النّاسِ ، ثُمَّ رَجَعوا عَن قَولِهِم مَعَ الجَماعَةِ ، وثارَتِ الجَماعَةُ بِالمُوادَعَةِ .
فَقامَ عَلِيٌّ أميرُ المُؤمِنينَ فَقالَ : إنَّهُ لَم يَزَل أمري مَعَكُم عَلى ما اُحِبُّ إلى أن أخَذَت مِنكُمُ الحَربُ ، وقَد وَاللّهِ أخَذَت مِنكُم وتَرَكَت ، وأخَذَت مِن عَدُوِّكُم فَلَم تَترُك ، وإنَّها فيهِم أنكى ۱ وأنهَكُ .
ألا إنّي كُنتُ أمسِ أميرُ المُؤمِنينَ ، فَأَصبَحتُ اليَومَ مَأمورا ، وكُنتُ ناهِيا فَأَصبَحتُ مَنهِيّا ، وقَد أحبَبتُمُ البَقاءَ ولَيسَ لي أن أحمِلَكُم عَلى ما تَكرَهونَ ۲ .
۲۵۷۵.مروج الذهبـ بَعدَ ذِكرِ رَفعِ المَصاحِفِ ـ: فَلَمّا رَأى كَثيرٌ مِن أهلِ العِراقِ ذلِكَ ، قالوا : نُجيبُ إلى كِتابِ اللّهِ ونُنيبُ إلَيهِ ، وأحَبَّ القَومُ المُوادَعَةَ وقيلَ لِعَلِيٍّ : قَد أعطاكَ مُعاوِيَةُ الحَقَّ ، ودَعاكَ إلى كِتابِ اللّهِ ، فَاقبَل مِنهُ ، وكانَ أشَدَّهُم في ذلِكَ اليَومِ الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ ، فَقالَ عَلِيٌّ :
أيُّهَا النّاسُ ! إنَّهُ لَم يَزَل مِن أمرِكُم ما اُحِبُّ حَتّى قَرَحَتكُمُ الحَربُ ، وقَد وَاللّهِ أخَذَت مِنكُم وتَرَكَت ، وإنّي كُنتُ بِالأَمسِ أميرا ، فَأَصبَحتُ اليَومَ مَأمورا ، وقَد أحبَبتُمُ البَقاءَ ۳ .
۲۵۷۶.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كَلامٍ لَهُ لَمّا اضطَرَبَ عَليهِ أصحابُهُ في أمرِ الحُكومَةِ ـ: أيُّهَا النّاسُ ! إنَّهُ لَم يَزَل أمري مَعَكُم عَلى ما اُحِبُّ ، حَتّى نَهَكَتكُمُ الحَربُ ، وقَد وَاللّهِ أخَذَت مِنكُم وتَرَكَت ، وهِيَ لِعَدُوِّكُم أنهَكُ ، لَقَد كُنتُ أمسِ أمِيرا ، فَأَصبَحتُ اليَومَ مَأمورا ، وكُنتُ أمسِ ناهِيا ، فَأَصبَحتُ اليَومَ مَنهِيّا ، وقَد أحبَبتُمُ البَقاءَ ، ولَيسَ لي أن أحمَلَكُم عَلى ما تَكرَهونَ ! ۴
1.يُقال : نكيتُ في العدو : إذا أكثرتَ فيهم الجراح والقتل ، فوهنوا لذلك (النهاية : ج۵ ص۱۱۷) .
2.وقعة صفّين : ص۴۸۳ ؛ الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۳۶ نحوه ، شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۲۰ .
3.مروج الذهب : ج۲ ص۴۰۰ .
4.نهج البلاغة : الخطبة ۲۰۸ ، وقعة صفّين : ص۴۸۴ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۳۰۶ ح۵۵۶ ؛ المعيار والموازنة : ص۱۷۵ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۳۸ .