509
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

النّاسِ ، ثُمَّ رَجَعوا عَن قَولِهِم مَعَ الجَماعَةِ ، وثارَتِ الجَماعَةُ بِالمُوادَعَةِ .
فَقامَ عَلِيٌّ أميرُ المُؤمِنينَ فَقالَ : إنَّهُ لَم يَزَل أمري مَعَكُم عَلى ما اُحِبُّ إلى أن أخَذَت مِنكُمُ الحَربُ ، وقَد وَاللّهِ أخَذَت مِنكُم وتَرَكَت ، وأخَذَت مِن عَدُوِّكُم فَلَم تَترُك ، وإنَّها فيهِم أنكى ۱ وأنهَكُ .
ألا إنّي كُنتُ أمسِ أميرُ المُؤمِنينَ ، فَأَصبَحتُ اليَومَ مَأمورا ، وكُنتُ ناهِيا فَأَصبَحتُ مَنهِيّا ، وقَد أحبَبتُمُ البَقاءَ ولَيسَ لي أن أحمِلَكُم عَلى ما تَكرَهونَ ۲ .

۲۵۷۵.مروج الذهبـ بَعدَ ذِكرِ رَفعِ المَصاحِفِ ـ: فَلَمّا رَأى كَثيرٌ مِن أهلِ العِراقِ ذلِكَ ، قالوا : نُجيبُ إلى كِتابِ اللّهِ ونُنيبُ إلَيهِ ، وأحَبَّ القَومُ المُوادَعَةَ وقيلَ لِعَلِيٍّ : قَد أعطاكَ مُعاوِيَةُ الحَقَّ ، ودَعاكَ إلى كِتابِ اللّهِ ، فَاقبَل مِنهُ ، وكانَ أشَدَّهُم في ذلِكَ اليَومِ الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ ، فَقالَ عَلِيٌّ :
أيُّهَا النّاسُ ! إنَّهُ لَم يَزَل مِن أمرِكُم ما اُحِبُّ حَتّى قَرَحَتكُمُ الحَربُ ، وقَد وَاللّهِ أخَذَت مِنكُم وتَرَكَت ، وإنّي كُنتُ بِالأَمسِ أميرا ، فَأَصبَحتُ اليَومَ مَأمورا ، وقَد أحبَبتُمُ البَقاءَ ۳ .

۲۵۷۶.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كَلامٍ لَهُ لَمّا اضطَرَبَ عَليهِ أصحابُهُ في أمرِ الحُكومَةِ ـ: أيُّهَا النّاسُ ! إنَّهُ لَم يَزَل أمري مَعَكُم عَلى ما اُحِبُّ ، حَتّى نَهَكَتكُمُ الحَربُ ، وقَد وَاللّهِ أخَذَت مِنكُم وتَرَكَت ، وهِيَ لِعَدُوِّكُم أنهَكُ ، لَقَد كُنتُ أمسِ أمِيرا ، فَأَصبَحتُ اليَومَ مَأمورا ، وكُنتُ أمسِ ناهِيا ، فَأَصبَحتُ اليَومَ مَنهِيّا ، وقَد أحبَبتُمُ البَقاءَ ، ولَيسَ لي أن أحمَلَكُم عَلى ما تَكرَهونَ ! ۴

1.يُقال : نكيتُ في العدو : إذا أكثرتَ فيهم الجراح والقتل ، فوهنوا لذلك (النهاية : ج۵ ص۱۱۷) .

2.وقعة صفّين : ص۴۸۳ ؛ الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۳۶ نحوه ، شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۲۰ .

3.مروج الذهب : ج۲ ص۴۰۰ .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۲۰۸ ، وقعة صفّين : ص۴۸۴ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۳۰۶ ح۵۵۶ ؛ المعيار والموازنة : ص۱۷۵ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۳۸ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
508

ما دَعَوناهُم إلَيهِ ، فَأَعِدها جَذَعَةً ؛ فَإِنَّكَ قَد غَمَرتَ بِدُعائِكَ القَومَ ، وأطمَعتَهُم فيكَ ۱ .

11 / 4

الإِمامُ في حِصارِ أصحابِ الجِباهِ السُّودِ

۲۵۷۴.وقعة صفّين عن صعصعة :دَعا مُعاوِيَةُ عَبدَ اللّهِ بنَ عَمرِو بنِ العاصِ ، وأمَرَهُ أن يُكَلِّمَ أهلَ العِراقِ ، فَأَقبَلَ حَتّى إذا كانَ بَينَ الصَّفَّينِ نادى : يا أهلَ العِراقِ ! أنا عَبدُ اللّهِ بنُ عَمرِو بنِ العاصِ ، إنَّها قَد كانَت بَينَنا وبَينَكُم اُمورٌ لِلدّينِ وَالدُّنيا ، فَإِن تَكُن لِلدّينِ فَقَد وَاللّهِ أعذَرنا وأعذَرتُم ، وإن تَكُن لِلدُّنيا فَقَد وَاللّهِ أسرَفنا وأسرَفتُم .
وقَد دَعَوناكُم إلى أمرٍ لَو دَعَوتُمونا إلَيهِ لاََبناكُم ؛ فَإِن يَجمَعنا وإيّاكُمُ الرِّضا فَذلِكَ مِنَ اللّهِ ، فَاغتَنِموا هذِهِ الفُرجَةَ لَعَلَّهُ أن يَعيشَ فيهَا المُحتَرِفُ ، ويُنسى فيهَا القَتيلُ ؛ فَإِنَّ بَقاءَ المُهلِكِ بَعدَ الهالِكِ قَليلٌ .
فَخَرَجَ سَعيدُ بنُ قَيسٍ فَقالَ : يا أهلَ الشّامِ ! إنَّهُ قَد كانَ بَينَنا وبَينَكُم اُمورٌ حامَينا فيها عَلَى الدّينِ وَالدّنيا ، سَمَّيتُموها غَدرا وسَرَفا .
وقَد دَعوتُمونَا اليَومَ إلى ما قاتَلناكُم عَلَيهِ بِالأَمسِ ، ولَم يَكُن لِيَرجِعَ أهلُ العِراقِ إلى عِراقِهِم ،ولا أهلُ الشّامِ إلى شامِهِم بِأَمرٍ أجمَلَ مِن أن يُحكَمَ بِما أنزَلَ اللّهُ ، فَالأَمرُ في أيدينا دونَكُم ، وإلّا فَنَحنُ نَحنُ ، وأنتُم أنتُم .
وقامَ النّاسُ إلى عَلِيٍّ فَقالوا : أجِبِ القَومَ إلى ما دَعَوكَ إلَيهِ ؛ فَإِنّا قد فُنينا . . . أكَلَتنَا الحَربُ وقُتِلَتِ الرِّجالُ .
وقالَ قَومٌ : نُقاتِلُ القَومَ عَلى ما قاتَلناهُم عَلَيهِ أمسِ . ولَم يَقُل هذا إلّا قَليلٌ مِن

1.وقعة صفّين : ص۴۸۲ ؛ الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۴۴ وفيه إلى «أحبّ الناس البقاء» ، المعيار والموازنة : ص۱۷۳ كلاهما نحوه وراجع مروج الذهب : ج۲ ص۴۰۱ والأخبار الطوال : ص۱۹۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99694
صفحه از 670
پرینت  ارسال به