511
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

11 / 5

رُجوعُ الأَشتَرِ مِنَ المَعرَكَةِ

۲۵۷۸.تاريخ الطبري عن إبراهيم بن الأشتر :كُنتُ عِندَ عَلِيٍّ حينَ أكرَهَهُ النّاسُ عَلَى الحُكومَةِ ، وقالوا : اِبعَث إلَى الأَشتَرِ فَليَأتِكَ .
قالَ : فَأَرسَلَ عَلِيٌّ إلَى الأَشتَرِ يَزيدَ بنَ هانِئٍ السَّبيعِيَّ أنِ ائتِني .
فَأَتاهُ فَبَلَّغَهُ .
فَقالَ : قُل لَهُ : لَيسَ هذِهِ السّاعَةُ الَّتي يَنبَغي لَكَ أن تُزيلَني فيها عَن مَوقِفي ، إنّي قَد رَجَوتُ أن يُفتَحَ لي ؛ فَلا تُعجِلني .
فَرَجَعَ يَزيدُ بنُ هانِئٍ إلى عَلِيٍّ فَأَخبَرَهُ ، فَما هُوَ إلّا أنِ انتَهى إلَينا ، فَارتَفَعَ الرَّهَجُ ، وعَلَتِ الأَصواتُ مِن قِبَلِ الأَشتَرِ ۱ ، فَقالَ لَهُ القَومُ : وَاللّهِ ما نَراكَ إلّا أمَرتَهُ أن يُقاتِلَ .
قالَ : مِن أينَ يَنبَغي أن تَرَوا ذلِكَ ! رَأَيتُموني سارَرتُهُ ؟ أ لَيسَ إنَّما كَلَّمتُهُ عَلى رُؤوسِكُم عَلانِيَةً ، وأنتُم تَسمَعونَني !
قالوا : فَابعَث إلَيهِ فَليَأتِكَ ، وإلّا وَاللّهِ اعتَزَلناكَ .
قالَ لَهُ : وَيحَكَ يا يَزيدُ ! قُل لَهُ : أقبِل إلَيَّ ؛ فَإِنَّ الفِتنَةَ قَد وَقَعَت !
فَأَبلَغَهُ ذلِكَ ، فَقالَ لَهُ : أ لِرَفعِ المَصاحِفِ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : أما وَاللّهِ ، لَقَد ظَنَنتَ حينَ رُفِعَت أنَّها سَتوقِعُ اختِلافا وفُرقَةً ، إنَّها مشَورَةُ ابنِ العاهِرَةِ ،أ لا تَرى ما صَنَعَ اللّهُ لَنا ! أ يَنبَغي أن أدَعَ هؤُلاءِ وأنصَرِفَ عَنهُم !

1.زاد في وقعة صفّين هنا : «وظهرت دلائل الفتح والنصر لأهل العراق، ودلائل الخذلان والإدبار على أهل الشام» .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
510

۲۵۷۷.وقعة صفّين عن عمر بن سعد :لَمّا رَفَعَ أهلُ الشّامِ المُصاحِفَ عَلَى الرِّماحِ يَدعونَ إلى حُكمِ القُرآنِ قالَ عَلِيٌّ عليه السلام :
عِبادَ اللّهِ ! إنّي أحَقُّ مَن أجابَ إلى كِتابِ اللّهِ ، ولكِنَّ مُعاوِيَةَ ، وعَمرَو بنَ العاصِ ، وَابنَ أبي مُعَيطٍ ، وحَبيبَ بنَ مَسلَمَةَ ، وَابنَ أبي سَرحٍ لَيسوا بِأَصحابِ دينٍ ولا قُرآنٍ ، إنّي أعرَفُ بِهِم مِنكُم ، صَحِبتُهُم أطفالاً ، وصَحِبتُهُم رِجالاً ، فَكانوا شَرَّ أطفالٍ ، وشَرَّ رِجالٍ .
إنَّها كَلِمَةُ حَقٍّ يُرادُ بِها باطِلٌ ، إنَّهُم وَاللّهِ ما رَفَعوها أنَّهُم يَعرِفونَها ويَعمَلونَ بِها ، ولكِنَّهَا الخَديعَةُ وَالوَهنُ وَالمَكيدَةُ .
أعيروني سَواعِدَكُم وجَماجِمَكُم ساعَةً واحدَةً ، فَقَد بَلَغَ الحَقُّ مَقطَعَهُ ، ولَم يَبقَ إلّا أن يُقطَعَ دابِرُ الَّذينَ ظَلَموا .
فَجاءَهُ زُهاءُ عِشرينَ ألفا مُقَنِّعينَ فِي الحَديدِ شاكِي السِّلاحِ ، سُيوفُهُم عَلى عَواتِقِهِم ، وقَدِ اسوَدَّت جِباهُهُم مِنَ السُّجودِ ! ! يَتَقَدَّمُهُم مِسعَرُ بنُ فَدَكِيٍّ ، وزَيدُ بنُ حُصَينٍ ، وعِصابَةٌ مِنَ القُرّاءِ الَّذينَ صاروا خَوارِجَ مِن بَعدُ ، فَنادَوهُ بِاسمِهِ لا بِإِمرَةِ المُؤمِنينَ : يا عَلِيُّ ! أجِبِ القَومَ إلى كِتابِ اللّهِ إذ دُعيتَ إلَيهِ ، وإلّا قَتَلناكَ كَما قَتَلنَا ابنَ عَفّانَ ، فَوَاللّهِ لَنَفعَلَنَّها إن لَم تُجِبهُم .
فَقالَ لَهُم : وَيحَكُم ! أنا أوَّلُ مَن دَعا إلى كِتابِ اللّهِ ، وأوَّلُ مَن أجابَ إلَيهِ ، ولَيسَ يَحِلُّ لي ولا يَسَعُني في ديني أن اُدعى إلى كِتابِ اللّهِ فَلا أقبَلَهُ ، إنّي إنَّما اُقاتِلُهُم لِيَدينوا بِحُكمِ القُرآنِ ؛ فَإِنَّهُم قَد عَصَوُا اللّهَ فيما أمَرَهُم ، ونَقَضوا عَهدَهُ ، ونَبَذوا كِتابَهُ ، ولكِنّي قَد أعلَمتُكُم أنَّهُم قَد كادوكُم ، وأنَّهُم لَيسُوا العَمَلَ بِالقُرآنِ يُريدونَ .
قالوا : فَابعَث إلَى الأَشتَرِ لِيَأتِيَكَ . وقَد كانَ الأَشتَرُ صَبيحَةَ لَيلَةِ الهَريرِ قَد أشرَفَ عَلى عَسكَرِ مُعاوِيَةَ لِيَدخُلَهُ ۱ .

1.وقعة صفّين : ص۴۸۹ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۱۸۳ وفيه إلى «صحبتم رجالاً» ، بحار الأنوار : فج۳۲ ص۵۳۲ ح۴۴۹ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۱۶ وراجع مروج الذهب : ج۲ ص۴۰۱ وتاريخ الطبري : ج۵ ص۴۸ والكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۸۶ والبداية والنهاية : ج۷ ص۲۷۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99661
صفحه از 670
پرینت  ارسال به