503
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

11 / 2

دُعاءُ الإِمامِ قَبلَ رَفعِ المَصاحِفِ

۲۵۶۸.مهج الدعوات عن سعد بن عبد اللّهـ : إنَّ هذَا الدُّعاءَ دَعا بِهِ عَلِيٌّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ قَبلَ رَفعِ المَصاحِفِ الشَّريفَةِ ـ، ثُمَّ قالَ ما مَعناهُ : ـ إنَّ إبليسَ صَرَخَ صَرخَةً سَمِعَها بَعضُ العَسكَرِ يُشيرُ عَلى مُعاوِيَةَ وأصحابِهِ بِرَفعِ المَصاحِفِ الجَليلَةِ لِلحيلَةِ ، فَأَجابَهُ الخَوارِجُ لِمُعاوِيَةَ إلى شُبُهاتِهِ ، فَرَفَعوها فَاختَلَفَ أصحابُ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيٍّ عليه السلام كَمَا اختَلَفوا في طاعَةِ رَسولِ اللّه صلى الله عليه و آله في حَياتِه، فَدَعا عليه السلام ، فَقالَ :
اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ العافِيَةَ مِن جَهدِ البَلاءِ ، ومِن شَماتَةِ الأَعداءِ .
اللّهُمَّ اغفِر لي ذَنبي ، وزَكِّ عَمَلي ، وَاغسِل خَطايايَ ؛ فَإِنّي ضَعيفٌ إلّا ما قَوَّيتَ ، وَاقسِم لي حِلما تَسُدُّ بِهِ بابَ الجَهلِ ، وعِلما تُفَرِّجُ بِهِ الجَهَلاتِ ، ويَقينا تُذِهبُ بِهِ الشَّكَّ عَنّي ، وفَهما تُخرِجُني بِهِ مِنَ الفِتَنِ المُعضِلاتِ ، ونورا أمشي بِهِ فِي النّاسِ ، وأهتَدي بِهِ فِي الظُّلُماتِ .
اللّهُمَّ اصلِح لي سَمعي وبَصَري وشَعري وبَشَري وقَلبي صَلاحا باقِيا تَصلُحُ بِها ما بَقِيَ من جَسَدي ، أسأَلُكَ الرّاحَةَ عِندَ المَوتِ ، وَالعَفوَ عِندَ الحِسابِ .
اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ أيَّ عَمَلٍ كانَ أحَبَّ إلَيكَ وأقرَبَ لََديكَ ، أن تَستَعمِلَني فيهِ أبَدا ، ثُمَّ لَقِّني أشرَفَ الأَعمالِ عِندَكَ ، وآتِني فيهِ قُوَّةً وصِدقا وجِدّا وعَزما مِنكَ ونَشاطا ، ثُمَّ اجعَلني أعمَلُ ابتِغاءَ وَجهِكَ ، ومَعاشَةً في ما آتَيتَ صالِحي عِبادِكَ ، ثُمَّ اجعَلني لا أشتَري بِهِ ثَمَنا قَليلاً ، ولا أبتَغي بِهِ بَدَلاً ، ولا تُغَيِّرهُ في سَرّاءَ ولا ضَرّاءَ ولا كَسَلاً ولا نِسيانا ، ولا رِياءً ، ولا سُمعَةً ، حَتّى تَتَوَفّاني عَلَيهِ ، وَارزُقني أشرَفَ القَتلِ في سَبيلِكَ ، أنصُرُكَ وأنصُرُ رَسولَكَ ، أشتَرِى ¨


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
502

فَعَرَفَ ذلِكَ مُعاوِيَةُ ، فَقالَ : صَدَقتَ ۱ .

۲۵۶۷.وقعة صفّين عن صعصعة :قامَ الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ الكِندِيُّ لَيلةَ الهَريرِ في أصحابِهِ مِن كِندَةَ فَقالَ : الحَمدُ للّهِِ ، أحمَدُهُ ، وأستَعينُهُ ، واُؤمِنُ بِهِ ، وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ ، وأستَنصِرُهُ ، وأستَغفِرُهُ ، وأستَخيرُهُ ، وأستَهديهِ . . . قَد رَأَيتُم ـ يا مَعشَرَ المُسلِمينَ ـ ما قَد كانَ في يَومِكُم هذَا الماضي ، وما قَد فَنِيَ فيهِ مِنَ العَرَبِ ، فَوَاللّهِ لَقَد بَلَغتُ مِنَ السِّنَّ ما شاءَ اللّهُأن أبلُغَ ، فَما رَأَيتُ مِثلَ هذَا اليَومِ قَطُّ .
ألا فَليُبَلِّغِ الشّاهِدُ الغائِبَ ، إنّا إن نَحنُ تَوَاقَفنا غَدا إنَّهُ لَفَناءُ العَرَبِ ، وضَيعَةُ الحُرُماتِ ، أما وَاللّهِ ما أقولُ هذِهِ المَقالَةَ جَزَعا مِنَ الحَتفِ ، ولكِنّي رَجُلٌ مُسِنٌّ أخافُ عَلَى النِّساءِ وَالذَّرارِيِّ غَدا إذا فَنينا .
اللّهُمَّ ! إنَّكَ تَعلَمُ أنّي قَد نَظَرتُ لِقَومي ولِأَهلِ ديني فَلَم آلُ ، وما تَوفيقي إلّا بِاللّهِ ، عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وإلَيهِ اُنيبُ ، والرّأيُ يُخطِئُ ويُصيبُ ، وإذا قَضَى اللّهُ أمرا أمضاهُ عَلى ما أحَبَّ العِبادُ أو كَرِهوا ، أقولُ قَولي هذا ، وأستَغفِرُ اللّهَ العَظيمَ لي ولَكُم .
قالَ صَعصَعَةُ : فَانطَلَقَت عُيونُ مُعاوِيَةَ إلَيهِ بِخُطبَةِ الأَشعَثِ فَقالَ : أصابَ ورَبِّ الكَعبَةِ ! لَئِن نَحنُ التَقَينا غَدا لَتَميلَنَّ الرّومُ عَلى ذَرارِيِّنا ونِسائِنا ، ولَتَميلَنَّ أهلُ فارِسٍ عَلى نِساءِ أهلِ العِراقِ وذَرارِيِّهِم ، وإنَّما يُبصِرُ هذا ذَوُو الأَحلامِ وَالنُّهى . اِربِطُوا المَصاحِفَ عَلى أطرافِ القَنا .
قالَ صَعصَعَةُ : فَثارَ أهلُ الشّامِ فَنادَوا في سَوادِ اللَّيلِ : يا أهلَ العِراقِ ! مَن لِذَرارِيِّنا إن قَتَلتُمونا ، ومَن لِذَرارِيِّكُم إن قَتَلناكُم ؟ اللّهَ اللّهَ فِي البَقِيَّةِ ۲ .

1.وقعة صفّين : ص۴۷۶ ؛ الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۴۳ ، الأخبار الطوال : ص۱۸۸ كلاهما نحوه .

2.وقعة صفّين : ص۴۸۰ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۱۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 100975
صفحه از 670
پرینت  ارسال به