9 / 25
كِتابُ مُعاوِيَةَ إلَى ابنِ عَبّاسٍ
۲۵۵۱.وقعة صفّين :كَتَبَ مُعاوِيَةُ إلَى ابنِ عَبّاسٍ :
أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّكُم يا مَعشَرَ بَني هاشِمٍ لَستُم إلى أحَدٍ أسرَعَ بِالمَساءَةِ مِنكُم إلى أنصارِ عُثمانَ بنِ عَفّانَ ، حَتّى إنَّكُم قَتَلتُم طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ لِطَلَبِهِما دَمَهُ ، وَاستِعظامِهِما ما نيلَ مِنهُ ، فَإِن يَكُن ذلِكَ لِسُلطانِ بَني اُمَيَّةَ فَقَد وَلِيَها عَدِيٌّ وتَيْمٌ ، فَلَم تُنافِسوهُم ، وأظهَرتُم لَهُمُ الطّاعَةَ . وقَد وَقَعَ مِنَ الأَمرِ ما قَد تَرى ، وأكَلَت هذِهِ الحُروبُ بَعضُها مِن بَعضٍ حَتَّى استَوَينا فيها ، فَما أطمَعَكُم فينا أطَمَعَنا فيكمُ ، وما آيَسَكُم مِنّا آيَسَنا مِنكُم . وقَد رَجَونا غَيرَ الَّذي كانَ ، وخَشينا دونَ ما وَقَعَ ، ولَستُم بِمُلاقينَا اليَومَ بِأحدَّ مِن حَدِّ أمسِ ، ولا غَدا بِأَحدَّ مِن حَدِّ اليَومِ ، وقَد قَنِعنا بِما كانَ في أيدينا مِن مُلكِ الشّامِ فَاقنَعوا بِما في أيديكُم مِن مُلكِ العِراقِ ، وأبقوا عَلى قُرَيشٍ ؛ فَإِنَّما بَقِيَ مِن رِجالِها سِتَّةٌ ؛ رَجُلانِ بِالشّامِ ، ورَجُلانِ بِالعِراقِ ، ورَجُلانِ بِالحِجازِ ؛ فَأَمَّا اللَّذانِ بِالشّامِ فَأَنَا وعَمرٌو ، وأمَّا اللَّذانِ بِالعِراقِ فَأَنتَ وعَلِيٌّ ، وأمَّا اللَّذانِ بِالحِجازِ فَسَعدٌ وَابنُ عُمَرَ ، وَاثنانِ مِنَ السِّتَّةِ ناصِبانِ لَكَ ، وَاثنانِ واقِفانِ فيكَ ، وأنتَ رَأسُ هذَا الجَمعِ اليَومَ . ولَو بايَعَ لَكَ النّاسُ بَعدَ عُثمانَ كُنّا إلَيكَ أسرَعَ مِنّا إلى عَلِيٍّ ۱ .
9 / 26
جَوابُ ابنِ عَبّاسٍ عَنهُ
۲۵۵۲.وقعة صفّين :لَمَّا انتَهَى الكِتابُ إلَى ابنِ عَبّاسٍ أسخَطَهُ ثُمَّ قالَ : حَتّى مَتى يَخطُبُ ابن