وإلى شِبلَيهِ يَضرِبانِ الرَّجُلَ . . . .
ثُمَّ إنَّ أهلَ الشّامِ دَنَوا مِنهُ ، ووَاللّهِ ما يَزيدُهُ قُربُهُم مِنهُ سُرعَةً في مَشيِهِ ، فَقالَ لَهُ الحَسَنُ : ما ضَرَّكَ لَو سَعَيتَ حَتّى تَنتَهِيَ إلى هؤُلاءِ الَّذينَ قَد صَبَروا لِعَدُوِّكَ مِن أصحابِكَ ؟
فَقالَ : يا بُنَيَّ ، إنَّ لِأَبيكَ يَوما لَن يَعدُوَهُ ، ولا يُبطِئُ بِهِ عَنهُ ۱ السَّعيُ ، ولا يُعَجِّلُ بِهِ إلَيهِ المَشيُ ، إنَّ أباكَ وَاللّهِ ما يُبالي أوَقَعَ عَلَى المَوتِ ، أو وَقَعَ المَوتُ عَلَيهِ ! ۲
۲۵۲۱.الأخبار الطوال :كانَ فارِسَ مُعاوِيَةَ الَّذي يَبتَهي ۳ بِهِ حُرَيثٌ مَولاهُ ، وكانَ يَلبَسُ بِزَّةَ مُعاوِيَةَ ، ويَستَلئِمُ سِلاحَهُ ، ويَركَبُ فَرَسَهُ ، ويَحمِلُ مُتَشَبِّها بِمُعاوِيَةَ ، فَإذا حَمَلَ قالَ النّاسُ : هذا مُعاوِيَةُ . وقَد كانَ مُعاوِيَةُ نَهاهُ عَن عَلِيٍّ ، وقالَ : اِجتَنِبهُ ، وضَع رُمحَكَ حَيثُ شِئتَ .
فَخَلا بِهِ عَمرٌو ، وقالَ : ما يَمنَعُكَ مِن مُبارَزَةِ عَلِيٍّ ، وأنتَ لَهُ كُف ءٌ ؟
قالَ : نَهاني مَولايَ عَنهُ .
قالَ : وإنّي وَاللّهِ لَأَرجو إن بارَزتَهُ أن تَقتُلَهُ ، فَتَذَهَبَ بِشَرَفِ ذلِكَ .
فَلَم يَزَل يُزَيِّنُ لَهُ ذلِكَ حَتّى وَقَعَ في قَلبِ حُرَيثٍ . فَلَمّا أصبَحوا خَرَجَ حُرَيثٌ حَتّى قامَ بَينَ الصَّفَّينِ ، وقالَ : يا أبَا الحَسَنِ ، ابرُز إلَيَّ ! أنَا حُرَيثٌ . فَخَرَجَ إلَيهِ عَلِيٌّ عليه السلام ، فَضَرَبَهُ ، فَقَتَلَهُ ۴ .
1.في المصدر : «عند» ، والتصحيح من وقعة صفّين .
2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۸ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۷۳ ، شرح نهج البلاغة : ج۵ ص۱۹۸ كلاهما نحوه ؛ وقعة صفّين : ص۲۴۸ وراجع البداية والنهاية : ج۷ ص۲۶۵ وكشف الغمّة : ج۱ ص۲۵۱ .
3.ابتهأت بالشيء : أنستَ به وأحببتَ قربه (تاج العروس : ج۱۹ ص۲۳۲) .
4.الأخبار الطوال : ص۱۷۶ ، تاريخ دمشق : ج۱۲ ص۳۳۵ ، الفتوح : ج۳ ص۲۹ ، الفصول المهمّة : ص۹۱ ، المناقب للخوارزمي : ص۲۲۳ ح۲۴۰ ؛ وقعة صفّين : ص۲۷۲ كلّها نحوه .