469
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

فَقالَ عُتبَةُ بنُ أبي سُفيانَ : اِلهَوا عَن هذا ؛ كَأَنَّكُم لم تَسمَعوا نِداءَهُ ، فَقَد عَلِمتُم أنَّهُ قَتَلَ حُرَيثا ، وفَضَحَ عَمرا ، ولا أرى أحَدا يَتَحَكَّكُ ۱ بِهِ إلّا قَتَلَهُ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ لِبُسرِ بنِ أرطاةَ :أ تَقومُ لِمُبارَزَتِهِ ؟
فَقالَ : ما أحَدٌ أحَقَّ بِها مِنكَ ، وإذ أبَيتُموهُ فَأَنا لَهُ . . . فَاستَقبَلَهُ بُسرٌ قَريبا مِنَ التَّلِّ وهُوَ مُقَنَّعٌ فِيالحَديدِ لا يُعرَفُ ، فَناداهُ : اُبرُز إلَيَّ أبا حَسَنٍ ! فَانحَدَرَ إلَيهِ عَلى تُؤَدَةٍ غَيرَ مُكتَرِثٍ ، حَتّى إذا قارَبَهُ طَعَنَهُ وهُوَ دارِعٌ ، فَأَلقاهُ عَلَى الأَرضِ ، ومَنَعَ الدِّرعُ السِّنانَ أن يَصِلَ إلَيهِ ، فَاتَّقاهُ بُسرٌ بِعَورَتِهِ وقَصَدَ أن يَكشِفَها يَستَدفِعُ بَأسَهُ ، فَانصَرَفَ عَنهُ عَِليٌّ عليه السلام مُستَدبِرا لَهُ ، فَعَرَفَهُ الأَشتَرُ حينَ سَقَطَ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ هذا بُسرُ بنُ أرطاةَ ، عَدُوُّ اللّهِ وعَدُوُّكَ .
فَقالَ : دَعهُ عَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ ، أبَعدَ أن فَعَلَها . . . .
وقامَ بُسرٌ مِن طَعنَةِ عَلِيٍّ مُوَلِّيا ، ووَلَّت خَيلُهُ ، وناداهُ عَلِيٌّ : يا بُسرُ ، مُعاوِيَةُ كانَ أحَقَّ بِهذا مِنكَ .
فَرَجَعَ بُسرٌ إلى مُعاوِيَةَ ، فَقالَ لَهُ مُعاوِيَةُ : اِرفَع طَرفَكَ قَد أدالَ اللّهُ عَمرا مِنكَ . . . . فَكانَ بُسرٌ بَعدَ ذلِكَ إذا لَقِيَ الخَيلَ الَّتي فيها عَلِيٌّ تَنَحّى ناحِيةً . وتَحامى فُرسانُ أهلِ الشّامِ عَلِيّا ۲ .

۲۵۲۴.الفتوح :خَرَجَ رَجُلٌ مِن أصحابِ مُعاوِيَةَ يُقالُ لَهُ : المُخارِقُ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ ـ وكانَ فارِسا بَطَلاً ـ حَتّى وَقَفَ بَينَ الجَمعَينِ ، ثُمَّ سَأَلَ النِّزالَ ، فَخَرَجَ إلَيهِ المُؤَمَّلُ بنُ عُبَيدٍ المُرادِيُّ ، فَقَتَلَهُ الشّامِيُّ . . . فَلَم يَزَل كَذلِكَ حَتّى قَتَلَ أربَعَةَ نَفَرٍ ، وَاحتَزَّ رَؤوسَهُم ،

1.التحكّك : التحرّش والتعرّض (لسان العرب : ج۱۰ ص۴۱۴) .

