467
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

۲۵۲۲.وقعة صفّين عن صعصعة بن صوحان :إنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ صافَّ أهلَ الشّامِ ، حَتّى بَرَزَ رَجُلٌ مِن حِميَرٍ مِن آلِ ذي يَزَنَ ، اسمُهُ : كُرَيبُ بنُ الصَّبّاحِ ، لَيسَ في أهلِ الشّامِ يَومَئِذٍ رَجُلٌ أشهَرَ شِدَّةً بِالبَأسِ مِنهُ ، ثُمَّ نادى : مَن يُبارِزُ ؟ فَبَرَزَ إلَيهِ المُرتَفِعُ بنُ الوَضّاحِ الزُّبَيدِيُّ ، فَقَتَلَ المُرتَفِعَ .
ثُمَّ نادى : مَن يُبارِزُ ؟ فَبَرَزَ إلَيهِ الحارِثُ بنُ الجُلاحِ ، فَقَتَلَ .
ثُمَّ نادى : مَن يُبارِزُ ؟ فَبَرَزَ إلَيهِ عائِذُ بنُ مَسروقٍ الهَمدانِيُّ ، فَقَتَلَ عائِذا .
ثُمَّ رَمى بِأَجسادِهِم بَعضَها فَوقَ بَعضٍ ، ثُمَّ قامَ عَلَيها بَغيا وَاعتِداءً . ثُمَّ نادى : هَل بَقِيَ مِن مُبارِزٍ ؟
فَبَرَزَ إلَيهِ عَلِيٌّ ثُمَّ ناداهُ : وَيحَكَ يا كُرَيبُ ! إنّي اُحَذِّرُكَ اللّهَ وبَأسَهُ ونَقِمَتَهُ ، وأدعوكَ إلى سُنَّةِ اللّهِ وسُنَّةِ رَسولِهِ ، وَيحَكَ ! لا يُدخِلَنَّكَ ابنُ آكِلَةِ الأَكبادِ النّارَ .
فَكانَ جَوابُهُ أن قالَ : ما أكثَرَ ما قَد سَمِعنا هذِهِ المَقالَةَ مِنكَ ، فَلا حاجَةَ لَنا فيها . أقدِم إذا شَئتَ ، مَن يَشتَري سَيفي وهذا أثَرُهُ ؟
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، ثُمَّ مَشى إلَيهِ فَلَم يُمهِلهُ أن ضَرَبَهُ ضَربَةً خَرَّ مِنها قَتيلاً يَتَشَحَّطُ في دَمِهِ .
ثُمَّ نادى : مَن يُبارِزُ ؟ فَبَرَزَ إلَيهِ الحارِثُ بنُ وَداعَةَ الحِميَرِيُّ ، فَقَتَلَ الحارِثَ .
ثُمَّ نادى : مَن يُبارِزُ ؟ فَبَرَزَ إلَيهِ المُطاعُ بنُ المُطَّلِبِ القَينِيُّ ، فَقَتَلَ مُطاعا .
ثُمَّ نادى : مَن يَبرُزُ ؟ فَلَم يَبرُز إلَيهِ أحَدٌ .
ثُمَّ إنَّ عَلِيّا نادى : يا مَعشرَ المُسلِمينَ ! «الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَـتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ»۱ ، وَيحَكَ يا مُعاوِيَةُ هَلُمَّ إلَيَّ فَبارِزني ، ولا يُقتَلَن

1.البقرة : ۱۹۴ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
466

وإلى شِبلَيهِ يَضرِبانِ الرَّجُلَ . . . .
ثُمَّ إنَّ أهلَ الشّامِ دَنَوا مِنهُ ، ووَاللّهِ ما يَزيدُهُ قُربُهُم مِنهُ سُرعَةً في مَشيِهِ ، فَقالَ لَهُ الحَسَنُ : ما ضَرَّكَ لَو سَعَيتَ حَتّى تَنتَهِيَ إلى هؤُلاءِ الَّذينَ قَد صَبَروا لِعَدُوِّكَ مِن أصحابِكَ ؟
فَقالَ : يا بُنَيَّ ، إنَّ لِأَبيكَ يَوما لَن يَعدُوَهُ ، ولا يُبطِئُ بِهِ عَنهُ ۱ السَّعيُ ، ولا يُعَجِّلُ بِهِ إلَيهِ المَشيُ ، إنَّ أباكَ وَاللّهِ ما يُبالي أوَقَعَ عَلَى المَوتِ ، أو وَقَعَ المَوتُ عَلَيهِ ! ۲

۲۵۲۱.الأخبار الطوال :كانَ فارِسَ مُعاوِيَةَ الَّذي يَبتَهي ۳ بِهِ حُرَيثٌ مَولاهُ ، وكانَ يَلبَسُ بِزَّةَ مُعاوِيَةَ ، ويَستَلئِمُ سِلاحَهُ ، ويَركَبُ فَرَسَهُ ، ويَحمِلُ مُتَشَبِّها بِمُعاوِيَةَ ، فَإذا حَمَلَ قالَ النّاسُ : هذا مُعاوِيَةُ . وقَد كانَ مُعاوِيَةُ نَهاهُ عَن عَلِيٍّ ، وقالَ : اِجتَنِبهُ ، وضَع رُمحَكَ حَيثُ شِئتَ .
فَخَلا بِهِ عَمرٌو ، وقالَ : ما يَمنَعُكَ مِن مُبارَزَةِ عَلِيٍّ ، وأنتَ لَهُ كُف ءٌ ؟
قالَ : نَهاني مَولايَ عَنهُ .
قالَ : وإنّي وَاللّهِ لَأَرجو إن بارَزتَهُ أن تَقتُلَهُ ، فَتَذَهَبَ بِشَرَفِ ذلِكَ .
فَلَم يَزَل يُزَيِّنُ لَهُ ذلِكَ حَتّى وَقَعَ في قَلبِ حُرَيثٍ . فَلَمّا أصبَحوا خَرَجَ حُرَيثٌ حَتّى قامَ بَينَ الصَّفَّينِ ، وقالَ : يا أبَا الحَسَنِ ، ابرُز إلَيَّ ! أنَا حُرَيثٌ . فَخَرَجَ إلَيهِ عَلِيٌّ عليه السلام ، فَضَرَبَهُ ، فَقَتَلَهُ ۴ .

1.في المصدر : «عند» ، والتصحيح من وقعة صفّين .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۸ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۷۳ ، شرح نهج البلاغة : ج۵ ص۱۹۸ كلاهما نحوه ؛ وقعة صفّين : ص۲۴۸ وراجع البداية والنهاية : ج۷ ص۲۶۵ وكشف الغمّة : ج۱ ص۲۵۱ .

3.ابتهأت بالشيء : أنستَ به وأحببتَ قربه (تاج العروس : ج۱۹ ص۲۳۲) .

4.الأخبار الطوال : ص۱۷۶ ، تاريخ دمشق : ج۱۲ ص۳۳۵ ، الفتوح : ج۳ ص۲۹ ، الفصول المهمّة : ص۹۱ ، المناقب للخوارزمي : ص۲۲۳ ح۲۴۰ ؛ وقعة صفّين : ص۲۷۲ كلّها نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 101156
صفحه از 670
پرینت  ارسال به