471
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

9 / 12

طُمَأنينَةُ الإِمامِ في ساحَةِ القِتالِ

۲۵۲۵.وقعة صفّين عن أبي إسحاق :خَرَجَ عَلِيٌّ يَومَ صِفّينَ وفِي يَدِهِ عَنَزَةٌ ، فَمَرَّ عَلى سَعيدِ بنِ قَيسٍ الهَمدانِيِّ ، فَقالَ لَهُ سَعيدٌ : أ ما تَخشى يا أميرَ المُؤمِنينَ أن يَغتالَكَ أحَدٌ وأنتَ قُربَ عَدُوِّكَ ؟ فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : إنَّهُ لَيسَ مِن أحَدٍ إلّا عَلَيهِ مِنَ اللّهِ حَفَظَةٌ يَحفَظونَهُ مِن أن يَتَرَدّى في قَليبٍ ۱ ، أو يَخِرَّ عَلَيهِ حائِطٌ ، أو تُصيبَهُ آفَةٌ ، فَإِذا جاءَ القَدَرُ خَلَّوا بَينَهُ وبَينَهُ ۲ .

۲۵۲۶.الكافي عن سعيد بن قيس الهمداني :نَظَرتُ يَوما فِي الحَربِ إلى رَجُلٍ عَلَيهِ ثَوبانِ فَحَرَّكتُ فَرَسي فَإِذا هُوَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَقُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، في مِثلِ هذَا المَوضِعِ ؟ !
فَقالَ : نَعَم ، يا سَعيدَ بنَ قَيسٍ ، إنَّهُ لَيسَ مِن عَبدٍ إلّا ولَهُ مِنَ اللّهِ حافِظٌ وواقِيَةٌ ، مَعَهُ مَلَكانِ يَحفَظانِهِ مِن أن يَسقُطَ مِن رَأسِ جَبَلٍ ، أو يَقَعَ في بِئرٍ ، فَإِذا نَزَلَ القَضاءُ خَلَّيا بَينَهُ وبَينَ كُلِّ شَيءٍ ۳ .

۲۵۲۷.الإمام عليّ عليه السلامـ وهُوَ يَطوفُ بَينَ الصَّفَّينِ بِصِفّينَ في غِلالَةٍ۴لَمّا قالَ لَهُ الحَسَنُ ابنُهُ : ما هذا زِيُّ الحَربِ ـ: يا بُنَيَّ إنَّ أباكَ لا يُبالي وَقَعَ عَلَى المَوتِ ، أو وَقَعَ المَوتُ عَلَيهِ ۵ .

۲۵۲۸.العقد الفريد :كانَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ رضى الله عنهيَخرُجُ كُلَّ يَومٍ بِصِفّينَ حَتّى يَقِفَ بَين

1.القَلِيب : البئر التي لم تطو (النهاية : ج۴ ص۹۸) .

2.وقعة صفّين : ص۲۵۰ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۴۷۰ ح۴۰۸ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۵ ص۱۹۹ .

3.الكافي : ج۲ ص۵۹ ح۸ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۲۹۷ وفيه «قيس بن سعيد» بدل «سعيد بن قيس» في كلا الموضعين ، بحار الأنوار : ج۵ ص۱۰۵ ح۳۱ وراجع التوحيد : ص۳۶۸ ح۵ ونهج البلاغة : الحكمة ۲۰۱ .

4.الغِلالة : شعار يلبس تحت الثوب (لسان العرب : ج۱۱ ص۵۰۲) .

5.مجمع البيان : ج۱ ص۳۲۰ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۱۹ وراجع وقعة صفّين : ص۲۵۰ وتاريخ الطبري : ج۵ ص۱۹ والكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۷۴ والبداية والنهاية : ج۷ ص۲۶۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
470

وكَشَفَ عَوراتِهِم . قالَ : فَتَحاماهُ النّاسُ خَوفا مِنهُ .
قالَ : ونَظَرَ إلَيهِ عَلِيٌّ رضى الله عنه وقَد فَعَلَ ما فَعَلَ فَخَرَجَ إلَيهِ مُتَنَكّرا ، وحَمَلَ عَلَيهِ الشّامِيُّ وهُوَ لَم يَعرِفهُ ، فَبَدَرَهُ عَلِيٌّ بِضَربَةٍ عَلى حَبلِ عاتِقِهِ فَرَمى بِشِقِّهِ ، ثُمَّ نَزَلَ إلَيهِ فَاحتَزَّ رَأسَهُ ، وقَلَّبَ وَجهَهُ إلَى السَّماءِ ، ولَم يَكشِف عَورَتَهُ . ثُمَّ نادى : هَل مِن مُبارِزٍ ؟
فَخَرَجَ إلَيهِ آخَرُ ، فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ رضى الله عنه ، وفَعَلَ بِهِ كَما فَعَلَ بِالأَوَّلِ . فَلَم يَزَل كَذلِكَ حَتّى قَتَلَ مِنهُم سَبعَةً أم ثَمانِيَةً وهُوَ يَفعَلُ بِهِم كَما يَفعَلُ بِالأَوَّلِ ، ولا يَكشِفُ عَوراتِهِم .
فَأَحجَمَ النّاسُ عَنهُ وتَحامَتهُ الأَبطالُ مِن أصحابِ مُعاوِيَةَ ، ورَدَّها عَن مُعاوِيَةَ عَبدٌ لَهُ يُقالُ لَهُ : حَربٌ ، فَكانَ فارِسا لا يُصطَلى بِنارِهِ . فَقالَ لَهُ مُعاوِيَةُ : وَيحَكَ يا حَربُ ، اخرُج إلى هذَا الفارِسِ فَاكفِني أمرَهُ ، فَإِنَّهُ قَد قَتَلَ مِن أصحابي مَن قَد عَلِمتَ !
قالَ : فَقالَ حَربٌ : جُعِلتُ فِداكَ إنّي وَاللّهِ أرى مَقامَ فارِسٍ بَطَلٍ لَو بَرَزَ إلَيهِ أهلُ عَسكَرِكَ لَأَفناهُم عَن آخِرِهِم ، فَإِن شِئتَ بَرَزتُ إلَيهِ وأنَا أعلَمُ أنَّهُ قاتِلي ، وإن شِئتَ فَإِبقِني لِغَيرِهِ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : لا وَاللّهِ ، ما أُحِبُّ أن تُقتَلَ ، فَقِف مَكانَكَ حَتّى يَخرُجَ إلَيهِ غَيرُكَ .
قالَ : وجَعَلَ يُناديهِم ولا يَخرُجُ إلَيهِ واحدٌ مِنهُم ، فَرَفَعَ المِغفَرَ عَن رَأسِهِ ثُمَّ قالَ : أنَا أبُو الحَسَنِ ثُمَّ رَجَعَ إلى عَسكَرِهِ .
فَقالَ حَربٌ لِمُعاوِيَةَ : جُعِلتُ فِداكَ أ لَم أقُل لَكَ إنّي أعرِفُ مَقامَ الفارِسِ البَطَلِ ۱ .

راجع : ص 493 (وقعة الخميس) .
و ج 5 ص 489 (الخصائص الحربيّة) .

1.الفتوح : ج۳ ص۱۱۱ ؛ كشف الغمّة : ج۱ ص۲۴۶ نحوه وفيه «المخراق» بدل «المخارق» ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۵۹۶ ح۴۷۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 101073
صفحه از 670
پرینت  ارسال به