491
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

9 / 25

كِتابُ مُعاوِيَةَ إلَى ابنِ عَبّاسٍ

۲۵۵۱.وقعة صفّين :كَتَبَ مُعاوِيَةُ إلَى ابنِ عَبّاسٍ :
أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّكُم يا مَعشَرَ بَني هاشِمٍ لَستُم إلى أحَدٍ أسرَعَ بِالمَساءَةِ مِنكُم إلى أنصارِ عُثمانَ بنِ عَفّانَ ، حَتّى إنَّكُم قَتَلتُم طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ لِطَلَبِهِما دَمَهُ ، وَاستِعظامِهِما ما نيلَ مِنهُ ، فَإِن يَكُن ذلِكَ لِسُلطانِ بَني اُمَيَّةَ فَقَد وَلِيَها عَدِيٌّ وتَيْمٌ ، فَلَم تُنافِسوهُم ، وأظهَرتُم لَهُمُ الطّاعَةَ . وقَد وَقَعَ مِنَ الأَمرِ ما قَد تَرى ، وأكَلَت هذِهِ الحُروبُ بَعضُها مِن بَعضٍ حَتَّى استَوَينا فيها ، فَما أطمَعَكُم فينا أطَمَعَنا فيكمُ ، وما آيَسَكُم مِنّا آيَسَنا مِنكُم . وقَد رَجَونا غَيرَ الَّذي كانَ ، وخَشينا دونَ ما وَقَعَ ، ولَستُم بِمُلاقينَا اليَومَ بِأحدَّ مِن حَدِّ أمسِ ، ولا غَدا بِأَحدَّ مِن حَدِّ اليَومِ ، وقَد قَنِعنا بِما كانَ في أيدينا مِن مُلكِ الشّامِ فَاقنَعوا بِما في أيديكُم مِن مُلكِ العِراقِ ، وأبقوا عَلى قُرَيشٍ ؛ فَإِنَّما بَقِيَ مِن رِجالِها سِتَّةٌ ؛ رَجُلانِ بِالشّامِ ، ورَجُلانِ بِالعِراقِ ، ورَجُلانِ بِالحِجازِ ؛ فَأَمَّا اللَّذانِ بِالشّامِ فَأَنَا وعَمرٌو ، وأمَّا اللَّذانِ بِالعِراقِ فَأَنتَ وعَلِيٌّ ، وأمَّا اللَّذانِ بِالحِجازِ فَسَعدٌ وَابنُ عُمَرَ ، وَاثنانِ مِنَ السِّتَّةِ ناصِبانِ لَكَ ، وَاثنانِ واقِفانِ فيكَ ، وأنتَ رَأسُ هذَا الجَمعِ اليَومَ . ولَو بايَعَ لَكَ النّاسُ بَعدَ عُثمانَ كُنّا إلَيكَ أسرَعَ مِنّا إلى عَلِيٍّ ۱ .

9 / 26

جَوابُ ابنِ عَبّاسٍ عَنهُ

۲۵۵۲.وقعة صفّين :لَمَّا انتَهَى الكِتابُ إلَى ابنِ عَبّاسٍ أسخَطَهُ ثُمَّ قالَ : حَتّى مَتى يَخطُبُ ابن

1.وقعة صفّين : ص۴۱۴ ، الدرجات الرفيعة : ص۱۱۲ ؛ الفتوح : ج۳ ص۱۵۲ ، شرح نهج البلاغة : ج۸ ص۶۵ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۳۳ ، المناقب للخوارزمي : ص۲۵۶ ح۲۴۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
490

أمّا بَعدُ : فَإِنّي لا أعلَمُ رَجُلاً مِنَ العَرَبِ أقَلَّ حَياءً مِنكَ ! إنَّهُ مالَ بِكَ إلى مُعاوِيَةَ الهَوى ، وبِعتَهُ دينَكَ بِالثَّمَنِ اليَسيرِ ، ثُمَّ خَبَطتَ لِلنّاسِ في عَشواءَ طَخياءَ طَمَعا في هذَا المُلكِ ، فَلَمّا لَم تَرَ شَيئا أعظَمتَ الدِّماءَ إعظامَ أهلِ الدّينِ ، وأظهَرتَ فيها زَهادَةَ أهلِ الوَرَعِ ، ولا تُريدُ بِذلِكَ إلّا تَهييبَ الحَربِ وكَسرَ أهلِ العِراقِ ؛ فَإِن كُنتَ أرَدتَ اللّهَ بِذلِكَ ، فَدَع مِصرَ وَارجِع إلى بَيتِكَ ؛ فَإِنَّ هذِهِ حَربٌ لَيسَ مُعاوِيَةُ فيها كَعَلِيٍّ ؛ بَدَأَها عَلِيٌّ بِالحَقِّ وَانتَهى فيها إلَى العُذرِ ، وَابتَدَأَها مُعاوِيَةُ بِالبَغيِ فَانتَهى مِنها إلَى السَّرَفِ ، ولَيسَ أهلُ الشّامِ فيها كَأَهلِ العِراقِ ؛ بايَعَ عَلِيّا أهلُ العِراقِ وهُوَ خَيرٌ مِنهُم ، وبايَعَ أهلُ الشّامِ مُعاوِيَةَ وهُم خَيرٌ مِنهُ ، ولَستَ وأنَا فيها سَواءً . أرَدتُ اللّهَ ، وأرَدتَ مِصرَ ، فَإِن تُرِد شَرّا لا يَفُتْنا ، وإن تُرِد خَيرا لا تَسبِقنا .
ثُمَّ دَعَا الفَضلَ بنَ العَبّاسِ بنِ عُتبَةَ فَقالَ : يَابنَ عَمٍّ أجِب عَمرَو بنَ العاصِ ، قالَ :

يا عَمرُو حَسبُكَ مِن خَدعٍ ووَسواسِ
فَاذهَب فَما لَكَ في تَركِ الهُدى آسِ

إلّا بَوادِرَ طَعنٍ۱في نُحورِكُمُ
ووَشكَ ضَربٍ يُفَزّي۲جَلدَةَ الرّاسِ

هذا لَكُم عِندَنا في كُلِّ مَعرَكَةٍ
حَتّى تُطيعوا عَلِيّا وَابنَ عَبّاسِ

أمّا عَلِيٌّ فَإِنَّ اللّهَ فَضَّلَهُ
فَضلاً لَهُ شَرَفٌ عالٍ عَلَى النّاسِ

لا بارَكَ اللّهُ في مِصرَ فَقَد جَلَبَت
شَرّا وحَظُّكَ مِنها حُسوَةُ الحاسي۳

1.في المصدر : «يطعن» ، والصحيح ما أثبتناه كما في شرح نهج البلاغة .

2.كذا في المصدر ، ولعلّه مصحّف عن «يفري» .

3.أنساب الأشراف : ج۳ ص۸۸ ، شرح نهج البلاغة : ج۸ ص۶۴ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۳۲ ؛ وقعة صفّين : ص ۴۱۲ ، الدرجات الرفيعة : ص۱۱۱ كلّها نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 101019
صفحه از 670
پرینت  ارسال به