنَعانِهِ مِن أن يَحمِلَ ، فَكانَ إذا حانَت مِنهُما غَفلَةٌ يَحمِلُ ، فَلا يَرجِعُ حَتّى يَخضِبَ سَيفُهُ .
وإنَّهُ حَمَلَ ذاتَ يَومٍ فَلَم يَرجِع حَتَّى انثَنى سَيفُهُ ، فَأَلقاهُ إلَيهِم ، وقالَ : لَولا أنَّهُ انثَنى ما رَجَعتُ ۱ .

۲۵۲۰.تاريخ الطبري عن أبي روق الهمدانيـ في شِدَّةِ حَربِ صِفّينَ ـ: . . . اِنتَهَتِ الهَزيمَةُ إلى عَلِيٍّ ، فَانصَرَفَ يَتَمَشّى نَحوَ المَيسَرَةِ ، فَانكَشَفَت عَنهُ مُضَرُ مِنَ المَيسَرَةِ ، وثَبَتَت رَبيعَةُ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَني مالِكُ بنُ أعيَنَ الجُهَنِيُّ ، عَن زَيدِ بنِ وَهبٍ الجُهَنِيِّ قالَ : مَرَّ عَلِيٌّ مَعَهُ بَنوهُ نَحوَ المَيسَرَةِ ومَعَهُ رَبيعَةُ وَحدَها ، وإنّي لَأَرَى النَّبلَ يَمُرُّ بَينَ عاتِقِهِ ومَنكِبِهِ ، وما مِن بَنيهِ أحَدٌ إلّا يَقيهِ بِنَفسِهِ ، فَيَكرَهُ عَلِيٌّ ذلِكَ ، فَيَتَقَدَّمُ عَلَيهِ فَيَحولُ بَينَ أهلِ الشّامِ وبَينَهُ ، فَيَأخُذُهُ بِيَدِهِ إذا فَعَلَ ذلِكَ فَيُلقيهِ بَينَ يَدَيهِ أو مِن وَرائِهِ .
فَبَصُرَ بِهِ أحمَرُ ـ مَولى أبي سُفيانَ ، أو عُثمانَ ، أو بَعضِ بَني اُمَيَّةَ ـ فَقالَ [أي أحمَرُ] : عَلِيٌّ وَربِّ الكَعبَةِ ! قَتَلَنِي اللّهُ إن لَم أقتُلكَ أو تَقتُلني ، فَأَقبَلَ نَحوَهُ ، فَخَرَجَ إلَيهِ كَيسانُ مَولى عَلِيٍّ ، فَاختَلَفا ضَربَتَينِ ، فَقَتَلَهُ مَولى بَني اُمَيَّةَ ، ويَنتَهِزُهُ عَلِيٌّ ، فَيَقَعُ بِيَدِهِ في جَيبِ دَرعِهِ ، فَيَجبِذُهُ ۲ ، ثُمَّ حَمَلَهُ عَلى عاتِقِهِ ، فَكَأَنّي أنظُرُ إلى رُجَيلَتَيهِ ، تَختَلِفانِ عَلى عُنُقِ عَلِيٍّ ، ثُمَّ ضَرَبَ بِهِ الأَرضَ فَكَسَرَ مَنكِبَهُ وعَضُدَيهِ ، وشَدَّ ابنا عَلِيٍّ عَلَيهِ حُسَينٌ ومُحَمَّدٌ ، فَضَرَباهُ بِأَسيافِهِما حَتّى بَرَدَ ، فَكَأَنّي أَنظُرُ إلى عَلِيٍّ قائِما ،

1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۴۰ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۸۳ ، الإصابة : ج۶ ص۴۰۵ الرقم۸۹۳۴ وفيه إلى «يخضب سيفه» ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۷۰ ؛ شرح الأخبار : ج۲ ص۳ ح۳۷۹ .

2.جَبَذ يَجبذ : لغة في جَذَبَ (لسان العرب : ج۳ ص۴۷۸) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
464

وَاستَحيا أن يَرجِعَ . . . فَلَمّا غَشِيَهُ الأَشتَرُ بِالرُّمحِ زاغَ عَنهُ عَمرٌو ، فَطَعَنَهُ الأَشتَرُ في وَجهِهِ فَلَم يَصنَعِ الرُّمحُ شَيئا ، وثَقُلَ عَمرٌو فَأَمسَكَ عِنانَ فَرَسِهِ ، وجَعَلَ يَدَه عَلى وَجهِهِ ، ورَجَعَ راكِضا إلَى العَسكَرِ ۱ .

راجع : ج 4 ص 95 (استشهاد مالك الأشتر) .
و ج 7 ص 466 (مالك الأشتر) .

9 / 11

قِتالُ الإِمامِ بِنَفسِهِ

۲۵۱۷.وقعة صفّين عن جابر بن عمير الأنصاريـ في بَيانِ شَجاعَةِ عَلِيٍّ عليه السلام في حَربِ صِفّينَ ـ: لا وَاللّهِ الَّذي بَعَثَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله بِالحَقِّ نَبِيّا ، ما سَمِعنا بِرَئيسِ قَومٍ مُنذُ خَلَقَ اللّهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ أصابَ بِيَدِهِ في يَومٍ واحِدٍ ما أصابَ ؛ إنَّهُ قَتَلَ فيما ذَكَرَ العادّونَ زِيادَةً عَلى خَمسِمِئَةٍ مِن أعلامِ العَرَبِ ، يَخرُجُ بِسَيفِهِ مُنحَنِيا فَيقولُ : مَعذِرَةً إلَى اللّهِ عَزَّ وجَلَّ وإلَيكُم مِن هذا ، لَقَد هَمَمتُ أن أصقُلَهُ ولكِن حَجَزَني عَنهُ أنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ كَثيرا : «لا سَيفَ إلّا ذو الفَقارِ ، ولا فَتى إلّا عَلِيٌّ» وأنا اُقاتِلُ بِهِ دونَهُ .
قالَ : فَكُنّا نَأخُذُهُ فَنُقَوِّمُهُ ، ثُمَّ يَتَناوَلُهُ مِن أيدينا فَيَتَقَحَّمُ بِهِ في عُرضِ الصَّفِّ ، فَلا وَاللّهِ ما لَيثٌ بِأَشَدَّ نِكايَةً في عَدُوِّهِ مِنهُ ، رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ رَحمَةً واسِعَةً ۲ .

۲۵۱۸.ذخائر العقبى عن ابن عبّاسـ وقَد سَأَلَهُ رَجُلٌ : أكانَ عَلِيٌّ رضى الله عنه يُباشِرُ القِتالَ بِنَفسِهِ يَومَ صِفّينَ ؟ ـ: وَاللّهِ ما رَأَيتُ رَجُلاً أطرَحَ لِنَفسِهِ في مَتلَفٍ مِن عَلِيٍّ ، ولَقَد رَأَيتُهُ يَخرُجُ حاسِرَ الرَّأسِ ، بِيَدِهِ السَّيفُ إلَى الرَّجُلِ الدّارعِ فَيَقتُلُهُ ۳ .

1.وقعة صفّين : ص۴۳۹ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۸ ص۷۹ و۸۰ وراجع الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۳۲ .

2.وقعة صفّين : ص۴۷۷ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۱۱ وراجع البداية والنهاية : ج۷ ص۲۶۴ .

3.ذخائر العقبى : ص۱۷۶ ، حياة الحيوان الكبرى : ج۱ ص۵۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 101166
صفحه از 670
پرینت  ارسال به