2.وقعة صفّين : ص۴۵۸ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۸ ص۹۵ وراجع الفتوح : ج۳ ص۱۰۵ والمناقب للخوارزمي : ص۲۴۰ ح۲۴۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
468

النّاسُ فيما بَينَنا !
فَقالَ عَمرٌو : اِغتَنِمهُ مُنتَهَزا ، قَد قَتَلَ ثَلاثَةً مِن أبطالِ العَرَبِ ، وإنّي أطمَعُ أن يُظفِرَكَ اللّهُ بِهِ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : وَيحَكَ يا عَمرُو ! وَاللّهِ ، إن تُريدُ إلّا أن اُقتَلَ فَتُصيبَ الخِلافَةَ بَعدي ، اذهَب إلَيكَ ، فَلَيسَ مِثلي يُخدَعُ ۱ .

۲۵۲۳.وقعة صفّين عن صعصعة بن صوحان والحارث بن أدهم :بَرَزَ يَومَئِذٍ عُروَةُ بنُ داوُدَ الدِّمَشقِيُّ فَقالَ : إن كانَ مُعاوِيَةُ كَرِهَ مُبارَزَتَكَ يا أبَا الحَسَنِ فَهَلُمَّ إلَيَّ . فَتَقَدَّمَ إلَيهِ عَلِيٌّ ، فَقالَ لَهُ أصحابُهُ : ذَر هذَا الكَلبَ فَإِنَّهُ لَيسَ لَكَ بِخَطَرٍ . فَقالَ : وَاللّهِ ، ما مُعاوِيَةُ اليَومَ بِأغيَظَ لي مِنهُ ، دَعوني وإيّاهُ ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَيهِ فَضَرَبَهُ فَقَطَعَهُ قِطعَتَينِ ، سَقَطَت إحداهُما يَمنَةً ، وَالاُخرى يَسرَةً ، فَارتَجَّ العَسكَرانِ لِهَولِ الضَّربَةِ .
ثُمَّ قالَ : اِذهَب يا عُروَةُ فَأَخبِر قَومَكَ ، أما وَالَّذي بَعَثَ مُحَمَّدا بِالحَقِّ لَقَد عايَنتَ النّارَ وأصبَحتَ مِنَ النّادِمينَ .
وقالَ ابنُ عَمٍّ لِعُروَةَ : وا سوءَ صَباحاه ، قَبَحَ اللّهُ البَقاءَ بَعدَ أبي داوُدَ . . . .
وحَمَلَ ابنُ عَمِّ أبي داوُدَ عَلى عَلِيٍّ فَطَعَنَهُ فَضَرَبَ الرُّمحَ فَبراهُ ، ثُمَّ قَنَّعَهُ ضَربَةً فَأَلحَقَهُ بِأَبيداوُدَ ، ومُعاوِيَةُ واقِفٌ عَلَى التَّلِّ يُبصِرُ ويُشاهِدُ ، فَقالَ : تَبّا لِهذِهِ الرِّجالِ وقُبحا ؛ أما فيهِم مَن يَقتُلُ هذا مبُارَزَةً أو غيلَةً ، أو فِي اخِتِلاطِ الفَيلَقِ وثَوَرانِ النَّقعِ ! فَقالَ الوَليدُ بنُ عُقبَةَ : اُبرُز إلَيهِ أنتَ فَإِنَّكَ أولَى النّاسِ بِمُبارَزَتِهِ .
فَقالَ : وَاللّهِ ، لَقَد دَعاني إلَى البِرازِ حَتَّى استَحيَيتُ مِن قُرَيشٍ ، وإنّي وَاللّهِ لا أبرُزُ إلَيهِ ، ما جُعِلَ العَسكَرُ بَينَ يَدَيِ الرَّئيسِ إلّا وِقايَةً لَهُ .

1.وقعة صفّين : ص۳۱۵ ؛ الفتوح : ج۳ ص۱۱۲ ، الفصول المهمّة : ص۸۸ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۶۴ كلّها نحوه وراجع جواهر المطالب : ج۱ ص۲۶۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 101129
صفحه از 670
پرینت  ارسال به