495
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

ألا إنَّها إحَنٌ بَدرِيَّةٌ ، وضَغائِنُ اُحُدِيَّةٌ ، وأحقادٌ جاهِلِيَّةٌ ، وَثَبَ بِها مُعاوِيةُ حينَ الغَفلَةِ لِيَذكُرَ بِها ثاراتِ بَني عَبدِ شَمسٍ : «فَقَـتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لآَ أَيْمَـنَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ»۱۲ .

۲۵۵۶.وقعة صفّين عن القعقاع بن الأبرد الطهوي :وَاللّهِ ، إنّي لَواقِفٌ قَريبا مِن عَلِيٍّ بِصِفّينَ يَومَ وَقعَةِ الخَميسِ ، وقَدِ التَقَت مَذحِجٌ ـ وكانوا في مَيمَنَةِ عَلِيٍّ ـ وعَكٌّ وجُذامٌ ولَخمٌ وَالأَشعَرِيّونَ ، وكانوا مُستَبصِرينَ في قِتالِ عَلِيٍّ .
ولَقَد ـ وَاللّهِ ـ رَأَيتُ ذلِكَ اليَومَ مِن قِتالِهِم ، وسَمِعتُ مِن وَقعِ السُّيوفِ عَلَى الرُّؤوسِ ، وخَبطِ الخُيولِ بِحَوافِرِها فِي الأَرضِ وفِي القَتلى ـ مَا الجِبالُ تَهِدُّ ، ولَا الصَّواعِقُ تَصعَقُ بِأَعظَمَ هَولاً فِي الصُّدورِ مِن ذلِكَ الصَّوتِ .
نَظَرتُ إلى عَلِيٍّ وهُوَ قائِمٌ فَدَنَوتُ مِنهُ ، فَسَمِعتُهُ يَقولُ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، وَالمُستَعانُ اللّهُ» .
ثُمَّ نَهَضَ حينَ قامَ قائِمُ الظَّهيرَةِ ، وهُوَ يَقولُ : «رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَـتِحِينَ»۳ .
وحَمَلَ عَلَى النّاسِ بِنَفسِهِ ، وسَيفُهُ مُجَرَّدٌ بِيَدِهِ ، فَلا وَاللّهِ ما حَجَزَ بَينَنا إلَا اللّهُ رَبُّ العالَمينَ ، في قَريبٍ مِن ثُلُثٍ اللَّيلِ ، وقُتِلَت يَومَئِذٍ أعلامُ العَرَبِ ، وكانَ في رأسِ عَلِيٍّ ثَلاثُ ضَرَباتٍ ، وفي وَجهِهِ ضَربَتانِ .
نصر : وقَد قيلَ : إنَّ عَلِيّا لَم يُجرَح قَطُّ .
وقُتِلَ في هذَا اليَومِ خُزَيمَةُ بنُ ثابِتٍ ذُو الشَّهادَتَينِ ، وقُتِلَ مِن أهلِ الشّامِ عَبدُ اللّه

1.التوبة : ۱۲ .

2.الفتوح : ج۳ ص۱۷۴ ؛ المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۱۸۰ وفيه من «ألا إنّ خضاب . . .» .

3.الأعراف : ۸۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
494

۲۵۵۳.تاريخ الطبري عن زيد بن وهب :اِزدَلَفَ النّاسُ يَومَ الأَربَعاءِ ، فَاقتَتَلوا كَأَشَدِّ القِتالِ يَومَهُم حَتَّى اللَّيلِ ، لا يَنصَرِفُ بَعضُهُم عَن بَعضٍ إلّا لِلصَّلاةِ .
وكَثُرَتِ القَتلى بَينَهُم ، وتَحاجَزوا عِندَ اللَّيلِ ، وكُلٌّ غَيرُ غالِبٍ ، فَأَصبَحوا مِنَ الغَدِ ، فَصَلّى بِهِم عَلِيٌّ غَداةَ الخَميسِ ، فَغَلَّسَ ۱ بِالصَّلاةِ أشَدَّ التَّغليسِ ۲ .

۲۵۵۴.وقعة صفّين عن جندب الأزدي :لَمّا كانَ غَداةُ الخَميسِ لِسَبعٍ خَلَونَ مِن صَفَرٍ مِن سَنَةِ سَبعٍ وثَلاثينَ ، صَلّى عَلِيٌّ ، فَغَلَّسَ بِالغَداةِ ، ما رَأَيتُ عَلِيّا غَلَّسَ بِالغَداةِ أشَدَّ مِن تَغليسِهِ يَومَئِذٍ .
ثُمَّ خَرَجَ بِالنّاسِ إلى أهلِ الشّامِ فَزَحَفَ إلَيهِم ، وكانَ هُوَ يَبدَؤُهُم فَيَسيرُ إلَيهِم ، فَإِذا رَأَوهُ وقَد زَحَفَ استَقبَلوهُ بِزُحوفِهِم ۳ .

۲۵۵۵.الفتوحـ في ذِكرِ وَقعَةِ الخَميسِ ـ: دَعا عَلِيٌّ رضى الله عنه بِدِرعِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَلَبِسَهُ ، وبِسَيفِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَتَقَلَّدَهُ ، وبِعِمامَةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَاعتَجَرَ بِها ، ثُمَّ دَعا بِفَرَسِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَاستَوى عَلَيهِ وجَعَلَ يَقولُ :
أيُّهَا النّاسُ ! مَن يَبِع نَفسَهُ يَربَح هذَا اليَومَ ؛ فَإِنَّهُ يَومٌ لَهُ ما بَعدَهُ مِنَ الأَيّامِ ، أما وَاللّهِ ! أن لَولا أن تُعَطَّلَ الحُدودُ ، وتَبطُلَ الحُقوقُ ، ويَظهَرَ الظّالِمونَ ، وتَفوزَ كَلِمَةُ الشَّيطانِ ، مَا اختَرنا وُرودَ المَنايا عَلى خَفضِ العَيشِ وطيِبِه .
ألا إنَّ خِضابَ النِّساءِ الحِنّاءُ ، وخِضابَ الرِّجالِ الدِّماءُ ، وَالصَّبرُ خَيرُ عَواقِبِ الاُمورِ .

1.من الغَلَس : ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح (النهاية : ج۳ ص۳۷۷) .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۵ .

3.وقعة صفّين : ص۲۳۲ ؛ تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۴ وفيه «بوجوههم» بدل «بزحوفهم» ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۷۲ وفيه «فلمّا كان يوم الخميس ، صلّى عليّ عليه السلام بغلس ، وخرج بالناس إلى أهل الشام ، فزحف إليهم وزحفوا معه» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 101141
صفحه از 670
پرینت  ارسال به