475
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

دَكادِكِ شَوامِخِ الأَبصارِ ، فَاُلفيتَ كَسَحيقِ الفِهرِ ۱ عَلى صنِّ ۲ الصَّلابَةِ لايَجِدُ الذَّرُّ ۳ فيكَ مَرتَعا .
ولَقَد عَزَمتُ عَزمَةَ مَن لايَعطِفُهُ رِقَّةُ الإِنذارِ ، إن لَم تُبايِن ما قَرَّبتَ بِهِ أمَلَكَ وطالَ لَهُ طَلَبُكَ ، لَاُورِدَنَّكَ ۴ مَورِدا تَستَمِرُّ النَّدامَةَ إن فُسِحَ لَكَ فِي الحَياةِ ، بَل أظُنُّكَ قَبلَ ذلِكَ مِنَ الهالِكينَ ، وبِئسَ الرَّأيُ رَأيٌ يورِدُ أهلَهُ إلَى المَهالِكِ ، ويُمَنّيهِمُ العَطَبَ إلى حينَ لاتَ مَناصٍ . وقَد قُذِفَ بِالحَقِّ عَلَى الباطِلِ ، وظَهَرَ أمرُ اللّهِ وهُم كارِهونَ ، وللّهِِ الحُجَّةُ البالِغَةُ وَالمِنَّةُ الظّاهِرَةُ . وَالسَّلامُ ۵ .

9 / 15

جَوابُ الإِمامِ لِكِتابِ مُعاوِيَةَ

۲۵۳۴.كنز الفوائد :مِن عَبدِ اللّهِ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ إلى مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ .
أمّا بَعدُ ، فَقَد أتانا كِتابُكَ بِتَنويقِ المَقالِ ، وضَربِ الأَمثالِ ، وَانتِحالِ الأَعمالِ ، تَصِفُ الحِكمَةَ ولَستَ مِن أهلِها ، وتذكُرُ التَّقوى وأنتَ عَلى ضِدِّها ، قَدِ اتَّبَعتَ هَواكَ فَحادَ بِكَ عَنِ الحُجَّةِ ۶ ، وألحَجَ ۷ بِكَ عَن سَواءِ السَّبيلِ .
فَأَنتَ تَسحَبُ أذيالَ لَذّاتِ الفِتَنِ ، وتُحيطُ ۸ في زَهرَةِ الدُّنيا ، كَأَنَّكَ لَستَ توقِن

1.الفِهر : الحجر قدر ما يدقّ به الجوز ونحوه (لسان العرب : ج۵ ص۶۶) .

2.كذا في المصدر ، وفي بحار الأنوار نقلاً عن المصدر : «مسنّ» .

3.الذرّ : صغار النمل (لسان العرب : ج۴ ص۳۰۴) .

4.في المصدر : «ولاُوردنّك» ، والتصحيح من بحار الأنوار نقلاً عن المصدر .

5.كنز الفوائد : ج۲ ص۴۲ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۱۲۷ ح۴۱۵ .

6.في بحار الأنوار : «المحجّة» ، ولعلّه أنسب .

7.اللَّحْج : المَيل ، وألحَجَهم إليه : أمالهم (لسان العرب : ج۲ ص۳۵۶) .

8.كذا في المصدر ، وفي بحار الأنوار : «تخبط» .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
474

قالَ : اِحمَدِ اللّهَ وعَورَتَكَ ، أما وَاللّهِ أن لَو عَرَفتَهُ ما أقحَمتَ عَلَيهِ ۱ .

۲۵۳۲.عيون الأخبار عن المدائني :رَأى عَمرُو بنُ العاصِ مُعاوِيَةَ يَوما يَضحَكُ ، فَقالَ لَهُ : مِمَّ تَضحَكُ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أضحَكَ اللّهُ سِنَّكَ ؟ قالَ : أضحَكُ مِن حُضورِ ذِهنِكَ عِندَ إبدائِكَ سَوءَتَكَ يَومَ ابنِ أبي طالِبٍ ! أما وَاللّهِ لَقَد وافَقتَهُ مَنّانا كَريما ، ولَو شاءَ أن يَقتُلَكَ لَقَتَلَكَ .
قالَ عَمرٌو : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أما وَاللّهِ إنّي لَعَن يَمينِكَ حينَ دَعاكَ إلَى البِرازِ فَاحوَلَّت عَيناكَ ، ورَبا سَحرُكَ ، وبَدا مِنكَ ما أكرَهُ ذِكرَهُ لَكَ ، فَمِن نَفسِكَ فَاضحَك أو دَع ! ! ۲ .

9 / 14

كِتابُ مُعاوِيَةِ إلَى الإِمامِ يُهَدِّدُهُ بِالقِتالِ

۲۵۳۳.كنز الفوائد :نُسخَةُ كِتابِ مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ الهَوى يُضِلُّ مَنِ اتَّبَعَهُ ، وَالحِرصَ يُتعِبُ الطّالِبَ المَحرومَ ، وأحمَدُ العاقِبَتَينِ ما هُدِيَ إلى سَبيلِ الرَّشادِ . ومِنَ العَجَبِ العَجيبِ ذامٌّ ومادِحٌ ، وزاهِدٌ وراغِبٌ ، ومُتَوَكِّلٌ وحَريصٌ ، كَلاما ضَرَبتُهُ لَكَ مَثَلاً لِتَدَبَّرَ حِكمَتَهُ بِجَميعِ الفَهمِ ، ومُبايَنَةِ الهَوى ، ومُناصَحَةِ النَّفسِ .
فَلَعَمري يَابنَ أبي طالِبٍ ، لَولَا الرَّحِمُ الَّتي عَطَفَتني عَلَيكَ ، وَالسَّابِقَةُ الَّتي سَلَفَت لَكَ ، لَقَد كانَ اختَطَفَتكَ بَعضُ عُقبانِ أهلِ الشّامِ ، فَصَعِدَ بِكَ فِي الهَواءِ ثُمَّ قَذَفَكَ عَلى

1.وقعة صفّين : ص۴۰۶ و ۴۰۷ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۸ ص۶۰ عن ابن عبّاس وليس فيه الشعر .

2.عيون الأخبار لابن قتيبة : ج۱ ص۱۶۹ ، العقد الفريد : ج۳ ص۳۳۴ عن أبي الحسن وفيه «ولولا ذلك لخرم رفغيك بالرمح» بدل «ولو شاء أن يقتلك لقتلك» ، شرح نهج البلاغة : ج۶ ص۱۰۷ ، المحاسن والمساوئ : ص۵۳ عن الشعبي نحوه وراجع الأمالي للطوسي : ص ۱۳۴ ح۲۱۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 100952
صفحه از 670
پرینت  ارسال به