505
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

قالَ : لَم يَبقَ إلّا حيلَةٌ واحِدَةٌ ؛ أن تَرفَعَ المَصاحِفَ ، فَتَدعُوَهُم إلى ما فيها ، فَتَستَكِفَّهُم ، وتُكَسِّرَ مِن حَدِّهِم ، وتَفُتَّ في أعضادِهِم .
قالَ مُعاوِيَةُ : فَشَأنَكَ ! فَرَفَعُوا المَصاحِفَ ، ودَعَوهُم إلَى التَّحَكُّمِ بِما فيها ، وقالوا : نَدعوكُم إلى كِتابِ اللّهِ .
فَقالَ عَلِيٌّ : إنَّها مَكيدَةٌ ، ولَيسوا بِأَصحابِ قُرآنٍ .
فَاعتَرَضَ الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ الكِندِيُّ ـ وقَد كانَ مُعاوِيَةُ استَمالَهُ ، وكَتَبَ إلَيهِ ودَعاهُ إلى نَفسِهِ ـ فَقالَ : قَد دَعَا القَومُ إلَى الحَقِّ !
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : إنَّهُم إنَّما كادوكُم ، وأرادوا صَرفَكُم عَنهُم .
فَقالَ الأَشعَثُ : وَاللّهِ ، لَئِن لَم تُجِبهُمُ انصَرَفتُ عَنكَ .
ومالَتِ اليَمانِيَّةُ مَعَ الأَشعَثِ ، فَقالَ الأَشعَثُ : وَاللّهِ ، لَتُجيبَنَّهُم إلى ما دَعَوا إلَيهِ ، أو لَنَدفَعَنَّكَ إلَيهِم بِرُمَّتِكَ ۱ .

۲۵۷۱.مروج الذهبـ في ذِكرِ ما جَرى يَومَ الهَريرِ ـ: وكانَ الأَشتَرُ في هذَا اليَومِ ـ وهُوَ يَومُ الجُمُعَةِ ـ عَلى مَيمَنَةِ عَلِيٍّ ، وقَد أشرَفَ عَلَى الفَتحِ ، ونادَت مَشيَخَةُ أهلِ الشّامِ : يا مَعشَرَ العَرَبِ ! اللّهَ اللّهَ فِي الحُرُماتِ وَالنِّساءِ وَالبَناتِ .
وقالَ مُعاوِيَةُ : هَلُمَّ مُخَبَّآتِكَ يَابنَ العاصِ ؛ فَقَد هَلَكنا ، وتَذَكَّر وِلايَةَ مِصرَ ، فَقالَ عَمرٌو : أيُّها النّاسُ ! مَن كانَ مَعَهُ مُصحَفٌ فَليَرفَعهُ عَلى رُمحِهِ .
فَكَثُرَ فِي الجَيشِ رَفعُ المَصاحِفِ ، وَارتَفَعَتِ الضَّجَّةُ ، ونادَوا : كِتابُ اللّهِ بَينَنا وبَينَكُم ؛ مَن لِثُغورِ الشّامِ بَعدَ أهلِ الشّامِ ؟ ومَن لِثُغورِ أهلِ العِراقِ بَعدَ أهلِ العِراقِ ؟ ومنَ لِجِهادِ الرّومِ ؟ ومَن لِلتُّركِ ؟ ومَن لِلكُفّارِ ؟

1.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۸۸ وراجع أنساب الأشراف : ج۳ ص۹۸ والعقد الفريد : ج۳ ص۳۴۰ والفتوح : ج۳ ص۱۸۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
504

الحَياةَ الباقِيَةَ بِالدُّنيا ، وأغنِني بِمَرضاةٍ مِن عِندِكَ . . . ۱ .

11 / 3

رَفعُ المَصاحِفِ

۲۵۶۹.تاريخ الطبري عن أبي مخنف :لَمّا رَأى عَمرُو بنُ العاصِ أنَّ أمرَ أهلِ العِراقِ قَدِ اشتَدَّ ، وخافَ في ذلِكَ الهَلاكَ ، قالَ لِمُعاوِيَةَ : هَل لَكَ في أمرٍ أعرِضُهُ عَلَيكَ لا يَزيدُنا إلَا اجتِماعا ، ولا يَزيدُهُم إلّا فُرقَةً ؟ قالَ : نَعَم .
قالَ : نَرفَعُ المَصاحِفَ ثُمَّ نَقولُ : ما فيها حَكَمٌ بَينَنا وبَينَكُم ، فَإِن أبى بَعضُهُم أن يَقبَلَها وَجَدتُ فيهِم مَن يَقولُ : بَلى يَنبَغي أن نَقبَلَ ، فَتَكونُ فُرقَةٌ تَقَعُ بَينَهُم ، وإن قالوا : بَلى نَقبَلُ ما فيها ، رَفَعنا هذَا القِتالَ عَنّا وهذِهِ الحَربَ إلى أجَلٍ أو إلى حينٍ .
فَرَفَعُوا المَصاحِفَ بِالرِّماحِ وقالوا : هذا كِتابُ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ بَينَنا وبَينَكُم ، مَن لِثُغورِ أهلِ الشّامِ بَعدَ أهلِ الشّامِ ؟ ومَن لِثُغورِ أهلِ العِراقِ بَعدَ أهلِ العِراقِ !
فَلَمّا رَأَى النّاسُ المَصاحِفَ قَد رُفِعَت ، قالوا : نُجيبُ إلى كِتابِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ ونُنيبُ إلَيهِ ۲ .

۲۵۷۰.تاريخ اليعقوبي :زَحَفَ أصحابُ عَلِيٍّ وظَهَروا عَلى أصحابِ مُعاوِيَةَ ظُهورا شَديدا ، حَتّى لَصِقوا بِهِ ، فَدَعا مُعاوِيَةُ بِفَرَسِهِ لِيَنجُوَ عَلَيهِ .
فَقالَ لَهُ عَمرُو بنُ العاصِ : إلى أينَ ؟
قالَ : قَد نَزَلَ ما تَرى ، فَما عِندَكَ ؟

1.مهج الدعوات : ص۱۲۹ ، بحار الأنوار : ج۹۴ ص۲۳۸ .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۴۸ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۸۶ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۳۵ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۷۳ كلاهما نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 101131
صفحه از 670
پرینت  ارسال به