فَلَمّا رَأى ذلِكَ الأَشتَرُ قالَ : اُعيذُكُم بِاللّهِ أن تَرضَعُوا الغَنَمَ سائِرَ اليَومِ ، ثُمَّ دَعا بِفَرَسِهِ ، وتَرَكَ رايَتَهُ مَعَ حَيّانَ بنِ هَوذَةَ النَّخَعِيِّ ، وخَرَجَ يَسيرُ فِي الكَتائِبِ ويَقولُ : مَن يَشتَري نَفسَهُ مِنَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ ويُقاتِلُ مَعَ الأَشتَرِ حَتّى يَظهَرَ أو يَلحَقَ بِاللّهِ ! فَلا يَزالُ رَجُلٌ مِنَ النّاسِ قَد خَرَجَ إلَيهِ ، وحَيّانَ بنِ هَوذَةَ ۱ .
۲۵۶۱.وقعة صفّين عن زياد بن النضر الحارثي :شَهِدتُ مَعَ عَلِيٍّ بِصِفّينَ ، فَاقتَتَلنا ثَلاثَةَ أيّامٍ وثَلاثَ لَيالٍ ، حَتّى تَكَسَّرَتِ الرِّماحُ ، ونَفِدَتِ السِّهامُ ، ثُمِّ صِرنا إلَى المُسايَفَةِ ؛ فَاجتَلَدنا بِها إلى نِصفِ اللَّيلِ ، حَتّى صِرنا نَحنُ وأهلُ الشّامِ فِي اليَومِ الثّالِثِ يُعانِقُ بَعضُنا بَعضا .
وقَد قاتَلتُ لَيلَتَئِذٍ بِجَميعِ السِّلاحِ ؛ فَلَم يَبقَ شَيءٌ مِنَ السِّلاحِ إلّا قاتَلتُ بِهِ ، حَتّى تَحاثَينا بِالتُّرابِ ، وتَكادَمنا بِالأَفواهِ ، حَتّى صِرنا قِياما يَنظُرُ بَعضُنا إلى بَعضٍ ، ما يَستَطيعُ واحِدٌ مِنَ الفَريقَينِ يَنهَضُ إلى صاحِبِهِ ولا يُقاتِلُ .
فَلَمّا كانَ نِصفُ اللَّيلِ مِنَ اللَّيلَةِ الثّالِثَةِ انحازَ مُعاوِيَةُ وخَيلُهُ مِنَ الصَّفِّ ، وغَلَبَ عَلِيٌّ عليه السلام عَلَى القَتلى في تِلكَ اللَّيلَةِ ، وأقبَلَ عَلى أصحابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وأصحابِهِ فَدَفَنَهُم ، وقَد قُتِلَ كَثيرٌ مِنهُم ، وقُتِلَ مِن أصحابِ مُعاوِيَةَ أكثَرُ ۲ .
۲۵۶۲.الصراط المستقيم عن عمرو بن العاصـ يَومَ الهَريرِ ـ: للّهِِ دَرُّ ابنِ أبي طالِبٍ ! ما كانَ أكثَرَهُ عِندَ الحُروبِ ! ما آنَستُ أن أسمَعَ صَوتَهُ في أوَّلِ النّاسِ إلّا وسَمِعتُهُ في آخِرِهِم ، ولا فِي المَيمَنَةِ إلّا وسَمِعتُهُ فِي المَيسَرَةِ ۳ .